خلف حريق مهول اندلع، ليلة الجمعة الماضي، في شركة للصباغة، تقع بطريق الرباط، بتراب عمالة عين السبع الحي المحمدي بالدارالبيضاء، ذعرا وخوفا كبيرين في نفوس سكان إقامة المنار، المجاورة لمقر الشركة.رجال الإطفاء بذلوا مجهودات جبارة للسيطرة على الحريق (مشواري) وهرع السكان إلى خارج منازلهم، بعد سماعهم انفجارات متتالية، بسبب طبيعة المواد الأولية القابلة للاشتعال، وكذا تطاير ألسنة اللهب على مسافة كبيرة، وكثافة الدخان. وتسبب الحريق في خسائر مادية وصفت بالجسيمة لشركة "كونسوسيوم ماروك"، المتخصصة في الصباغة، في حين فتحت عناصر الشرطة القضائية بأمن عين السبع الحي المحمدي، بمساعدة عناصر الشرطة العلمية والتقنية تحقيقا لتحديد أسبابه. وحسب شاب يقطن في إقامة المنار المجاورة للشركة، فإن الحريق اندلع حوالي التاسعة ليلا، تلته انفجارات متتالية، ما عجل بمغادرة جميع السكان شققهم مذعورين، وقال "سمعت أمي تطلب منا المغادرة، وحسبت في البداية أن الأمر يتعلق بزلزال، وبعد خروجنا اكتشفنا أنه حريق في الشركة". وأضاف الشاب أن ألسنة اللهب كانت تتطاير على مسافة كبيرة، وبشكل مخيف أرعب سكان العمارات المحاذية للشركة، ما نتج عنه سحابة دخان كثيفة علت المنطقة، بالإضافة إلى رائحة ناجمة عن احتراق المواد الكيماوية، التي تستخدمها الشركة، مبرزا أنه لحسن الحظ، تمكن عناصر الإطفاء، من السيطرة على الوضع، وإخماده الحريق، حوالي ساعتين على اندلاعه. وأوضح مواطن آخر من الإقامة أنه يجب إعادة النظر في الرخص، التي تمنح للمركبات الصناعية ذات الأنشطة الخطيرة، مطالبا بإبعاد مثل هذه الشركات عن محيط الأحياء السكنية، حتى لا تهدد حياة المواطنين، بسبب طبيعة المواد الكيماوية، التي تستخدمها. وعاينت "المغربية" تدخل عناصر الإطفاء لإخماد الحريق، بعد محاصرته من جميع الجوانب، والحيلولة دون وصوله إلى شركة محاذية متخصصة في صناعة المكاتب ومستلزماتها. كما شوهد سكان إقامة المنار وهم يتجمعون أمام أبواب عماراتهم، إلى جانب سكان أحياء مجاورين، يتابعون بذهول عملية إخماد الحريق، وأشاد عدد منهم بنجاعة تدخل عناصر الوقاية المدنية ورجال الأمن في السيطرة على الحريق والحد من خطورته. وجندت القيادة الجهوية للوقاية المدنية بالدارالبيضاء عشرات رجال الإطفاء، وعددا من شاحنات الإطفاء، ومعدات أخرى متطورة، سرعت من وتيرة التدخل. وانتقل إلى مكان الحادث والي أمن الدارالبيضاء، للإشراف على عملية إخماد الحريق، إضافة إلى عناصر مصلحة الحرائق والمتفجرات بمختبر الشرطة العلمية والتقنية، وعناصر الهلال الأحمر المغربي، وعناصر الشرطة القضائية بأمن عين السبع الحي المحمدي.