بعد تطاولها على السيد المسيح وأمه العذراء.. واصل الإسرائيليون تطاولهم البذيءعلى أنبياء الله ورسله، فلم تكد تمر أيام على قيام مقدم برنامج تليفزيوني يذاع على القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلي بالتطاولعلىالسيد المسيح وأمه مريم العذراء عليهما السلام وما تبعه من احتجاجات واستنكارات واسعة من قبل المسلمين والمسيحيين في العالم ،حتى عادت نفس القناة الصهيونية المتطرفة لتمس بمشاعر المسلمين من خلال الإساءة البالغة للنبي الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وذلك خلال أحد برامجها التليفزيونية. "" وبثت القناة العاشرة الإسرائيلية في أحد برامجها المتلفزة مشهدًا لأحد المشاركين وهو يشير إلى الحذاء الذي كان يلبسه، قائلا: هذا محمد.. وكرر جملته مؤكدا ذلك بقوله: نعم هذا محمد.. وسط قهقهة جميع من حوله" . وأثارت هذه الإساءة ردود فعل غاضبة وموجة من الاحتجاجات الواسعة تمثلت في بيانات وتظاهرات في العديد من البلدات والمدن العربية. وقالت الحركة الإسلامية في بيان لها، إن الإساءة لرسول الله وللمسيح أبن مريم عليهما السلام ولأي نبي ورسول هي مساس بمشاعر كل مسلم على وجه هذه الأرض، وقالت إن المؤسسة الإسرائيلية الرسمية هي المعتدي الحقيقي وهي المسيء الحقيقي والفعلي. من جهته استنكر الشيخ إبراهيم عبدالله رئيس الحركة الإسلامية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير، هذه الإساءة قائلا: "لم نخرج بعد من صدمة الإساءة لنبي الله عيسى عليه السلام وأمه الطاهرة مريم عليها السلام من خلال برنامج ترفيهي تبثه القناة العاشرة الإسرائيلية، الذي أساء إلى مشاعر مليارات المسلمين والمسيحيين وأحرار العالم، فخرجت علينا نفس القناة بحملة شنيعة وسافلة ضد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم، الذي يدل على ما يبدو أن القناة تقود عن سابق إصرار وقصد حملة منحطة وممنهجة، تستهدف الإساءة للديانات السماوية ورموزها، وهي بهذا التصرف الأرعن تتجاوز كل الخطوط الحمراء، وتلعب بنار إن اشتعلت لن تبقي أخضرا ولا يابسا، وستضع المنطقة على كفة عفريت . وأضاف: "الإساءة الأخيرة للنبي محمد عليه السلام جاءت لتدل على سيطرة ثقافة الحقد والكراهية، وهي جزء من الثقافة الإسرائيلية، مؤكداً على أن حرية التعبير لا تبرر الإساءة إلى رسل الله ورسالاته، وأن هذا الفعل يعمق الأحقاد والكراهية بين الناس، ويثير الفتن بين أتباع الأديان". إلى هذا وجه رئيس الحركة رسالة شديدة اللهجة بهذا الخصوص إلى مدير القناة العاشرة والوزير الاسرائيلي المختص، مطالبا بالعمل على الاعتذار عن هذه الإساءة ، والعمل على شطب هذه الإساءة من أرشيفات القناة، والتعهد بعدم السماح لمثل هذا السلوك أن يتكرر مرة أخرى. وبدورها عبرت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي عن استنكارها وعموم المسلمين والمنظمات الإسلامية للإساءة الجديدة التي وجهتها القناة التلفزيونية العاشرة في إسرائيل أمس الثلاثاء لرسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه ، وذلك ضمن برنامج " هيساردوت " الذي تطاول أحد المشاركين فيه على النبي عليه السلام. جاء ذلك في بيان عاجل أصدره الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام للرابطة قال فيه : إن استمرار القناة التلفزيونية العاشرة في الإساءة إلى رسل الله وإثارتها مشاعر مليارات من الناس في العالم يدل على مخطط خبيث لبعث الفتن وإثارة الكراهية والصراع بين الأمم، وقد جاءت الإساءة الجديدة للنبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أساءت قبل أيام قليلة إساءة بالغة إلى المسيح عيسى بن مريم وأمه العذراء ابنة عمران. وأكد الدكتور التركي أن هذا العمل المشين يتنافى مع الأعراف والمواثيق الدولية التي ترفضه أشد الرفض لما فيه من خطر على الاستقرار في العالم. ونبه الدكتور التركي إلى أن الإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وإلى غيره من الأنبياء والرسل تثير مسلمي العالم وهم مليار ونصف المليار من الناس، مبيناً أن الشعوب الإسلامية التي تتطلع إلى التواصل والتعاون والتعايش بين شعوب العالم فوجئت بحملة القناة المذكورة على رسل الله الذين يؤمن المسلمون برسالاتهم ولا يفرقون بينهم ، وفي ذلك يقول الله سبحانه وتعالى : ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) وقال د. التركي إن الله سبحانه وتعالى بالمرصاد لكل من يستهزئ بالأنبياء والمرسلين، كما قال تعالى : (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) وبقوله سبحانه: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ) وقال سبحانه : (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ). وطالب الدكتور التركي المجتمع الدولي ومنظماته ، وعلى رأسها هيئة الأممالمتحدة باتخاذ الإجراءات التي توقف استمرار الإساءة إلى رسل الله وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعث لنشر الخير والبر والرحمة بين الناس (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) ، ولكل الأمم والشعوب : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً). وقال الدكتور التركي لابد من العمل على استصدار ميثاق دولي يجرّم الإساءة إلى رسل الله ، ويضع من الإجراءات ما يصون حرماتهم، وما يمثلون من قيم ومبادئ، ويعاقب كل من يتجنى ويتطاول عليها ، وقال : إن حرية التعبير يجب ألا تسمح بالإساءة للآخرين ، والاعتداء على عقائدهم وحرماتهم ومقدساتهم.