الاشتراكيون التقدميون لا يناصرون ويعادون اغتباطيا، بل يأتي ذلك انطلاقا من قناعاتهم الراسخة في النضال من أجل تحرير الانسان من كل أشكال العبودية والظلم و الاستبداد و الاستغلال انسان لأخيه الانسان. فهم أي الاشتراكيون التقدميون لا يناصرون الثورة الا عند نجاحه، بل يناصرونها ويؤيدونها في أصعب الحالات مثل التي تمر بها الثورة البوليفارية بفنزويلا راهنا. فلماذا نفتخر بثورة سبرطاكيس وثورة الزنج القرمطية ضد العبودية و عرابي بمصر و عمر المختار بليبيا و عبد القادر بالجزائر و عبد الكريم الخطابي بالمغرب ضد الاستعمار. لماذا نؤيد الثورة الفرنسية و البلشفية ضد الاستبداد الأرستقراطي. لماذا نؤيد كل حركة تحررية و كل نظام تقدمي و طني أو أممي أينما كانت و متى كانت ؟ لقد هاجمنا نظام البعث بالعراق و اليوم نندم عليه لما آلت اليه بلاد الرافدين من خراب و دمار. انتقدنا ناصر و اليوم نتمنى لو أن هناك نصف ناصر في هذا الضياع و الخراب الذي تعيشه الشعوب العربية . طبعا و كالعادة تبرر الامبريالية المتوحشة عتوها و استدلالها للشعوب عبر تكريس كل وسائلها الإعلامية و المادية و العسكرية لتشويه الحقائق و تبرير مخططاتها الاستعمارية. وهذا ما حصل بالنسبة للمعسكر الاشتراكي و النظام الوطني بالعراق و غيره و اليوم يحصل لضر ركائز النظام التقدمي بفنزويلا. بالطبع لا نريد الندم حين لا ينفع الندم و نعيد النظر لنستدرك الموقف و الذي هو واضح وضوح الشمس في السماء أي التأييد اللامشروط للثورة البوليفارية. طبعا هناك انتقادات عدة لأي نظام و لأية تجربة كيفما كان نوعها و للنظام التقدمي البوليفاري بفنزويلا عدة هفوات كما كانت للنظام البعثي بالعراق و كما هي موجودة عند النظام الاشتراكي بكوبا. لكن ينبغي مقارنة هذه النواقص بحجم العوائق و المؤامرات المحاكة. و خاصة بالنسبة للبديل المقترح . هل هو فعلا لصالح التحرر أم لصالح الاستبداد؟ و الحاصل أن النظام البعثي العراقي هو أفضل من البديل الذي أتت به الامبريالية العالمية بقيادة أمريكا و مناصرة الرجعيات العربية لتخرب العراق. و الحاصل أيضا، هو نفس المخطط الذي أمامنا لإجهاض الثورة البوليفارية في فنزويلا. هناك فرق باهض بين الوضع في كوريا الشمالية مثلا وفي فنزويلا. ففي كوريا الشمالية هناك ديكتاتورية الحزب الواحد المجسد في ملكية استبدادية. أما في فنزويلا فهناك تعدد الأحزاب و الانتخابات مفتوحة، فأين هو العيب حتي يتم التشهير بالرئيس الحالي و شرعية الانتخابات التي حصلت؟ هناك أزمة اقتصادية خانقة لها ظروفها و عواملها بفنزويلا ، الأجدى عدم الخلط بين الأزمة الاقتصادية و الأزمة السياسية المفتعلة. هناك حصار اقتصادي و اعلامي لضرب النظام البوليفاري بفنزويلا. نفس الأمر الذي حصل للنظام الاشتراكي بكوبا. فهل ينبغي تأييد صمود النظام البوليفاري في فنزويلا كما أيدنا النظام الاشتراكي بكوبا أم نقول أنه ليس هناك ديمقراطية و نقف ضده و ان كانت الديمقراطية المقدمة عبر الأسطول و الضغط الأمريكي هي ديمقراطية ليبيرالية مشوه كما حصل في العراق ؟.