كنت في حالة غضب فقدت معها التحكم في أعصابي فلعنت الشخص الذي كنت أتخاصم معه وقمت بسب الدين، لكني بعد أن هدأ غضبي ندمت على ما تلفظ به لساني واستغفرت الله، فهل علي كفارة أو شيئ من هذا القبيل فانا أشعر بندم كبير ولم أسامح نفسي على ما قلت؟ فهل الله سيسامحني؟ سب الدين ولعن الناس كبيرتان عظيمتان يستسهلهما وغيرهما كثيرون، أما سب الدين فهو بمثابة سب لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم واستهزاء بهما وإيذاء لهما ، قال تعالى: (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ. لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) سورة التوبة الآيتان 65 و .66 وقال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً) سورة الأحزاب الآية.57 وقد حرم سب الكفار سدا لذريعة سبهم لله تعالى، كما قال جل من قائل: ( وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ) سورة الأنعام الآية .109 أما اللعن فيدل على أن اللعان ضعيف الإيمان كما قال صلى الله عليه وسلم ليس المؤمن بالطعّان ولا اللّعان ولا الفاحش ولا البذيء. كما أن اللعن إيذاء معنوي للمسلم لا يقل خطرا عن إيذائه جسديا، كما في الحديث المتفق عليه لعن المؤمن كقتله فعلى من ابتلي بهاتين المعصيتين أن يتوب إلى الله عز وجل توبة نصوحا، وأن يندم على هذين الذنبين العظيمين، وأن لا يعود إليهما أبدا، وأن يحفظ لسانه من كلام السوء، وليعلم السائل أنه إذا تحققت فيه شروط التوبة هذه فإنه داخل إن شاء الله تحت قول الله تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) سورة الزمر الآية 50