على الرغم من أنها لا زالت في عمر الزهور، فقد مكنتها عزيمتها القوية وإصرارها على تحقيق أهدافها في الحياة من أن تخطو خطواتها الأولى على طريق تحقيق حلمها، الذي راودها وهي تتابع دراستها الثانوية، في أن تصبح إطارا في صفوف القوات المسلحة الملكية. إنها التلميذة الضابط دعاء لمرابط التي تزامن حصولها على شهادة البكالوريا سنة 2019 مع فتح الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس، موسم 2019-2020، ولأول مرة في تاريخ المغرب، الباب أمام الفتيات لاجتياز مباراة ولوج سلك التلاميذ الضباط، حيث استطاعت بفضل طموحها، الذي لا يقبل الانكسار، من ولوج هذه المؤسسة العريقة من بابها الواسع. كان عدد المقبولات لولوج الفوج الأول من التلاميذ الضباط من الإناث بالأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس محدودا مقارنة بعدد المترشحات، كما هو معمول به بمختلف المؤسسات العسكرية والمدنية ذات الاستقطاب المحدود، لكن التلميذة دعاء لمرابط استطاعت أن تضمن لنفسها مقعدا بالسنة الأولى بهذا السلك. وها هي اليوم، بعد أن قضت نحو سبعة أشهر من التكوين والتدريب بالأكاديمية الملكية العسكرية، تجد دعاء لمرابط نفسها، وبإصرار أقوى، مصممة على السير قدما لتحقيق تطلعها بأن تصير ضابطا في صفوف القوات المسلحة الملكية، وذلك عبر تفانيها في الالتزام بالضوابط الصارمة حتى يتسنى لها اكتساب المهارات العسكرية الأكاديمية اللازمة التي تؤهلها للنجاح في امتحان التخرج. التلميذة الضابط دعاء لمرابط قالت لهسبريس، خلال زيارة الجريدة للأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس، إن طموح الالتحاق بهذه الأكاديمية كان يراودها باستمرار، وذلك لما قادها شغفها إلى تحمل مسؤولية قيادة مجموعة من الأشخاص والسهر على حمايتهم وتكوينهم. التلميذة الضابط ذاتها، التي كانت فخورة بارتداء الزي العسكري المغربي وهي تخوض التدريب الميداني جنبا إلى جنب مع تلاميذ ضباط (ذكور) بحقل الرماية ضواحي الحاجب، قالت للجريدة إنه رغم قصر مدة التكوين والتدريب، فقد استفادت الشيء الكثير بفضل الكفاءة العالية للمؤطرين والطرائق الحديثة للتكوين والتدريب التي يتم اعتمادها بالمؤسسة. دعاء لمرابط، التي كانت كلها نشاط وحيوية رغم خوضها حصة تدريبية بدنية قاسية، أوضحت لهسبريس أن نظام التكوين والتدريب بالأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس لا يميز بين التلميذات والتلاميذ الضباط، فكلاهما يخضع للتأهيل في الظروف نفسها. التلميذة الضابط دعاء لمرابط أكدت أن تواجدها ضمن الفوج الأول للتلميذات الضباط بالأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس، يعد بالنسبة إليها مصدر فخر واعتزاز، معتبرة تخرج أول فوج من النساء الضباط، بعد إتمام السنوات الأربعة من التكوين والتدريب بكل تفان واجتهاد، سيشكل مفخرة وطنية.