والدي لم يدفع الزكاة منذ أعوام والدي عندما كان شابا لم يكن يدفع زكاة الفطر الآن مرت سنوات وأراد أن يستغفر الله على تفريطه فهل تسقط زكاة الفطر بمضي الزمان ويكتفي بالتوبة أم أنه عليه شيء آخر علما أنه لا يتذكر تحديدا عدد السنوات التي لم يخرج فيها الزكاة. زكاة الفطر كما هو معلوم فرض واجب على كل مسلم ومسلمة، يخرجها عن نفسه وعمن يعول قبل صلاة عيد الفطر، واتفق الفقهاء على أنها لا تسقط بخروج وقتها لأنها وجبت في ذمته، فهي دين لا يسقط إلا بأدائه لمستحقيه من الفقراء. والذي أراه بالنسبة لحالة والد السائل أن يحسب السنوات التي غلب على ظنه أنه فرط في أداء هذه الزكاة، ويخرج مقدار ما يجب عليه فيها، ويجتهد في الإنفاق في سبيل الله تعالى جبرا لما قد يكون بقي بذمته منها. وعليه إضافة إلى ذلك أن يستغفر الله تعالى ويتوب إليه عن تأخيرها عن وقتها. والله أعلم وأحكم. *** قمت بسب الدين، هل من توبة؟ كنت في حالة غضب فقدت معها التحكم في أعصابي فلعنت الشخص الذي كنت اتخاصم معه وقمت بسب الدين، لكني بعد أن هدأ غضبي ندمت على ما تلفظ به لساني واستغفرت الله، فهل علي كفارة أو شيئ من هذا القبيل فأنا أشعر بندم كبير ولم أسامح نفسي على ما قلت؟ فهل الله سيسامحني؟ سب الدين ولعن الناس كبيرتان عظيمتان يستسهلهما وغيرهما كثيرون، أما سب الدين فهو بمثابة سب لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم واستهزاء بهما وإيذاء لهما. أما اللعن فيدل على أن اللعان ضعيف الإيمان كما قال صلى الله عليه وسلمليس المؤمن بالطعّان ولا اللّعان ولا الفاحش ولا البذيء. كما أن اللعن إيذاء معنوي للمسلم لا يقل خطرا عن إيذائه جسديا. فعلى من ابتلي بهاتين المعصيتين أن يتوب إلى الله عز وجل توبة نصوحا، وأن يندم على هذين الذنبين العظيمين، وأن لا يعود إليهما أبدا، وأن يحفظ لسانه من كلام السوء، وليعلم السائل أنه إذا تحققت فيه شروط التوبة هذه فإنه داخل إن شاء الله تحت قول الله تعالى: ( قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا"