نظم مختبر التجديد في الدراسات الإسلامية والإنسانية وماستر الدراسات القرآنية بالغرب الإسلامي: قضايا ومناهج التابعين للكلية المتعددة التخصصات بالناظور، والمجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور، وبشراكة مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بالناظور، الندوة الوطنية الثانية بعنوان "عناية علماء الغرب الإسلامي بالنص القرآني: فهما واستنباطا وتنزيلا" تكريما للفقيه الأصولي مولود السريري، وذلك يومي 3 و4 دجنبر 2019م بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور، تميزت هذه الندوة بالحضور اللافت لأساتذة جامعيين ومختصين وباحثين وطلبة، تابعوا بإمعان عروض وأنشطة هذه الندوة. استهلت أشغال الندوة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم. بعدها كلمة افتتاحية لرئيس الجلسة الدكتور عبد اللطيف تلوان، أستاذ بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور الذي رحب بالجهات المنظمة. ثم أعطيت الكلمة للسيد علي ازديموسى عميد الكلية المتعددة التخصصات بالناظور الذي بدوره رحب بالجميع، وأكد على أهمية تنظيم هذا اللقاء وعلى الشخصية المكرمة في الندوة، فضيلة الأستاذ مولود السريري. ثم أحيلت الكلمة للسيد رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور السيد ميمون برسول الذي رحب باللجنة المنظمة للندوة والحضور الكريم، وعبر عن سعادته بالحضور والمشاركة في مثل هذه الندوات التي هي بمثابة منتديات للمعرفة الحقة، وشبهها بالتظاهرات التي كانت تقام قديما. تلته كلمة السيد مدير مختبر قضايا التجديد في الدراسات الإسلامية والإنسانية الدكتور لخضر بوعلي الذي رحب بالجميع، وخص بالذكر السادة العلماء؛ الذين تجشموا عناء السفر للحضور إلى اشغال الندوة، وعميد الكلية واللجنة المنظمة لهذه الندوة وعلى رأسهم رئيس هذه الدورة الدكتور عبد القادر أحنوت. ثم تحدث عن المختبر وقال بأنه حديث النشأة وهو سائر بنجاح إلى تنظيم مجموعة من الأنشطة مع ماستر الدراسات القرآنية بالغرب الإسلامي: قضايا ومناهج وماستر الدراسات الحديثية وقضايا العصر. بعد ذلك أعطيت الكلمة للسيد المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية بالناظور السيد أحمد بلحاج، رحب فيها بالحضور الكريم، ثم أشاد بتنظيم هذه الندوة. ثم كلمة السيد رئيس الندوة الوطنية في دورتها الثانية الدكتور عبد القادر أحنوت، الذي رحب فيها بالجميع خصوصا المشاركين في الندوة. تحدث فيها عن شرف موضوع الندوة وهو النص القرآني من حيث النظر فيه فهما واستنباطا وتنزيلا. وذكر بأن الشريعة بنصوصها إنما جاءت لإخراج العبد عن داعية هواه؛ حتى يكون عبدًا لله في حال الاختيار، كما أنه عبد لله في حال الاضطرار. وتحدث أيضا عن شمول النص بالتنصيص المباشر إما بالدلالة وإما بالمعنى، فقال بأنه ليست تنزل بأحد من نازلة إلا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها. وأكد على أن القرآن تبيان لكل شيء بما تضمنه من أحكام وبما أصله من أصول، فإما أن يتضمنه بالنص الجزئي المباشر وإما أن يتضمنه بالدلالة والمعنى. والاستنباط من النص القرآني يتحصر بطريقتين، إما أن يكون على أساس المدركات النصية وإما على أساس المدركات الاجتهادية إذا تعلق الأمر بإرجاع المسألة إلى القواعد العامة والمقاصد الكلية التي استدعتها النصوص الجزئية. وأضاف أن مما ينبغي معرفته في اجتناء الحكم من النص القرآني معرفة لغة النص ومقاصد النص، وغاية اعتناء الأصوليين والمفسرين بالنص الشرعي لحمايته من التلاعب. ونبه بأن النص الشرعي يهلك فيه صنفان من الناس، صنف اختار اعتماد مرجعيات مختلفة للتنظير والتأصيل وصنف سلك مسلك العبث في هذا النص في الخوض فيه بدون قواعد. ثم أضاف أن فهم النص ليس دعوى يدعيها كل أحد فهو مضبوط بقواعد وبأصول متينة فمن خرم هذه القواعد والأصول خرم الفهم السليم والتنزيل الصحيح. وفي هذا السياق وغيره تأتي هذه الندوة لتحقيق غرضين: الأول إقرار الآليات التعامل مع النص القرآني فهما واستنباطا وتنزيلا من خلال كشف مناهج العلماء، والثاني بيان مداخل القوم في العبث في النص القرآني فهما واستنباطا. وفي نهاية كلمته توجه بالشكر لكل من ساهم في إنجاح هذه الندوة المباركة. في الجلسة العلمية الأولى بعنوان "عناية علماء الغرب الإسلامي بفهم النص القرآني تأصيلا" ترأسها الأستاذ ميمون برسول رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور. حيث كانت أولى المشاركات للدكتور عبد الحفيظ العبدلاوي أستاذ بالكلية المتعددة التخصصات الناظور، جامعة محمد الأول وجدة ومنسق ماستر الدراسات الحديثية وقضايا العصر بنفس الكلية، عنوان مشاركته "إسهام مفسري الغرب الإسلامي في بيان مخارج النصوص المشكلة". وقد تمحورت كلمته حول الحاجة إلى التأويل، من أجل حماية الفقه والعقيدة من الطعن، وبين أن العلماء القدماء قد اعتنوا بذلك كما يعتني به العلماء المعاصرون. وأشار إلى أن العلم بهذا التأويل ضروري لأن الشكوك تحوم حول الثقافات عندما يعوزها العلم، لذلك نجد أن بعض الآيات تحتاج إلى علم دقيق لاحتمالها التأويل، وفي ذلك حماية للدين لأنه قد يتجرأ على تأويلها من تعوزه العلوم اللازمة لذلك. تلته مشاركة بعنوان "كيف الفهم عن الله ورسوله؟ من خلال مقصد الإفهام لأبي إسحاق الشاطبي" للدكتور الحسن قايدة من المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين الشرق. قدم الأستاذ لكلمته بتمهيد بين فيه الدلالة الشرعية بين الشافعي الشاطبي. وفي آخر كلمته اقترح بعض التوصيات أهمها: * الاهتمام باللغة العربية قواعد وثقافة. * الاهتمام بنظرية البيان اللغوي. * الاهتمام بنظرية البيان الشرعي الأصولي. وقدم الدكتور عبد الرحيم اسماعيلي من دار الحديث الحسنية الرباط، مشاركة بعنوان "سبك المقال في قوانين تداخل علوم اللغة واشتباكها لصناعة المعنى عند مفسري الغرب الإسلامي: دراسة معرفية ومنهجية". أشار فيها إلى أن التفسير يعتمد على تصاف العلوم وتداخلها، واستفادة بعضها من بعض خدمة كتاب الله عز وجل، لكنها تتمحور حول اللغة العربية دراسة ونحوا وبلاغة وغير ذلك، وهذا أسفر عن اختلاف المناهج باختلاف ثقافة المفسر. ثم تحدث الدكتور نجيب العماري من مختبر قضايا التجديد في الدراسات الإسلامية والإنسانية، عن بعض آليات الاشتغال على النص القرآني عند علماء الغرب الإسلامي. قسم مشاركته إلى ثلاثة محاور: الأول: علم القراءات القرآنية والرسم القرآني. الثاني: تناول فيه أهمية الوقف القرآني في التفسير ممثلا بالإمام الدالي رحمه الله. الثالث: تناول فيه الرسم القرآني وأهميته في التفسير، مستشهدا بابن البناء. وأنهى مداخلته بتوصيات أهمها: الاهتمام بعلوم الرسم، الوقف والقراءات التي برع فيها المسلمون. بعده قدم الأستاذ عبد الله حارس باحث في الدكتوراه جامعة محمد الأول وجدة، مشاركة عنونها ب "السياق وعلاقته بالمعنى عند المفسرين" وتناول فيها: * الرد على المتهمين لعلماء المسلمين القدماء بإهمال السياق في التفسير. * ذكر معاني السياق في معاجم اللغة العربية. * تعرض العلماء القدماء للسياق من حيث المعنى، ومع ذلك فقد حاولوا ملامسته فقط. * مثل بعالم من علماء المسلمين وهو السجلماسي. بينما تجاوز المعاصرين لضيق الوقت. * تعرض كذلك لمفهوم السياق عند الأصوليين، ومع ذلك يبقى أن معناه عند المفسرين أكثر وضوحا، لكونه مستمدا من خلال عدد من العلوم اللغوية. تلاه تعقيب للدكتور محمد بلهادي من المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين الشرق، بين خطأ من يعتقد أن الدراسات القرآنية قد انتهت، وإنما لا زالت تنبعث منها الروح التجديدية ممثلا بوحدة الماستر الجديدة في الدراسات القرآنية بالكلية المتعددة التخصصات بسلوان، كما أشاد بالدراسات المتعلقة بالسياق القرآني الذي يرجح معنى الآية التي تحتمل أكثر من معنى. وقد أنهى الدكتور تعقيبه بفتح آفاق البحث في السياق القرآني لإدراك مدى قطعيته أو ظنيته في معرفة الأحكام والمعاني المستنبطة من الآيات القرآنية. وقبل ختام هذه الجلسة العلمية الأولى تم فتح باب النقاش حول المشاركات، وتفاعل الحضور مع الأساتذة المتدخلين بطرح مجموعة من التساؤلات والإجابة عنها. في الجلسة العلمية الثانية عنون لها ب "الاستنباط من النص القرآني عند علماء الغرب الإسلامي: قضايا ومناهج"، ترأسها الدكتور عبد الله الحمدوني من المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الشرق. المشاركة الأولى كانت للدكتور عبد اللطيف تلوان من الكلية المتعددة التخصصات الناظور، جامعة محمد الأول وجدة بعنوان "منهج استنباط التفسير العقدي عند الإمام أبي علي السكوني". استهل حديثه بترجمة مقتضبة عن الإمام أبي علي السكوني (ت717ه)، كما ذكر أن هذا الإمام اعتمد في الاستنباط العقدي على المنهج الجامع بين الدليلين في بحثه معظم قضايا العقيدة، وهو منهج أهل السنة والجماعة، ثم بعد ذلك عرض لمجموعة من القواعد كانت ثمرات لهذا الاستنباط. وقد ختم مداخلته بمثال لما قدمه من مناظرة الإمام السكوني للزمخشري. ثم قدم الأستاذ عمر أغبالو باحث في الدكتوراه، من كلية أصول الدين تطوان مشاركة بعنوان "أصول الاستنباط من النص القرآني عند علماء الغرب الإسلامي: ابن الفرس الأندلسي أنموذجا". تناول فيها أهمية الموضوع الذي ينطلق من كتاب الله باعتباره أصل العلوم، ومن ثم ذكر إسهامات العلماء في خدمة الكتاب العزيز، لينتقل بذلك إلى التعريف بابن الفرس (ت597ه) وإبراز مكانته العلمية، كما أشار إلى قيمة كتابه "أحكام القرآن" بين كتب التفسير، حيث اعتبره من أبرز كتب التفسير بشهادة كبار العلماء. ثم قدم الباحث مجموعة من القواعد التي يعتمدها ابن الفرس في منهجه، وأصول الاستنباط لديه، ليختم مداخلته بمثال لقواعد تفسير النصوص. وتطرق الدكتور المحجوب العياط باحث في الدرس القرآني وقضاياه من السمارة إلى موضوع بناء النظر الأصولي عند ابن عطية وحدود الاشتغال لتحليل الخطاب الشرعي قضايا ونماذج. حيث أشار إلى مجموعة من الأسس التي بني عليها النظر الأصولي عند ابن عطية، الذي عمل على بيان عمل المالكية في اعتماد القواعد الأصولية اللغوية، ثم ذكر أن الرسالة هي المصدر لعلم أصول الفقه، وأن قواعد أصول الفقه هي نفسها قواعد أصول التفسير، بعد ذلك انتقل إلى القول بأن الأصل في الكلام حمله على ظاهره، ثم انتقل إلى عرض نماذج تطبيقية لبعض القاعدة. وقدم الدكتور الزبير درغازي من كلية أصول الدين وحوار الحضارات تطوان، مشاركة بعنوان "منهج الإمام محمد الطاهر ابن عاشور في استنباط العقائد من خلال تفسيره التحرير والتنوير" قسم بحثه إلى قسمين: الأول عرض فيه لمنهج الاستدلال والاستنباط لمسائل العقيدة، والثاني عمد فيه إلى ذكر بعض قواعد العقائد عند ابن عاشور، وختم كلمته بنموذج من قواعد العقائد في التوحيد وعرض تفسيرها. تلته مشاركة بعنوان "الاستنباط عند ابن عرفة من خلال تفسيره: الدلالات والقواعد" للأستاذ مصطفى مفتاح من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق. قسمها إلى محورين اثنين، الأول: حول جهود العلماء التي تنوعت من حيث عنايتهم بكتاب الله، في جميع العلوم، وخص منهم بالذكر الإمام ابن عرفة واستحقاق تسمية كتابه ب استنباطات ابن عرفة عوض تفسير ابن عرفة. والثاني فقد قدم فيه التعريف اللغوي للاستنباط عند ابن فارس والذي يعني الاستخراج، أما التعريف الاصطلاحي، فذهب إلى أنه حظي باهتمام العلماء قديما وحديثا. وجاء بعده تعقيب للدكتور حميد الداودي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الأول وجدة. استهل تعقيبه بتساؤل مفاده: الاشتغال على منهج مشترك للوصول إلى قواعد جامعة، تساعد في حسن تدبر النص القرآني، وأن هذا التساؤل يجد مشروعيته في تساؤل آخر: إلى متى يستمر عندنا التفسير الفردي؟ وقد حث على إنجاز تفسير جماعي لكتاب الله تعالى، يساعد على تقدم العالم الإسلامي. واقترح في اخر تعقيبه على ترقين هذه المشاركات العلمية وتوضع رهن إشارة الطلبة كي تعم الفائدة. وفي ختام هذه الجلسة العلمية الثانية، تم فتح باب المناقشة والتي تفاعل فيها الحضور مع الأساتذة المتدخلين بطرح مجموعة من التساؤلات والإجابة عنها. وفي يوم الأربعاء 04 دجنبر 2019م انعقدت الجلسة العلمية الثالثة الموسومة ب "تنزيل النص القرآني على الواقع عند علماء الغرب الإسلامي"، ترأس اشغالها الدكتور أحمد بلحاج المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية بالناظور. استهلت بمشاركة الدكتور هشام تهتاه من كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة عبد المالك السعدي تطوان، عنوان مشاركته "فقه تنزيل الخطاب القرآني عند مالكية الغرب الإسلامي: قواعد وشواهد" استهلها بمدخل مفاهيمي بين فيه أن الخطاب الشرعي لا يمكن استثماره إلا إذا جمع الفقيه فيه بين مراتب ثلاث: الفهم السليم للخطاب القرآني، الاستنباط السليم، التنزيل الحكيم. ثم انتقل بعد ذلك ليذكر شرائط ومقومات صحة التنزيل، واختتم مداخلته بذكر القواعد الكبرى لتنزيل الحكم عند الامام القرطبي. وقدم الدكتور الميلود كعواس من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن طفيل القنيطرة مشاركة عنونها ب "قواعد تنزيل النص القرآني في فتاوى فقهاء الغرب الإسلامي" أشار فيها إلى أن العمل بالنص عند علماء المالكية يقتضي نوعين من الفقه: فقه النص وفقه التنزيل. ثم انتقل ليفصل في ذلك بالشرح والتفسير والتمثيل، فقال إن مرحلة التصور عند علماء المالكية هي التي يتم خلالها جمع المعطيات وتحليل القضايا المركبة إلى جزئية من أجل استيعاب النازلة، ومرحلة الاستدلال تقتضي النظر في الأدلة النقلية ثم العقلية ثم محاولة تعرف الحكم من خلال عملية التخريج الفقهي، أما مرحلة التطبيق فيتم خلالها تنزيل الحكم المجرد على ظروف النازلة، وتقتضي إعمال أربع قواع وهي: مراعاة المقاصد أثناء التنزيل، مراعاة الأعراف والعادات، مراعاة نيات المكلفين وأحوالهم، مراعاة الواقع عند التطبيق، وقد مثل لكل نوع بفتاوى من كتب فقهاء المالكية. تلته مشاركة الدكتور يونس السباح من الرابطة المحمدية للعلماء طنجة بعنوان "تنزيل الآيات على الواقع عند المفسر عبد الوهاب بن محمد لوقش التطاوني" من خلال تفسيره (نصرة الإسلام في إخراج مقامات الدين من القرآن). استهل مشاركته بالتعريف ب "عبد الوهاب بن محمد لوقش"، ثم انتقل ليذكر مفهوم تنزيل الآيات على الواقع عند المفسرين المتقدمين أمثال الشاطبي وابن كثير، والمتأخرين أمثال: سيد قطب ورشيد رضا. بعد ذلك عرض مجموعة من الضوابط والقواعد لتنزيل الآيات على الواقع أهمها: سلامة المقصد في تنزيل الآيات، التمكن من العلم الشرعي فهما وتأصيلا، العلم بأسباب النزول، الا تنزل وقائع الدنيا على وقائع الاخرة، مراعاة الواقع المنزل، مراعاة الفترة التي نزل فيها القران. وفي مشاركة الأستاذ علي رابحي منسق الوحدات العلمية بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة تحدث عن تجربة الفقيه مصطفى ابن حمزة في توظيف النص القرآني لإصلاح المجتمع. تناول فيها محورين أساسيين، شرعية اشتغال الفقيه العلامة مصطفى بن حمزة وخدمته للقران الكريم، والثاني نماذج من تجليات توظيف النص القرآني لإصلاح المجتمع من خلال تجربة الفقيه العلامة مصطفى بن حمزة. تلاه تعقيب للدكتور محمد الوالي من الكلية المتعددة التخصصات الناظور، جامعة محمد الأول وجدة، الذي دعا الباحثين الى ضرورة الاهتمام بأعمال فقهاء ومحدثين ومفسرين مغاربة أعلام أمثال: المحدث والفقيه عبد السلام الدرقاوي، والمفسر والأصولي مصطفى بن محمد النجار، لإسهاماتهم العلمية المتميزة والمغمورة والتي لا تزال حبيسة الرفوف. في الجلسة العلمية الرابعة الموسومة ب "النص القرآني بين القراءة الراشدة والقراءة الحداثية عند المغاربة المعاصرين" ترأسها الدكتور عبد الرحيم أعراب من الكلية المتعددة التخصصات بالناظور. استهلت بمشاركة الدكتور عبد العالي ملوك من مركز التوثيق والأنشطة الثقافية بمكناس، في موضوع "قراءة النص عند الحداثيين المغاربة: مداخل ومناهج" قدم تعاريف قارب من خلالها معاني القراءة الحداثية، ثم عرج على مداخلها الأربعة: المدخل المقاصدي مثل له بقراءات عبد المجيد الشرقي، والمدخل اللغوي، والمدخل التاريخي، والمدخل المنهجي. تلته مشاركة الدكتور عبد العزيز أنميرات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس سايس بعنوان "القراءة الحداثية للنص القرآني: مقاربة لبعض خلفياتها الفكرية وعيوبها المنهجية". بدأ مشاركته بإعطاء خطاطة عامة عن القراءات الحداثية. وأكد على رغبة المتزعمين لهذا التيار إبان ظهوره في ضرورة قطع الصلة مع التراث، وتقويض دعائم الدولة الإسلامية لتأسيس مجتمع جديد. ثم اقترح الدكتور منهجا علميا عمليا لكيفية التعامل معها. وقدم الأستاذ محمد السقالي من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق مشاركة بعنوان "الاتجاه العقلاني في قراءة النص الديني عند محمد عابد الجابري، مدخل إلى القرآن الكريم أنموذجا". حيث انصبت مشاركته في جوهرها على مساءلة قراءة محمد عابد الجابري من حيث استيفاؤها الشروط المنهجية للقراءة الحداثية. وقد قدم لورقته هذه بلمحة مقتضبة عن المشروعين العلميين الذين اشتغل عليهما الجابري في سياق قراءته النص الديني، مبينا معالم تصوره العام القائم على فصل القرآن عن جملة التراث الذي يتضمن التفسير. بينما الأستاذ رضوان الأهدب من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق أيضا، قدم مشاركة بعنوان "القراءات الحداثية المغاربية للنص القرآني: من المنهج التاريخي إلى تاريخية القرآن". تضمنت مدخلا مفاهيميا ومبحثين: الأول في مشروعية منهج النقد التاريخي، والثاني في النتيجة التي وصل إليها البحث التاريخي في القرآن الكريم. وقامت الدكتورة لطيفة أحادوش منسقة ماستر الدراسات القرآنية بالغرب الإسلامي: قضايا ومناهج التابع للكلية المتعددة التخصصات بالناظور، جامعة محمد الأول وجدة، بالتنازل عن وقتها في التعقيب لإضافته للمناقشة الخاصة بالجلسة الثالثة والرابعة، ليتم بعده مباشرة فتح باب هذه المناقشة أمام الحاضرين والذين تفاعلوا مع الأساتذة العارضين بتساؤلات واستدراكات وإضافات. وبعد استراحة خفيفة انطلقت أشغال الجلسة الختامية التي ترأسها الدكتور لخضر بوعلي مدير مختبر التجديد في الدراسات الإسلامية والإنسانية استهلها بتقديم ترجمة موجزة عن الأستاذ مولود السريري. ليحيل الكلمة لفضيلة الأستاذ مولود السريري الذي قدم محاضرة عنونها ب "وجوب التأصيل العقلي للقول الديني في تفسير النص" وهذه أهم ما جاء في كلمته: إن الواقع يقتضي منا وجوب التأصيل العقلي للقول الديني في تفسير النص بعدما كثر القول من أهل الذين ينكرون المسالك التي يسلكها العلماء في تفسير النص. وأن التدافع أمر أزلي والقانون العام للدين قانون ابتلاء وتحت هذا القانون ظهرت صراعات منها من استمدت بعض مضامينها من العلوم الإنسانية والطبيعية، فشككت في تفسير النص ودعت إلى استحكام العقل لا الدين. وتيار آخر تمسك ببعض المسالك التي لا يمكن أن تثمر شيئا أمام من سيطالب بنقاش عقلاني. أما التيار الثالث فهو يقوم على الزوجية الذهنية والزوجية الوجودية، ومن ذلك تقابل الحق والباطل فالباطل وجد من أجل أن يبين لنا الحق فهي صفة سلبية يقبلها الذهن، فهي شرط في وجود الحق. والقول بالزوجية الذهنية والزوجية الوجودية من الأسس الأساسية للتأصيل من جديد في تفسير النص الديني وتوسيع مآخذ ومصادر المعرفة من الحقائق الوجودية، وتحرير العلوم والنظر في الوجود ودراسة النفس ودراسة الفكر بدون واسطة. ومن بين الأسس أيضا النظر في حقيقة الوجود ودراسة النفس والفكر لذا من الضروري توعية الشباب للأخذ بمناهج معرفية وجودية عقلانية في إثبات النص الديني لمواجهة المشككين والقائلين بالحجج العقلية الصرفة فالله لا يعبد عن جهل والشريعة تتفق وأحكامها ما يوافق العقل. وقد اختتمت أشغال هذه الندوة بكلمة ختامية لمدير مختبر قضايا التجديد في الدراسات الإسلامية والإنسانية الذي أشاد بفضيلة الأستاذ مولود السريري، ثم ذكر أن رحلة الأستاذ استغرقت 24 ساعة من مدرسة تنكرت بالأطلس الصغير إلى الكلية، وأضاف بأنه لا يستجيب للكثير من الدعوات لأن غيابه عن المدرسة هو تعطيل للمدرسة، إلا أنه أبى إلا أن يلبي دعوة المختبر والماستر بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور. وقبل الختام تم تقديم مجموعة من التوصيات القيمة، التي أسفرت عنها هذه الندوة العلمية المباركة، والتي تلتها الطالبة الباحثة خديجة أتبدها من ماستر الدراسات القرآنية بالغرب الإسلامي: قضايا ومناهج، وهي على الشكل التالي: * التعجيل بإخراج * o أعمال الندوة للاستفادة من الأوراق البحثية. o الانتقال في الموضوعات إلى الحديث عن المشاريع المستقبلية الخادمة للقران الكريم (نموذج التفسير الجماعي للقرآن الكريم). o الاهتمام بمشكل القرآن عقيدة وفقها. o التكوين المنهجي في الدراسات القرآنية. o التفكير في ندوات أخرى في مجالات خدمة القرآن الكريم المختلفة: غريب القرآن، الوجوه والنظائر.. o العناية بوجوه الامداد والاستمداد بين العلوم الإنسانية والإسلامية. o إفراد أحد علماء الغرب الإسلامي (ابن عجية، ابن العري، ابن الفرس، الشاطبي...) بدراسة جامعة موسوعية تجمع فيها كل ما يتعلق بهذا العالم (موضوع العمل الأكاديمي) وأن تجمع جميع البحوث التي أنجزت بالجامعات المغربية وكذا المراكز البحثية، وما انجز بالجامعات العربية والإسلامية. o فتح المجال للباحثين بالاشتغال على الشخصيات العلمية المغربية المغمورة والتي قدمت الكثير في خدمة القرآن الكريم فهما واستنباطا وتنزيلا. o عقد ندوة خاصة حول شخصية العلامة المفسر عبد الوهاب لوقش (1341ه) بمناسبة مرور 100 سنة على وفاته. ليتم بعد ذلك تكريم فضيلة الأستاذ مولود السريري بمجموعة من الهدايا والشواهد. وتم ختام هذه الندوة بقراءة آيات بينات من الذكر الحكيم وأدعية تلاها الطالب الباحث عبد الرحيم الكري من ماستر الدراسات القرآنية بالغرب الإسلامي: قضايا ومناهج. كتب التقرير الطالب الباحث: طارق أبدار من ماستر الدراسات القرآنية بالغرب الإسلامي: قضايا ومناهج