"مثارات الفرادة في تراث الإمام أبي القاسم السهيلي دراسة تراثية وقراءات نقدية" عنوان لندوة علمية إحتضنها بحر الأسبوع الجاري مدرج أحمد الشرقاوي إقبال بكلية اللغة العربية التابعة لجامعة القاضي بمراكش، والمنظمة من طرف مختبر اللغة والنص الشرعي: نصوص وقضايا ومناهج التابع لكلية اللغة العربية وبتنسيق مع مركز الدراسات القرآنية التابع للرابطة المحمدية للعلماء بالرباط. وشهدت الندوة مداخلات لعدد من الدكاترة والأساتذة وطلبة الماستر، همت مسارات الإتباع ومثارات الإبداع عند الإمام السهيلي وكذا النقد النحوي وأسسه ومظاهره والظواهر الأسلوبية النقدية في تفسيره للنص القرآني، وكذلك سؤال التميز في الفكر العقدي الأشعري عند الإمام السهيلي، وغيرها من المحاور والمداخلات التي همت الإقتراب منه وتعريف مجهوداته التي قدمها خدمة للعلم والنص القرآني لفائدة الطلبة على الخصوص.
الدكتور " أنس وكاك " مدير مختبر اللغة والنص الشرعي بكلية اللغة العربية بمراكش ورئيس اللجنة المنظمة صرح ل" كِش24″ أن هذه الندوة الوطنية، هي الندوة الثالثة التي ينظمها المختبر منذ إنشائه سنة 2015، مشيرا أن كلية اللغة العربية عرفت تغييرات جذرية منذ إلتحاقها بجامعة القاضي عياض خصوصا في إطار تحيين البنيات البحثية والمختبرات التي تنتمي لكلية اللغة العربية، فكان من ضمن هذه المختبرات مختبر اللغة والنص الشرعي الذي يقوم على قلة من الأساتذة الأكفاء في الدرس اللغوي والعلوم الإسلامية، مشيرا أن هذا المختبر رافد من روافد البحث العلمي بكلية اللغة العربية، التي تنتمي لمركز الدراسات العربية والدكتوراه في الكلية، وهو مندرج في وسائل تحقيق الأهداف العلمية والتكوين العلمي.
وأضاف " وكاك" كذلك أن المختبر مازال في نشأته الأولى والإشتغال سيكون مع مؤسسات رائدة في الميدان فيما يتعلق في البنيات الأخرى في كليات الآداب أو مؤسسات ذات التوجه العلمي الذي نشتغل معها كالرابطة المحمدية للعلماء، التي وبتنسيق نظم المختبر هذه الندوة العلمية بخصوص الإمام السهيلي مضيفا أنه سيتم تطوير الأداء في هذا الإتجاه وتحيين هذه الشراكات ستكون نوعية وذات بعد إستمراري خصوصا على مستوى النشر والنهوض بالدرس اللغوي والمعرفة اللغوية الناشئة عن النص الشرعي.
من جانبه الدكتور " محمد الفرجي" نائب رئيس مختبر اللغة والنص الشرعي بكلية اللغة العربية صرح بدوره ل" كِش24″ بخصوص عقد هذه الندوة العلمية أنها هي إمتداد لندوات سابقة تعنى بالخصوص ما يتعلق بالفرادة العلمية والإمتداد المعرفي الذي سطره علماء الغرب الاسلامي خاصة، وأن تطوير المعرفة ينبغي أن ينبثق من الحاضرة المغربية والإمام : أبو القاسم السهيلي، من أعلام المدينة الحمراء، حيث تروم هذه الندوة إلى تبيان بعض من معالمه في جملة من البحوث العلمية الرصينة من ثلة من الباحثين من جماعة القاضي عياض وجامعات أخرى كجامعة "سيدي محد بن عبد الله بفاس "وجامعة "إبن زهر" بأكادير ، مشيرا أن برنامج المختبر فيه مجموعة من الإجراءات من بينها تنظيم اللقاءات العلمية التي يرد فيها النظر من الباحثين في القضايا التي لها علاقة باللغة والنص الشرعي.
وبخصوص بعض المداخلات التي وردت في هذه الندوة العلمية الوطنية تحدث الدكتور "نور الدين الوكيلي "أستاذ التعليم العالي بكلية اللغة العربية بمراكش، أنها تندرج في إطار عام وهو علاقة الفكر الأندلسي بالفكر المشرقي، والتي عالجت قضية الخصوصية والأشياء التي إنفرد بها "الإمام السهيلي" عن باقي أئمة النحو واللغة على الخصوص، مضيفا أن فكر الإمام السهيلي إنبثق من التراث المشرقي ومع مزيج من المدرسة البصرية والكوفية والميول أكثر إلى المدرسة الكوفية، مشيرا أن الحاضرون في هذه الندوة تجاوبوا من خلال المناقشة مع كل الأساتذة المتدخلون من خلال طرح العديد من الأسئلة حول خصوصيات هذا الإمام العلامة المراكشي، وهو ما جعل الطلبة الباحثون يغتنمون مثل هذه الفرص وأن مثارات الإهتمام لا تظهر إلا في باب المناقشة مع الأساتذة المتدخلين في هذه الندوة.
وفي ختام هذه الندوة العلمية التي إفتتحها عميد كلية اللغة العربية " محمد الأزهري" تم الخروج بالتوصيات التي ستنشر فيما بعد، مع توزيع شواهد تقديرية على المشاركين في تنظيمها والمساهمين في تهيئ الفضاء العام لعقدها.