الجمعة 21 نونبر 2014 تطرق الشيخ يحيى المدغري في خطبة الجمعة اليوم بمسجد حمزة رضي الله عنه بمدينة سلا لظاهرة خطيرة في مجتمعنا المغربي هي "سبّ الله تعالى"؛ وهي ظاهرة تنذر بالخطر، وتذهب بدين المرء، وتمحق الأعمال والبركات، وحري بسببها أن تتنزل الويلات والعقوبات. فقد أثير مؤخرا إعلاميا مقطع مصور، لدركي يتوعد ويشتم فتاة مشتبه فيها ترتدي لباسها مخلا، ويسبها بسباب وقح، وعندما قالت له، "من بعد الله"، سبها وسبّ الله جل في علاه، ثم زاد من طغيانه فقال: "أنا غادي لجهنم، وغندي دينكم، نجيك من الأخير". وقد بين الشيخ المدغري في مبتدإ خطبته أن خطايا اللسان دون هذه الجريرة العظيمة يعاقب عليها الإنسان عقوبات شديدة، وأن الشرع بين خطرها ومآلها في اليوم الآخر، فكيف بمن يتجرأ على سبّ الحق سبحانه؟ ثم ذكر مجموعة من الآيات القرآنية في بيان خطورة هذا الأمر محذرا من المستخفين به، ومن ذلك قوله تعالى: "وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ"، وقوله سبحانه: "إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ"، وقوله جل في علاه: "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ. لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ". كما حكى إجماع علماء جميع المذاهب على تكفير من سبّ الله أو تنقص منه أو استهزأ بدينه، وأنهم قالوا بردته. وفي الأخير طالب بتفعيل الدستور الذي يقرر بأن الدين الرسمي في المملكة المغربية هو الإسلام لتجريم "سبّ الله تعالى"، وبأن نواب الأمة الحريصين على مناصبهم وماكسبهم، الأولى بهم الغضب والانتصار لله تعالى ولدينه، وحجز السفهاء عن هذا المنكر العظيم. وختم خطبته بدعاء الله تعالى وهو يدافع العبرات التي غالبته، حفظه الله.