مخالفا لأغلب تدوينات النعي والتعليقات التي رافقت رحيل عبد الرحمان اليوسفي، القيادي السابق في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية؛ اعتبر الباحث والكاتب المغربي إدريس الكنبوري، أن التفاعلات التي أعقبت وفاة الوزير الأول الأسبق تتضمن مبالغات جمة. وأضاف الكنبوري أن "القيادي الراحل لم يكن مهندس التناوب، مهندس التناوب هو إدريس البصري. لو كان مهندسه ما خرج بعد انتخابات 2002 وحكاية المنهجية الديمقراطية الشهيرة". وقال الباحث، في تدوينة عنونها ب: "لا تصنعوا الأساطير"، إن "أغلب أبناء اليوم لم يعيشوا تجربة التناوب ومشكلاتها وينظرون إليها كتجربة فريدة، لم تكن كذلك إلا بميزان هذه المرحلة، أما هنالك فكانت بها مشكلات ضخمة"، مستحضرا أكبر صفقات الخوصصة، التي سماها نوبير الأموي آنذاك الخضخضة، وزاد: "اليوسفي كان اشتراكيا باع كل شيء للرأسمالية". وأشار المتحدث ذاته إلى أنه "في عهد اليوسفي تلقت الصحافة الحرة أكبر ضربة لها وتم خنق حرية التعبير، وإغلاق لوجورنال دومان، وهو ما اعترف به وزير الاتصال حينها محمد العربي المساري، الذي كشف له أن القرار خرج من عند الوزير الأول". في عهد اليوسفي، يضيف الكنبوري، "بدأت حملات الاعتقالات في صفوف المغاربة العائدين من أفغانستان والسلفيين بالعشرات وهو صامت، وانتقل الاتحاديون من الفقر إلى الغنى والثراء، وتلقى العمل الحقوقي ضربات قوية، ولا يزال البعض يتذكر ليلة الشموع أمام البرلمان". وشدد الكنبوري على أن الوزير الأول الأسبق لم ينقل المغرب من التخلف إلى التقدم، ولكنه نقل حزبه اليساري من المعارضة إلى الحكومة، ولأن المعاصرة حجاب، شدد الباحث عينه، "يعتبر الناس أن عبد الإله بنكيران أقل حظوة من عبد الرحمان اليوسفي، لكن سيأتي زمن قريب يبكي الناس على عهده كما بكوا على عهد اليوسفي، بل أكثر".