قال المحلل السياسي إدريس الكنبوري، "كما كان منتظرا ومتوقعا خلت مذكرات السيد عبد الرحمن اليوسفي من كل جديد وخيبت أفق التوقعات لدى الباحثين والقراء. السيد اليوسفي بكل صراحة أعاد كتابة ما هو مكتوب في الصحف في حقبة التسعينات: ظروف انتخابات 92 والعرض الملكي عام 93 وانشاء الكتلة الديمقراطية والمرشح المشترك والتصريح المشترك ولجنة مراقبة الانتخابات والتصويت على الدستور وهلمجرا". و أضاف الكنبوري في تدوينة له، "المؤسف أنه نشر حتى بعض النصوص المرتبطة بالانتخابات وهي منشورة في تلك المرحلة، وهناك نقاط ضوء لكنها صغيرة مثل قوله بأن بعض الاتحاديين في انتخابات 92 كانوا يركضون خلف مصالحهم الخاصة وليس المصلحة العامة، وهذا يعني أنه عندما جاء التناوب عام98 كان الانتهازيون قد تكاثروا فلم يعد للتناوب معنى. و أشار المحلل السياسي، أن هناك أمر أخر هو حديثه عن القسم على القرآن مع الحسن الثاني على خدمة البلاد، مضيفا هل هذا القسم يلزم اليوسفي وحده أم الحزب كله؟. الأهم من هذا كله أن اليوسفي يكيل المديح للمؤسسة الملكية، لكنه لا يقوم بأي دورة على الماضي لكي يحدد موقفه من الماضي. وتساءل المتحدث، إذا كان التناوب هو الأفق السياسي فلماذا ضيع الاتحاديون على المغاربة أربعين عاما في صراع فارغ من أجل الكراسي؟ لماذا سكت اليوسفي عن تلك المرحلة؟. الأكثر غرابة أنه عندما استعمل النقد الذاتي استعمله في الحديث عن انتخابات 92، ولم يتحدث عن أي نقد ذاتي للتجربة الاتحادية منذ المؤتمر الاستثنائي وقبله. وختم الكنبوري تدوينته بقوله، كان الأفضل ألا يكتب اليوسفي هذه المذكرات وان يظل صامتا. فالصمت يعطي لأي شخص الحرية في أن يجعله ناطقا بما يريد، بينما الكلام يقلل فرص خلق الأعذار لصاحبه. يشار أن عبدالرحمان اليوسفي، الوزير الأول الأسبق، والزعيم السابق للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، قدم مذكراته يوم الخميس 8 مارس الجاري، تحث عنوان أحاديث فيما جرى، بحضور شخصيات سياسية وازنة من المغرب واسبانيا ومصر والجزائر، بالمسرح الوطني بالرباط.