"تفاعل مستويات اللغة في تحليل الخطاب الشرعي" يومي :الخميس والجمعة 24و25 مارس 2016 إعداد وتنسيق: الطالب الباحث محمد احدوش نظم مختبر اللغة العربية وتحليل الخطاب، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية - جامعة السلطان مولاي سليمان، ببني ملال، بتعاون مع مجلس جهة بني ملالخنيفرة، والمجلس الإقليمي والجماعة الحضرية لبني ملال، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة بني ملالخنيفرة، ندوةً علمية دولية في موضوع "تفاعل مستويات اللغة في تحليل الخطاب الشرعي" يومي الخميس والجمعة 24و25 مارس بقاعة المحاضرات بالكلية المذكورة. وتأتي هذه الندوة ضمن سلسلة من أنشطة المختبر المبرمجة خلال الموسم الجامعي 2015/2016، التي أنجز منها "يوم دراسي حول منهجية البحث العلمي" يوم 12 دجنبر 2015، و"يوم دراسي بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية" في 16 دجنبر 2015، و"ملتقى إبداع الطالب" من 14 إلى 19 مارس 2016. إلى جانب أنشطة أخرى قيد الإعداد. وقد شارك في فعاليات هذه الندوة عدد من العلماء والأساتذة الباحثين من الجزائر، والعراق ومصر والمملكة العربية السعودية، إضافة إلى المغرب، وتوزعت أشغالها على جلسة افتتاحية، تلتها سبع جلسات علمية، ثم جلسة ختامية. رئيس الجلسة: منسق الندوة ومدير المختبر الدكتور مولاي إدريس ميموني افتُتحت أعمال هذه الندوة بآيات من كتاب الله تعالى تلاها الطالب الباحث نصيف مولدة -من جزر القمر-، أعقبتها سبع كلمات: -الكلمة الأولى لِمنسق الندوة الأستاذ الدكتور مولاي إدريس ميموني مدير مختبر اللغة العربية وتحليل الخطاب، رحب فيها بجميع الحاضرين، وخص بالذكر ضيوف الندوة القادمين من خارج الوطن، وكذا الأساتذة المشاركين من المغرب، ثم الطلبة المواكبين لأنشطة المختبر عامة وفعاليات هذه الندوة خصوصا، وكذا ممثلي المجتمع المدني والمنابر الإعلامية الحاضرة. كما شكر منسق الندوة من خلال كلمته كل المساهمين في إنجاح هذه الندوة، وعلى رأسهم رئاسة الجامعة وعمادة كلية الآداب، وكذلك الشركاء المحليين والإقليميين والجهويين. ثم انتقل إلى الحديث عن موضوع الندوة التي يهدف المنظمون من خلالها إلى إغناء النقاش حول قضية تحليل الخطاب الشرعي، كيفية فهمه واستخلاص مراد منشئه منه، وأهمية اللغة بمستوياتها في عملية الفهم والتحليل. - الكلمة الثانية، كانت لرئيس الجامعة الدكتور بوشعيب مرناري الذي جدد الترحيب بالضيوف وتقدم بالشكر للمختبر ورئيسه وأعضائه، ونوه باختيار موضوع الندوة باعتباره يتناول شقين أساسين في الحياة هما :اللغة والخطاب، والعلاقة الجدلية بينهما. - الكلمة الثالثة تفضل بإلقائها السيد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية الدكتور يحي الخالقي الذي رحب بالحضور ونوه بالدينامية العلمية التي تعرفها الكلية وخصوصا شعبة الدراسات العربية، وأكد على أهمية موضوع الندوة مبرزا الحاجة الماسة إلى مثل هذه الندوات التي تتطرق إلى اللغة والخطاب الشرعي باعتبارها تمس قضايا آنية ومعاصرة. - الكلمة الرابعة تقدمت من خلالها ممثلة مجلس جهة بني ملالخنيفرة بالشكر للجنة المنظمة وللحضور، مؤكدة على احتضان الجهة للفعاليات العلمية واستعدادها لدعم الجامعة والبحث العلمي. - الكلمة الخامسة كانت لممثل المجلس الإقليمي لبني ملال الذي نوه بهذه الفعالية العلمية، وأبان عن استعداد السلطات المحلية المنتخبة لدعم الأنشطة العلمية بالجامعة. - الكلمة السادسة تقدم بها ممثل الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، شكر فيها الجهة المنظمة ورحب بالحضور، وأكد فيها على أهمية موضوع "التفاعل بين مستويات اللغة والخطاب الشرعي" في معالجة قضايا متعلقة بقراءة وتلقي وفهم للخطاب عموما والخطاب الشرعي خصوصا. - الكلمة الأخيرة باسم اللجنة المنظمة، تقدم بها الأستاذ الدكتور يوسف ادروا عضو مختبر اللغة العربية وتحليل الخطاب، جدد فيها الترحيب بالحضور، وأوضح من خلالها بعض أهداف الندوة المتمثلة في: ü تعميق النقاش حول دور مستويات اللغة في تحليل الخطاب الشرعي ü إثارة إشكالات علمية في موضوع علاقة اللغة بالخطاب الشرعي. رئيس الجلسة: الدكتور محمد التاقي المقرر (ة): الطالبة الباحثة ليلى الحماموشي كان موعد الحاضرين خلال هذه الجلسة مع أربعة عروض علمية توزعت كالآتي: العرض الأول: قدمه الدكتور محمد الوادي، أستاذ بكلية الآداب بجامعة السلطان مولاي إسماعيل- مكناس/ المغرب، في مداخلة بعنوان "الرسم القرآني وقواعد التجويد": أثار من خلاله الدكتور الوادي عددا من القضايا المتربطة بالرسم القرآني وعلاقته بالقراءات القرآنية وبعلم التجويد، حيث أشار إلى كون خط المصحف "يمثل المستوى الملفوظ ولا يمثل المستوى المعياري/ القياسي" باعتبار أن الرسم القرآني يتدخل في تحديد المعنى وتوجيه مستدلا بأمثلة تطبيقية من النص القرآني ... وخلص في نهاية عرضه إلى ضرورة تطوير علم التجويد، وإعادة التأمل في الرسم القرآني كمستوى من مستويات فهم الخطاب ومعينا إتقان قراءة القرآن. العرض الثاني: تناول فيه الدكتور أحمد البايبي (الكلية المتعددة الاختصاصات بالرشيدية_ المغرب) موضوعا بعنوان "من مظاهر إسهام الدراسة الصوتية في تحليل الخطاب القرآني"، رمى من خلاله الأستاذ الباحث إلى إبراز "إمكانية تطبيق الدرس الصوتي الحديث في تطوير الدراسات القرآنية مع مراعة خصوصية النص القرآني"، حيث تساعد الدراسات الصوتية على إدراك الدلالات والمعاني من خلال قوانين النغم والأداء الموسيقي ومخارج الحروف... مع الاستفادة من تجارب القدماء خصوصا في علوم التجويد والقراءات وإعراب القرآن وتطويرها وتجاوز جوانب القصور فيها. العرض الثالث: من تقديم الدكتورة ربيعة العمراني الإدريسي (جامعة القاضي عياض/ كلية اللغة العربية، مراكش_ المغرب) تحت عنوان "التحليل النحوي ووظيفته في بناء المعنى وتوجيه القراءات في كتب التفسير" وذلك من خلال نموذج تفسير التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور، أشارت من خلال مداخلتها إلى أهمية المستوى النحوي في إدراك معاني الخطاب الشرعي، باعتبار أن النحو نشأ في ظل الدرس التفسيري حيث شكلت كتب إعراب القرآن البدايات الأولى المؤسسة لعلم التفسير، و توقفت الأستاذة عند نماذج من النصوص القرآنية لتوضح من خلالها فاعلية المستوى النحوي في الكشف عن الدلالة. العرض الرابع: قدم من خلاله الدكتور حداش قارة (جامعة السانية وهران- الجزائر) مداخلة بعنوان "التقديم والتأخير المؤدي إلى انسجام نظام الأصوات في القرآن" حيث أوضح الأستاذ أن ظاهرة التقديم و التأخير من الوسائل التي وظفها القرآن الكريم لتحقيق توازنه الصوتي بشكل جعله متماسكا من الناحية الصوتية الإيقاعية، الشيء الذي يجعل من النظام الصوتي للقرآن أحد وجوه إعجازه، حيث إن انسجام الأصوات يؤدي المقصود من الخطاب، كما يحقق القراءة المريحة، وخلص إلى ضرورة عناية محلل النص القرآني بالمستوى الصوتي من حيث ترتيب الأصوات وتناسبها وانسجامها. المناقشة: توجت هذه الجلسة العلمية بتدخلات من الأساتذة والطلبة الحاضرين الذين نوهوا بموضوع الندوة وبالعروض المقدمة، ثم انصبت المداخلات التي توزعت بين إضافات وتساؤلات، ركز ألبها على قضايا أثيرت في العروض المقدَّمة، حيث أشار أحد المتدخلين إلى ضرورة العناية بالمعنى في عناصر التحليل النحوي باعتباره هو الموجه للإعراب. وتساءل أحد الطلبة: هل اللغة غاية في حد ذاتها أم وسيلة لفهم الخطاب الشرعي؟ ونبه أحد الأساتذة إلى ضرورة استحضار الأبعاد الحضارية للنص الشرعي أثناء التحليل اللغوي بمستوياته المختلفة، كما تساءل آخر عن الآليات التي يقدمها علم الأصوات الحديث في عملية فهم الخطاب الشرعي ومدى فاعليتها في إدراك المراد...إلى غير ذلك من التساؤلات التي تفاعل معها الأساتذة المتدخلون في هذه الجلسة. رئيس الجلسة: الدكتور عبد الرحمن العضراوي المقرر (ة) : الطالبة الباحثة فاطمة الزهراء عابيدي افتتح الدكتور عبد الرحمن العضراوي الجلسة العلمية الثانية مذكرا بشرف هذه الندوة المستمد من شرف موضوعها الذي يتناول الخطاب الشرعي بالبحث والتدبر من أجل بناء فهم قوي ومتين يتناسب والتطور الإنساني والتاريخي شاكرا مختبر اللغة العربية وتحليل الخطاب الذي أتاح هذه المائدة العلمية. العرض الأول: تفضل بتقديمه الدكتور المقرئ أبو زيد الإدريسي (جامعة الحسن الثاني/ كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء- المغرب)وكان موضوعه "علاقة العلوم اللغوية بالعلوم الشرعية في التراث الإسلامي"، تناول الأستاذ الإدريسي من خلاله عنصرين أساسيين هما : "أثر العلوم اللغوية في العلوم الشرعية" و"أثر العلوم الشرعية في العلوم اللغوية"، حيث نشأت هذه العلوم منذ البداية في تأثير متبادل، يخدم بعضها بعضا، على مستويات ثلاثة: الهدف والنشأة والمنهج، وكذلك على مستوى نشأة بعض العلوم اللغوية بعينها كعلم الأصوات الذي ارتبط بجهود علماء القراءات، وإعراب القرآن، وعلم البلاغة الذي نشأ لإثبات فكرة الإعجاز البياني. أما أثر العلوم اللغوية في العلوم الشرعية فاتضح بشكل جلي عند الفقهاء والأصوليين والمفسرين حيث أضحت المباحث اللغوية مصدرا رئيسيا لتطور تلك العلوم. العرض الثاني: تناولت من خلاله الدكتورة أسماء المصمودي (مركز دراس بن اسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوك/ الرابطة المحمدية للعلما، فاس -المغرب) مداخلة بعنوان "آليات إدراك المعنى في القرآن الكريم من خلال التفسير الإشاري، قراءة في نماذج"، جاءت لتبرز مكانة التفسير الإشاري في إدراك المعاني الخفية وفق قواعد وضوابط، حيث ينطلق القارئ من الإشارات اللغوية التي يقدمها النص القرآني لإدراك المعاني التي تخفى على من ليس له قدر من التعلق بكتاب الله تعالى قراءة وتدبرا وعملا. العرض الثالث: تقدم به الدكتور هشام فتح (جامعة القاضي عياض/ كلية اللغة العربية- مراكش/ المغرب) بمداخلة بعنوان "إبداعية اللاترادف، بحث في فلسفة الاطراد الدلالي لمفردتي "الولد" و"الابن" ". حيث توقف الأستاذ فتح من خلال استقراء النص القرآني وسياقات استعماله لمفردتي (ولد) و(ابن) عند اطراد دلالات محددة تنفي وجود الترادف بينهما، بل لكل واحدة استعمال معين، مستدلا بنماذج من القرآن الكريم، مما يعني أن للمستوى المعجمي في النص القرآني دور أساسي في إدراك المعنى من خلال دراسة الألفاظ والمفردات التي تستعمل كل واحدة منها لتؤدي دلالة معينة في سياقات معين تراعي المقامات والمقاصد. العرض الرابع: للدكتور عبد العالي عباسي (جامعة السلطان مولاي سليمان/ كلية الآداب بني ملال -المغرب) تحدث فيه عن موضوع "البلاغة الفطرية في أصول الفقه وأثرها في تحليل الخطاب الشرعي"، وقد أوضح الأستاذ عباسي من خلال مداخلته ارتباط علم أصول الفقه منذ النشأة بمقصدية البيان والإفهام، تلك المقصدية التي لا تتأتى إلا بمراعاة عربية القرآن الكريم، وقوانين مفرداته وتراكيبه، حيث كانت المباحث اللغوية من أهم ما يبدأ الأصوليون بها في مؤلفاتهم، وعلى رأسها المباحث البلاغية كالحقيقة والمجاز وغيرها. ومن ثم خلص المتدخل إلى كون المستوى البلاغي كان حاضرا حضورا قويا لدى الأصوليين في تحليلهم للخطاب الشرعي. المناقشة: تفاعل الحاضرون من أساتذة وطلبة مع عروض هذه الجلسة العلمية، حيث ناقشت بعض المداخلات بعض منزلقات التفسير الإشاري، وضرورة إبعاده عن آيات العقيدة والأحكام، في حين نبه آخرون إلى الاستفادة منه في إبراز جماليات النص وأبعاده الوجدانية في حدود المقاصد العربية من الألفاظ والتراكيب. كما أشار متدخل آخر إلى القراءة النسقية للقرآن الكريم والانتقال من القراءة التجميدية إلى القراءة التجديدية بفتح المجال للعقل مع ضبط فقهه للنص بضابط اللغة. رئيس الجلسة : الدكتور يوسف ادروا المقرر: الطالب الباحث عاديل البقالي العرض الأول: تقدم به الدكتور عبد العزيز فارس (جامعة السلطان مولاي سليمان/ كلية الآداب، بني ملال- المغرب) في موضوع "في آليات اشتغال التناسب القرآني من خلال تفسير البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي الغرناطي"، حيث ركز الأستاذ فارس من خلال مداخلته على عنصر "الإحالة الضميرية" في الخطاب القرآني باعتبارها من أبرز الروابط النصية التي تحقق ما أسماه بالاقتصاد اللساني، واتخذ لذلك نماذج من البحر المحيط لأبي حيان من خلال تفسيره لمبدأ عود الضمير وتمظهراته من خلال الاستدلال بشواهد قرآنية، وخلص إلى كون البناء اللغوي للنص القرآني كان منطلقا للمفسرين للفهم والتحليل، مستحضرين المقامات التواصلية والمبادئ التداولية. العرض الثاني: من تقديم الدكتور عبد العزيز قسمي (جامعة السلطان مولاي سليمان/ كلية الآداب، بني ملال- المغرب) تناول فيه موضوع "المداخل اللسانية في تحليل النص الشرعي، نحو نظرة تكاملية"، منطلقا من نماذج من منهج الأصوليين في تحليل خطاب الله تعالى، مذكرا بالقاعدة الأصولية "التمكن من اللسان شرط في التمكن من النظر" مبرزا الفروق الكائنة بين النظر اللغوي والنظر الأصولي في الخطاب الشرعي، حيث تحققت النظر التكاملية لدى الأصوليين من خلال عنايتهم بمختلف مستويات اللغة من نحو وبلاغة وألفاظ، سواء من حيث التناول أو من حيث المآلات، منتهيا إلى ضرورة إزالة الحواجز بين العلوم اللغوية والعلوم الشرعية. العرض الثالث: للدكتور محمد الغريسي (جامعة مولاي اسماعيل، الكلية المتعددة التخصصات/ الرشيدية-المغرب) بمداخلة بعنوان "انفتاح الدلالة على مستويات الدرس اللساني في تفسير النص القرآني"، نبه فيها كذلك الأستاذ الغريسي إلى كون النص القرآني من أبرز النصوص التي تستلزم تنزيل فكرة التكامل، وهي فكرة تنبه إليها اللغويون القدماء من أمثال سيبويه وابن جني حين استحضر الأول مقاصد الخطاب في تحليله للقضايا النحوية، وحين نظر الثاني إلى كون اللغة شبكة من العلاقات والمكونات، وحين نبه إلى الرابطة الكائنة بين ألفاظ اللغة ومعانيها. وركز الأستاذ على التفاعل الموجود بين مستويات الصرف والتركيب في خدمة الدلالة، من خلال نماذج قرآنية، حيث تتساند الصيغ الصرفية المتغيرة مع الوحدات المعجمي المتجاورة والنسق التركيبي لتحدد دلالة الخطاب. وخلص في نهاية مداخلته إلى كون التكامل بين المستويات اللسانية هو المنهج الأمثل لتحليل الخطاب الشرعي. العرض الرابع: من تقديم الدكتور عبد الإله الإسماعيلي (جامعة مولاي اسماعيل، كلية الآداب ا/ مكناس-المغرب) بعنوان "النسق المعرفي لدراسة المفاهيم، آلية التوزيع اللساني في الخطاب القرآني"، انطلق الأستاذ الاسماعيلي في هذه المداخلة من مبدأ أساس هو أن التواصل مع الخطاب القرآني لا يتم إلا باللسان القرآني الذي تحتفظ مفاهيمه ومصطلحاته بخصوصية شرعية ذات أبعاد معرفية وحضارية، تستدعي من القارئ تناولها داخل نسقها الخاص، ضاربا أمثلة بمفهومي "المعروف" و"المنكر" مستحضرا نماذج من السياقات التي يردان فيها وصيغهما المختلفة، وما يؤديه توزيعهما داخل الخطاب القرآني بشكل متكامل من وظائف وما يحيلان عليه من دلالات. العرض الخامس: للدكتور ابراهيم نادن (جامعة القاضي عياض، الكلية المتعددة التخصصات/ آسفي-المغرب) تناولها بعنوان "التحليل النحوي للتركيب القرآني بين التنظير والتطبيق"، أكد الأستاذ من خلال هذه المداخلة على أن الارتباط بين القرآن والعربية أوجب -منذ البداية- على من يريد فهم خطاب القرآن أن يتقن العربية وقوانين اشتغالها، ثم عرّج على التلازم التاريخي بين علمي النحو والتفسير، مبينا محورية المستوى النحوي في تحليل الخطاب، بل مركزيته في نظرية النظم التي أثلها الإمام الجرجاني، باعتبارها آلية اعتمدها بعض المفسرين في فقه النص القرآن، وعلى رأسهم الزمخشري. المناقشة: اختتمت الجلسة العلمية الثالثة بفتح المجال للحاضرين للمداخلات التي تنوعت بين تساؤلات وإضافات واستدراكات أغنت العروض المقدمة وفتحت آفاقا للبحث والنقاش. رئيس الجلسة : الدكتور مولاي علي سليماني المقرر: الطالب الباحث عادل لعزيز استأنفت أشغال الندوة العلمية الدولية لليوم الثاني ابتداء من الساعة 9:30، بالجلسة الرابعة التي ترأسها الأستاذ الدكتور مولاي علي سليماني الذي جدد الترحيب بالحضور والمشاركين، وذكر بأهداف الندوة. العرض الأول: للدكتور أحمد مداس (جامعة بسكرة، الجزائر) بموضوع "الشواهد والقرائن في تعبير الرؤى: من الاستبدال إلى صناعة المُعادل"، حيث استند الأستاذ مداس إلى قضية تعبير الرؤيا عند ابن قتيبة، وأوضح كيف يشتغل التحليل على مستويات متعددة تتداخل فيها الألفاظ والتراكيب في الرؤيا وحال الرائي ومقاصده ومعرفة المعبّر ومدى تمكنه من الرموز والإشارات اللغوية وغير اللغوية. منبها إلى أن ما توصل إليه أصحاب التأويلية المعاصر، نجد جزءا مهما منه في الأصول الثراتية العرابية التي تحتاج إلى مزيد من الاستقراء والاستنباط. العرض الثاني: تفضل بتقديمه الدكتور ادريس خرشاف (جامعة محمد الخامس، كلية الآداب، الراباط- المغرب)، بعنوان "التحليل الشجري المعلوماتي لخطبة الوداع"، أكد من خلاله على فاعلية الأدوات التكنولوجية الحديثة في تيسير إدراك المقاصد واستنباط المعاني والوصول إلى القضايا الثاوية في النص الشرعي، وعمل الأستاذ خرشاف على تطبيق التحليل الشجري على خطبة حجة الوداع، من خلال ما أسماه بالخريطة الهندسية عبر تتبع المفردات من خلا عملية إحصائية، ومدى اطردها واطراد مشتقاتها داخل النص. ليخلص إلى ضرورة الاستعانة بإمكانات العصر قصد إعادة قراءة النص الشرعي. العرض الثالث: للدكتور إسماعيل زغودة (جامعة حسيدة بوعليشلف- الجزائر) تناول فيه مداخلة بعنوان "اشتغال المستوى النحوي في الحديث النبوي الشريف"، بين من خلالها كيف يمكن للنحو أن يكون آلة لتحليل النص الحديثي واستنباط معانيه، وذلك من خلال نماذج. المناقشة: اختتمت هذه الجلسة العلمية بمناقشة للعروض المقدمة وللقضايا التي أثارتها، من قبيل توظيف المعلوميات وتحليل النصوص تحليلا هندسيا ورياضيا، كما أشار بعض المتدخلين إلى أهمية العلاقة القلبية المبنية على التعظيم، التي ينبغي أن تكون بين القارئ والنص الشرعي لأنه بدون تلك العلاقة لايمكن للفهم والتحليل أن يستقيم. رئيس الجلسة: الدكتور ادريس جبري المقرر: الطالب الباحث نصيف مولدة العرض الأول: تفضل بتقديمه الدكتور محمد أزهري (جامعة القاضي عياض/ كلية اللغة العربية، مراكش-المغرب) وهو بعنوان "مستوى التداخل المصطلحي ودوره في فهم الخطاب الشرعي"، ابتدأه الأستاذ أزهري بالحديث عن أهمية المصطلحات داخل العلوم باعتبارها مفاتيح ومداخل للمعرفة والفهم. كما تطرق إلى الأخوة الحاصلة بين علوم اللغة وعلوم الشرع، متخذا علم الحديث نموذجا في هذه المداخلة، مستدلا بقول السيوطي "علم الحديث واللغة أخوان يجريان من واد واحد"، ليقف عند أهمية التداخل المصطلحي بين العِلمين وأهمية إدراكه في فهم الخطاب، مركزا على مظاهر هذا التداخل سواء من حيث التشابه أو الالتباس أو انتقال المصطلح من علم إلى آخر. العرض الثاني: للدكتور الحبيب مغراوي (جامعة السلطان مولاي سليمان/ كلية الآداب، بني ملال- المغرب) تناول فيه موضوع "المدخل المصطلحي لفهم الخطاب الشرعي". وقد نبه الأستاذ بداية إلى اتفاق الجميع على كون التفاعل بين مستويات اللغة هو الطريق الأمثل للتمكن من دلالة الخطاب وفقهه، غير أنه على مستوى التطبيق غالبا ما يبقى القارئ أسيرا لتخصصه. واقترح الأستاذ أن يكون منهج الدراسة المصطلحية إطارا تندرج ضمنه مستويات اللغة لكونه يوفر جهدا لدارس الخطاب، بما يقدمه من آليات منهجية تتمثل في الدراسة المعجمية والدراسة النصية والدراسة المفهومية، حيث تتفاعل المستويات اللغوية لضبط المصطلح وإدراك قضاياه المعرفية وأبعاده الحضارية، إذ الحديث عن الخطاب الشرعي حديث عن المفاهيم المؤطرة لحركة الإنسان في الوجود، حركة فردية أو جماعية، مدنية أو حضارية. ومن ثم يبقى المدخل المصطلحي-حسب المداخلة- مدخلا ذا فاعلية كبيرة قادرة على تحليل الخطاب الشرعي بدقة وموضوعية. العرض الثالث: تقدم به الدكتور بخيت عثمان جبارة تقل (جامعة الفاشر/ كلية الآداب، قسم اللغة العربية- السودان) في مداخلة بعنوان "أثر المصطلح النحوي في استنباط الأحكام الفقهية"، تتبع من خلالها نشأة المصطلح النحوي وتطوره، وعلاقته بالفقه، مبرزا بعض نماذجه، وكيفية اشتغالها في توجيه دلالة الخطاب الشرعي عند الأصوليين قصد استنباط الأحكام الشرعية. المناقشة: في نهاية الجلسة فتح الأستاذ مجال المناقشة للحاضرين الذين تفاعلوا مع العروض الملقاة، حيث طُرحت مجموعة من التساؤلات والاستفسارات حول مواد الجلسة، خصوصا ما تعلق منها بقضية المدخل المصطلحي، حيث أثيرت إشكالية بناء المعرفة من خلال المفاهيم المستوردة أو الوافدة، وكذلك إشكالية الفصل بين الدرس اللغوي والدرس الشرعي في المجال التعليمي، وما يخلقه من تباعد بين مجالين متحدين منذ النشأة. رئيس الجلسة: الدكتور الحبيب مغراوي المقرر: الطالب الباحث جواد الباز العرض الأول: تفضل بتقديمه الدكتور مولاي إدريس ميموني (جامعة السلطان مولاي سليمان/ كلية الآداب، بني ملال- المغرب) في موضوع "تحقيق الألفاظ المفردة أول معاون لفقه القرآن"، أشار فيه بداية إلى عناية العلماء بمفردات القرآن كأول خطوة في فهم القرآن وتفسيره، انطلاقا مما عرف بمسائل نافع ابن الأزرق مع عبد الله بن عباس رضي الله عنه، ثم ما أصبح يعرف بعلم الأشباه والنظائر ومفردات غريب القرآن وغريب الحديث... مما يعكس حرص العلماء على الانطلاق من مفردات الخطاب لفهم الخطاب، قبل الانتقال إلى المستوى التركيبي، وسياقاته ومقاصده. ومن ثم خلص الأستاذ إلى أهمية علم المفردات في فقه الخطاب القرآني، بكونه مستوى أولي من مستويات فقه الخطاب، إذ الخطاب مثله مثل اللؤلؤة المكنونة المحاطة بالصدف، فلا يتم الوصول إلى اللؤلؤة/المعنى إلا بتقشير الصدفة الواحدة تلو الأخرى، كما أشار إلى ذلك الإمام الغزالي في كتابه "جواهر القرآن". العرض الثاني: كان للدكتور مولاي علي سليماني (جامعة السلطان مولاي سليمان/ كلية الآداب، بني ملال- المغرب)، في مداخلة بعنوان "فاعلية التعاضد بين مستويات اللغة في بناء المعنى في حديث أم زرع"، وذلك من خلال شرح القاضي عياض الموسوم ب"بغية الرائد لما تضمنه حديث أم زرع من الفوائد"، فقد انطلق الأستاذ من تحديد مفهوم التعاضد وعلاقته بمفاهيم أخرى مشابهة استعملها القدماء من قبيل "التطالب" و"التساند" في إشارة إلى إدراكهم لضرورة التكامل بين مستويات اللغة في أي عملية تحليلية للنص الشرعي. واتخذ الأستاذ حديث أم زرع مجالا لتلمس ذلك التفاعل بين المستويين النحوي والبلاغي، معززين أحيانا بالمستوى الصوتي، وخلص إلى كون المستوى النحوي تابعا للمستوى البلاغي الذي يقوم بدور الموجه للتركيب، وليس العكس. العرض الثالث: من تقديم الدكتور قاسم سعيد (جامعة السلطان مولاي سليمان/ كلية الآداب، بني ملال- المغرب) بعنوان "مستويات التفاعل اللغوي عند علماء أصول الفقه في تحليل الخطاب"، وقد أوضح الأستاذ قاسم في ورقته نظرة الأصوليين للغة باعتبارها نظاما من الدلالات وليس نظاما من العلامات، حيث إن الدلالة مرتبطة بالإدراك والقصد، والبحث عن الدلالة كان جوهر عمل الأصوليين، والعلاقة بين العلوم الللغوية والعلوم الشرعية ظلت علاقة تساندية، فلم يكتف الأصوليين بمستوى دون باقي المستويات، بل إنهم تناولوا الخطاب الشرعي من مختلف مستوياته اللغوية. وخلص الأستاذ إلى أن مستجدات الأمة تفرض ضرورة إيجاد علم لغة خاص بالخطاب الشرعي لتحقيق تفاعل حقيقي بين النص والواقع. المناقشة: تفاعل الحضور مع مواد هذه الجلسة العلمية من خلال تساؤلات وإضافات تركز معظمها حول ضرورة الانكباب على التراث اللغوي الأصولي قصد استنباط نظرية لغوية في تحليل الخطاب الشرعي، مادام الأصوليون هم أبرز من عمل على توظيف كل المستويات اللغوية في فهم وتحليل الخطاب الشرعي. رئيس الجلسة: الدكتور محمد بالأشهب المقرر: الطالب الباحث حسن همو العرض الأول: كان للدكتور عبد الرحمن العضراوي (جامعة السلطان مولاي سليمان/ كلية الآداب، بني ملال- المغرب) بعنوان "سؤال المقاصد في تأويل الخطاب الشرعي"، حدد من خلاله الأستاذ العضراوي مفهوم الخطاب الشرعي وخصائصة المميزة له عن باقي الخطاب/