أصدر وزير الأول الأسبق و قائد حكومة التناوب التوافقي في المغرب، عبد الرحمن اليوسفي (1998-2002) قبل أيام مذكراته بعنوان “أحاديث في ما جرى”، و ذلك في حفل بهيج بمسرح محمد الخامس بالعاصمة الرباط بحضور سياسيين كبار من داخل و خارج الوطن. مذكرات “اليوسفي” اعتبرها عديدون بأنها غير طبيعية لأنها صادرة من شخص استثنائي قاد مرحلة صعبة من تاريخ المغرب و بصم على مسار سياسي حافل إلا أن آخرين اعتبروا أنها لم تأتي بجديد و اختار “اليوسفي” أن لا يقول فيها كل شيء. إدريس الكنبوري الباحث و المفكر المغربي المعروف قال إن مذكرات اليوسفي كما كان منتظراً خلت من كل جديد و خيبت أفق التوقعات لدى الباحثين و القراء. و كتب “الكنبوري” على صفحته الفايسبوكية يقول : ” اليوسفي بكل صراحة أعاد كتابة ما هو مكتوب في الصحف في حقبة التسعينات: ظروف انتخابات 92 والعرض الملكي عام 93 وانشاء الكتلة الديمقراطية والمرشح المشترك والتصريح المشترك ولجنة مراقبة الانتخابات والتصويت على الدستور وهلمجرا.”. و تأسف “الكنبوري” قائلاً : ” والمؤسف أنه نشر حتى بعض النصوص المرتبطة بالانتخابات وهي منشورة في تلك المرحلة. هناك نقاط ضوء لكنها صغيرة مثل قوله بأن بعض الاتحاديين في انتخابات 92 كانوا يركضون خلف مصالحهم الخاصة وليس المصلحة العامة. هذا يعني أنه عندما جاء التناوب عام98 كان الانتهازيون قد تكاثروا فلم يعد للتناوب معنى.” الأمر الآخر يضيف “الكنبوري” هو “حديثه عن القسم على القرآن مع الحسن الثاني على خدمة البلاد. هل هذا القسم يلزم اليوسفي وحده أم الحزب كله؟.” و اعتبر أن ” الأهم من هذا كله أن اليوسفي يكيل المديح للمؤسسة الملكية، لكنه لا يقوم بأي دورة على الماضي لكي يحدد موقفه من الماضي مشيراً إلى أنه ” إذا كان التناوب هو الأفق السياسي فلماذا ضيع الاتحاديون على المغاربة أربعين عاما في صراع فارغ من أجل الكراسي؟ لماذا سكت اليوسفي عن تلك المرحلة؟.” الأكثر غرابة حسب ذات الكاتب و المفكر المغربي أنه “عندما استعمل النقد الذاتي استعمله في الحديث عن انتخابات 92، ولم يتحدث عن أي نقد ذاتي للتجربة الاتحادية منذ المؤتمر الاستثنائي وقبله.” و ختم كلامه تعليقاً على صدور مذكرات الوزير الأول الأسبق بالقول : ” كان الأفضل الا يكتب اليوسفي هذه المذكرات وان يظل صامتا. فالصمت يعطي لأي شخص الحرية في أن يجعله ناطقا بما يريد، بينما الكلام يقلل فرص خلق الأعذار لصاحبه”.