غريب حقا أمر بعض الناس في هذا البلد السعيد .. "" تقول لهم يا ناس إن شخصا متنكرا في اسم مستعار سب الرسول وتهكم عليه بأقذر أسلوب وحاول النيل منه ، بل أكبر من ذلك فقد تلاعب بكلمات كتاب الله العزيز وخلطها خلطا بهدف السخرية بها من الرسول فيقولون لك آسيدي ماشي شغلك خلي الناس يعبروا عن رأيهم بكل حرية ويقولوا اللي بغاو أنت مالك ! عن أي حرية للتعبير تتحدثون وعن أي رأي تدافعون ؟ كتبت أنامل من سمى نفسه أو من سمت نفسها مغربية حرة في تعليقها موضوع النقاش ما يلي : يقول محمد في قرآنه إن الله وملائكته يصلعمون على محمد فصلعموا عليه أنتم أيضا وزيدوه صلعمة .. صلعمووووووووووووووه ! أستغفر الله العظيم اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا . نزيدكم ولا باراكا ؟ نعم هذا ما كتبته بالحرف هذه الأنامل التي أسأل الله تعالى أن يشلها عن كل حركة ، فهل هذه هي حرية التعبير في نظركم ؟ أجيبوني أيها المدافعون عن صاحب أو صاحبة هذا التعليق راجيا منكم أن لا تأخذكم العزة بالإثم مرة أخرى ! هل هذا برأيكم تعبير عن رأي أم تطاول صارخ على القرآن الكريم وتجرأ على الله سبحانه وتعالى إن كنتم تؤمنون أصلا بوجوده ، ويا عجبا لكم كيف تجهرون بكفركم به وتعلنون إلحادكم وكأن وجوده وعظمته سبحانه وتعالى متوقفة على شهادتكم وإقراركم بوجوده ووحدانيته مع أنكم لا تمثلون ولو مثقال ذرة في ملكه العظيم وكونه الشاسع الواسع الذي خلقه بإرادته ومشيئته وأبدعه ببديع صنعه ! الذي أو التي سمت نفسها " مغربية حرة " قالت كلاما كثيرا لم أجد فيه ما ينم عن رأي أو فكر يستوجب منا احترامه ومناقشته بعقلانية وهدوء أعصاب . كل ما كتبته يعبر عن حقد دفين بداخلها عن الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم ولذلك فهي تفننت في التهكم عليه بوضع عبارة " أشرف الخلق " بين هلالين في غير ما مرة وفي موضع استفهام وتعجب ، وقامت بتصويره صلى الله عليه وسلم للناس كما قلت لكم في الموضوع السابق في أبشع صورة واصفة إياه بما لا يليق به من نعوت وأوصاف لو قرأها شخص غير مسلم يود التعرف لأول مرة عن الإسلام وعلى نبي الإسلام لفر هاربا من هذا الدين إلى ما وراء البحار . أستغرب لهؤلاء الذين يدعونني إلى الهدوء والموضوعية واحترام الناس كيف يفكرون وكيف يدافعون عن الآخرين ولو كانوا مخطئين وجهلة وظالمين عملا بالمقولة الشهيرة انصر أخاك ظالما أو مظلوما ! استغرب للذين أعابوا علي عدم الرد بشكل حضاري على ال مغربية الحرة التي لم تحترم نفسها ولم تحترم أبسط قواعد الحضارة والمدنية وهو التأدب مع الديانات السماوية ومع الناس في الكلام أثناء مخاطبتهم كيفما كان شأنهم فما بالكم إذا كان من هو موضوع الانتقاد نبي من أشرف أنبياء الله بشهادة أنبياء الله أنفسهم في كل الكتب التي جاؤوا بها لأقوامهم . تطلبون مني أن أرد بالتي هي أحسن على من مست مشاعرنا في العمق بسبها لنبينا وتهجمها عليه بذلك الأسلوب الوقح ، وأنا أقول لكم اسمحوا لي ، ديننا الإسلام علمنا أن لا ندير خدنا الأيسر لمن صفعنا على خدنا الأيمن كما هو الحال في دين المسيح عيسى عليه السلام الذي طاله التحريف والتزوير وما عاد صالحا للبشرية منذ أن بعث الله محمدا خاتما للأنبياء والرسل " ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين" . ديننا علمنا أن نرد الصاع صاعين لمن اعتدى علينا وعلى مشاعرنا الدينية وعلى من تطاول على رسولنا الكريم . أقول هذا الكلام وأنا أستحضر هنا حادث ضرب سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم للجاهل الخبيث عمرو بن هشام بن المغيرة الملقب بأبي جهل بسوطه على وجهه لما كان عائدا من رحلة صيده إلى مكة فوجد كفار قريش يحكمون قبضتهم على زمرة الصحابة وكان بينهم رسول الله الذي أمره الله تعالى أن يخرج إلى الناس ويصدع بما يؤمر به فاعترض سبيلهم عتاة كفار قريش أبو لهب وأبو جهل وآخرون وحاصروهم في مكان مغلق قبل أن يأتي حمزة ليخلصهم منهم ويصفع أبا جهل على وجهه بعدما تفوه بكلام جارح قلل فيه من شأن محمد ومن شان الدعوة التي جاء بها . وقع هذا على مرأى ومسمع من الرسول وكان له بالغ الأثر على نفسيته ومعنوياته بطبيعة الحال ، ولم أقرأ في كتب السيرة أن الرسول (ص) عاب على حمزة (ض) ما أقدم عليه وقال له دعه يا عم يقول ما يشاء دعه يعبر عن رأيه . كان هذا قبل إسلام حمزة وبعدها مباشرة أعلن إسلامه واعتناقه دين محمد . أنا لم أصادر حرية أحد في التعبير ، ولم أتهجم على هذه المغربية الحرة الملعونة فقط لأنها اختلفت معي في الرأي أو في المعتقد كما ادعى البعض ، لم أعتد على حقها في التعبير عن رأيها و ردي عليها غلب عليه طابع الانفعال والغضب الشديد هذا صحيح أعترف بذلك ولا يهمني أن يصفني البعض بالأصولي المتعصب والمتزمت رغم أني لست كذلك ، وإن كانت الغيرة على رسول الله تزمتا في نظركم فانا أكبر المتزمتين والمنغلقين وفداك نفسي وأمي وأبي وابني يا رسول الله وموتوا بغيظكم أيها الحاقدون على هذا الدين . أنا لست ضد أن يمحص التاريخ الإسلامي ويوضع في الميزان وأعرف كباقي الناس بأنه مليء بالأخطاء البشرية وبالحروب الدموية على السلطة ، أنا لا أنفي ذلك وأنا مع أن نستخلص الدروس والعبر من تاريخنا الإسلامي ومن كل المحن والفتن والمراحل العصيبة التي مرت منها الرسالة المحمدية حتى وصلت إلينا بالصيغة التي هي عليها اليوم . أنا مع حرية الرأي والتعبير لكن ضد الإساءة لأنبياء الله ورسله بأي شكل من الأشكال وضد المس بمشاعر الناس الدينية بكل وضوح . أما واحد السيد يسمي نفسه عمر من تازة ولا نعرف هل هو اسمه الحقيقي أم أنه اختار هذا الاسم المستعار لنفسه وفي كلتا الحالتين أرى بأن المسكين يعاني من انفصام خطير في الشخصية وهذا أقل ما يمكن أن يوصف به . يسمى نفسه باسم يحمل الكثير من الدلالات الإسلامية سأعود إليها لاحقا ، لكنه في نفس الوقت يملأ عقله ودماغه بأفكار سوداء معادية للإسلام عفى عنها الزمان وتجاوزها وأكل عليها الدهر وشرب وغسل يديه منها . هاد السي عمر الفقيه العلامة المحدث والمفسر والناقد الخطير خاطبني قائلا الأمر واضح يا الشبوني الإسلام ديانة عنيفة منفتحة بعنفها على الآخرين منذ تحولها إلى ديانة سياسية إلى الآن عبر قرون من الدم و الفتن لذلك لا تستغرب إن قرأت بين الفينة و الأخرى نقدا لديانتك . يقول لي ديانتك كما لو أنه مفكر كبير ينتمي لحضارة أخرى وديانة أخرى ويعيش في بيئة أخرى أو أنه واحد من مهندسي وحماة النظام العلماني في تركيا ، والواقع أنه لا يعدو كونه تلميذ مغربي كسول من تلامذة المدرسة الماركسية اللينينية المنهارة وطالب جامعي فاشل من الذين يحفظون كلام المرتد فرج فودة وأمثاله ويتقيؤون به علينا في الصباح والمساء على صفحات الجرائد والمنتديات الالكترونية ويرددونها في كل وقت وحين كالببغاوات العرجاء . عمر من تازة يعتبر بأن الإسلام دين عنف يحارب العالم ويدعو إلى الدمار وأنا أجيبه بأن الإسلام لا يحارب العالم بل إنه يدافع عن نفسه وعن حقه في الوجود وفي بسط القيم الإنسانية وتعاليمه السمحة على هذا الكوكب حتى يعم السلام والرخاء والتعايش بين الأعراق والأجناس البشرية ولا أقول بين الأديان لأن الله الذي خلق موسى وعيسى وإسحاق ويونس وابراهيم واحد و " إن الدين عند الله الإسلام " واللي ماعجبو الحال يشرب ماء البحر . عمر من تازة يعتبر كذلك أن نصف آيات القرآن الكريم تقريبا منسوخة بما يسميه بآية السيف وهو يريد بهذا التحليل المتحامل والمغرض أن يصل إلى خلاصة واحدة مفادها بأن الإسلام انتشر فقط بحد السيف وبالعنف والإرهاب وهذا غير صحيح ، والدليل هو كل هذا الكم من البشر من غير المسلمين الذين يعتنقون الإسلام في زماننا وأيامنا هذه وعلى رأس كل ساعة في كندا وأمريكا وأوربا واستراليا وإفريقيا السوداء بكل اقتناع وعن طيب خاطر بلا حروب ولا غزوات . عمر من تازة الذي يصف الإسلام وأحكامه بالمهزلة قال كثيرا من الكلام في تعليقاته ، وإذ لا يتسع المجال هنا لمناقشته كله ، فإنني أشكر بالمناسبة كل الإخوة الأفاضل والأخوات الذين تكفلوا بمناقشته وبالرد عليه ومقارعة أفكاره المبعثرة بأفكار متنورة وحججه بالحجج المضادة والبراهين الدامغة وأشد على أياديهم بحرارة وأقول لهم بارك الله فيكم وفي جهودكم للدفاع عن الدين والعقيدة الإسلامية . ختاما ومن وحي دلالات اسم صاحبنا عمر من تازة الظالم لنفسه وقومه وعشيرته ، أورد لكم قصة خالدة للخليفة الراشدي الفاروق عمر بن الخطاب الذي أرسل إليه كسرى ملك الفرس ذات يوم رسولا ليفاوضه في بعض الأمور ، فلما وصل الرسول إلى المدينةالمنورة لم يهتد إلى قصر عمر فسال عنه فأرشده أحد العرب إليه فعلم أنه لا يسكن قصرا كقصور ملوك الفرس والروم بل بيتا كسائر فقراء المسلمين آنذاك ، وعندما وصل إليه وجد أن خليفة المسلمين نائم على الرمل أمام بيته جاعلا منه وسادة أسند إليها رأسه ولم يكن حوله من مظاهر هذه الحياة ما يميزه عن أصغر فرد من رعيته ، فلما رأى الرسول ذلك وقف أمامه مذهولا وقال عبارته المشهورة عدلت فنمت يا عمر ! هذا هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا عمر من تازة ، خريج مدرسة محمد التي لا تدخر جهدا أنت ومن علمك وملأ صدرك حقدا وضغينة على الإسلام في سبيل هدم أساساتها . هذا هو عمر تربية أيادي الرسول الكريم محمد الذي تتهكم عليه وتقلل من عبقريته ومعجزاته . هذا هو عمر الذي يجدر بك أن تتأسى به وتتحلى بأخلاقه وتحمل فكره وقيمه التي تربى عليها في مدرسة محمد . هذا هو الإسلام بكل بساطة يا عمر من تازة ، الإسلام الذي قال عنه سيدنا عمر (ض) كنا قوما أذلاء فأعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغير الإسلام أذلنا الله ، وهو نفس الإسلام الذي تخجل أنت من إعلان انتمائك إليه اليوم وهو الذي لا يشرفه أن ينتسب إليه جاهل ومختل عقلي وجاحد ومرتد مثلك ! عمر من تازة .. بغيت نقول ليك في الختام وبكل اختصار راك أولدي غير كتصدع راسك بالبحث والتنقيب في التراث الإسلامي ، تتحدى من ؟ راك بقيتي بلا شغل وغير كتضيع في وقتك وعمرك كله ، سير شوف ليك شي خدمة ولا شي حاجة أخرى تنفعك في دنياك وآخرتك ، أما أنك تبقى النهار وما طال حاضي هاد الدين العظيم ك دونكيشوط الذي يحارب طواحين الهواء وتسهر الليالي متنقلا بين كتب المحدثين والمفسرين والمنتقدين له من المستشرقين والعلمانيين بحثا عن ثغرات ونقاط ضعف فراك غادي تمرض ما فيهاش ، واسمح لي أن أقول لك بأنك في كل ما تبذله من جهد في هذا الاتجاه تبدو لنا أشبه بذلك الأحمق والمعتوه الذي يتصارع بكل ما يملك من قوة لزحزحة عمارة ضخمة أو ناطحة سحاب عن مكانها ولو لأقل من مليمتر ، ولك أن تتصور معي المشهد المضحك والمبكي في نفس الوقت ! [email protected]