أتى حريق، شب، بعد ظهر أول أمس الأحد، في محمية طبيعية قريبة من الحي الصناعي بمدينة مراكش، على أزيد من 200 نخلة مثمرة، كما أتلف أعدادا كبيرة من المزروعات المنتشرة في المنطقة، خاصة نبات القصب. وأحدث الحريق سحابة كثيفة من الدخان حولت سماء المنطقة إلى كتلة داكنة، أدخلت الرعب في نفوس أرباب المحلات التجارية وسكان المنطقة، واستنفرت مختلف الأجهزة الأمنية التابعة لولاية أمن مراكش، والسلطات المحلية وأعوانها، الذين انتقلوا إلى عين المكان لتتبع عملية الإخماد. وحسب مصادر من عين المكان، فإن فرق الإطفاء تمكنت من إخماد الحريق، الذي اندلع في منتصف نهار أول أمس الأحد، بعد مرور أزيد من ساعتين ونصف الساعة، بفضل مجهودات متواصلة، للحيلولة دون امتداد ألسنة اللهب إلى المناطق السكنية والمحلات التجارية القريبة. وفتحت مصالح أمن مراكش تحقيقا بخصوص ملابسات الحريق، من أجل تحديد الأسباب الحقيقية التي كانت وراء اندلاعه. وعزت بعض المصادر أسباب الحريق إلى موجة الحرارة، التي تشهدها المدينة الحمراء خلال هذه الفترة من السنة، في الوقت الذي تؤكد مصادر أخرى أن هناك أشخاصا يضرمون النار عمدا لأغراض شخصية. ولا تستبعد أوساط بيئية مدافعة عن محمية النخيل أن يكون هذا الحريق متعمدا بنية تدميره، وإتلاف خصوصياته البيولوجية كمحمية طبيعية، لفسح المجال أمام تصريف أطماع المضاربين العقاريين، وتحويله من تراث أخضر، يمتد عمره إلى مئات السنين، إلى مركب إسمنتي شاسع، كما حدث مع مساحات كبيرة من الحزام الأخضر بالمدينة الحمراء.