قال حميد بلفضيل مدير المركز الجهوي للاستثمار بالدار البيضاء الكبرى، إن الاستثمار "لا ينبغي أن يقترن بصيغة المذكر أو بصيغة المؤنث بل يجب تصريفه إلى ضمير المتكلم، مع طرح السؤال الدائم : بماذا يمكنني الإسهام؟". وذكر بلفضيل، على هامش المؤتمر الدولي الثامن للمستثمرات العرب الذي اختتمت أشغاله أول أمس الجمعة بالصخيرات، أن " عالم الأعمال أضحى غير مقترن بالجنس"، مؤكدا "أن هنا يكمن دور النظام التربوي". وشدد على ضرورة التركيز "على تربية الشباب لتشجيعهم على إقامة المشاريع والاستثمار"، وقال إن الرجال "لا يمنعون النساء من العمل، إلا أنه لا ينبغي إنكار وجود نموذج مجتمعي يعود لزمن بعيد"، مشيرا إلى أن " هذا النموذج يضع حواجز، وقد يعرقل تحرر المرأة في الوسط المهني وليس فقط في مجال الاستثمار". غير أن بلفضيل أكد ثقته أنه " بإمكان المرأة تجاوز هذه العراقيل وأنها تقوم بتجاوزها وتنجح ببراعة في ما تنفذه من مشاريع". وأكد أن "التشريع المغربي لايميز بين المستثمرة والمستثمر، ولذا فإن النساء لهن حضور في جميع مجالات، وخاصة قطاع الخدمات"، معربا عن اعتقاده بأن ذلك " يعود لقدرتها على توقع حاجيات الأشخاص". واعتبر أن المرأة عموما، والمرأة العربية خاصة، " لها انشغال بالأجيال القادمة لأن التحدي الذي يواجهه الاقتصاد العالمي اليوم هو في جانب منه مرتبط بتلبية حاجيات الحاضر مع الحفاظ على الموارد للأجيال القادمة". وبخصوص أشغال مؤتمر المستثمرات العرب الذي انطلقت أشغاله، يوم الأربعاء الماضي في الصخيرات تحت شعار "أية استراتيجية لتنمية الاستثمار النسائي"، أشار بلفضيل إلى أن هذه التظاهرة التي تنعقد لأول مرة في المغرب، أتاحت للمشاركين تبادل تجاربهم ونسج علاقات للعمل معا لرفع التحديات، والمساهمة بالتالي في الازدهار الاقتصادي للعالم العربي. وأضاف أن "الإشكالية التي عالجها هذا المؤتمر الدولي الذي ينظمه اتحاد النساء المستثمرات العرب، والمتمثلة في الاستثمار في مواجهة التطور الذي يعرف الاقتصاد العالمي، تكتسي صبغة كونية". وأوضح في هذا السياق أن هذه الرهانات تقتضي الربط بين الأداء الاقتصادي والأداء المجتمعي والاجتماعي الذي يعد " رهانا مستقبليا للأجيال القادمة". وخلص حميد بلفضيل في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن "كل واحد منا، سواء كان رجلا أو امرأة، عربيا أو غير عربي، بإمكانه تقديم إسهامه الخاص"، مؤكدا أنه ينبغي اعتبار المرأة إنسانا كالجميع كي تنجح في كسب رهانها.