فتيات في عمر الزهور يرتدين بكل اعتزاز وافتخار الزي العسكري المغربي، وهن يتطلعن ليكن أول فوج من النساء الضباط يعززن صفوف مختلف تشكيلات وألوية القوات المسلحة الملكية المغربية. إنهن الأطر النسوية للفوج الأول للتلميذات الضباط، السنة الأولى بالأكاديمية العسكرية الملكية بمكناس، اللواتي كن يخضن التدريب الميداني، بكل تفان، لاكتساب اللياقة البدنية والقدرة على التحمل، وتحقيق المهارة العسكرية اللازمة على استعمال السلاح الناري الخفيف، وذلك بميدان الرماية والتدريب ضواحي مدينة الحاجب. تكوين أكاديمي وتدريب ميداني صارم وبطرق حديثة يخضع لهما الفوج الأول للتلميذات الضباط اللواتي التحقن بالأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس قبل سبعة أشهر، وذلك حتى يتسنى لهن، في المستقبل، الحصول على شهادة الإجازة والانخراط في صفوف القوات المسلحة الملكية لتولي مسؤولية المهام القتالية في صفوف مختلف التشكيلات والألوية العسكرية باقتدار وكفاءة. وهكذا، ومع تخريج الفوج الأول من النساء الضباط، ستنتقل وظائف "القوة الناعمة" المغربية في القوات البرية من الأعمال الاجتماعية لتمس جميع مناحي القدرات المتعلقة بمختلف مكونات القوات المسلحة الملكية المغربية، الموزعة بمختلف المواقع على امتداد التراب الوطني. دعاء لمرابط، تلميذة بالسنة الأولى بالفوج الأول للتلميذات الضباط بالأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس، قالت إن طموح الالتحاق بالتلاميذ الضباط كان يراودها باستمرار، لتحقق حلمها المتمثل في قيادة مجموعة من الأشخاص والسهر على حمايتهم وتكوينهم. وأضافت التلميذة الضابط ذاتها متحدثة لهسبريس: "هذه التجربة، التي كانت مقتصرة على الذكور، ورغم المدة القصيرة التي قضيتها في التكوين بهذه المؤسسة العتيقة، فقد استفدنا الكثير؛ وذلك بفضل المؤطرين الذين لا يبخلون علينا بخبرتهم، والمناهج الحديثة المعتمدة في التكوين العسكري والجامعي". المتحدثة ذاتها أوضحت أن التكوين والتدريب بالأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس، يروم تقوية الخصائص البدنية والنفسية والقيادية للتلميذ الضابط، مشيرة إلى أن التلميذات الضباط يخضعن للتكوين نفسه وفي الظروف ذاتها مقارنة بنظرائهن التلاميذ الضباط الذكور. "أقوى دليل على أنه لا يوجد هناك تمييز في التكوين بين الذكور والإناث، هو قيامنا بالأنشطة الميدانية نفسها من حيث الصعوبة والحدة"، تورد التلميذة الضابط دعاء لمرابط، متمنية "أن يكون الفوج الأول للنساء الضباط، الذي استقطبته الأكاديمية الملكية العسكرية سنة 2019-2020، مفخرة وطنية تحت قيادة الملك محمد السادس نصره الله، القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية". دعاء لمرابط عبرت، وهي تتحدث للجريدة، عن اعتزازها بأن تكون، بعد التخرج، من بين النساء الضباط الأوائل اللواتي يلتحقن بقوات السلاح البري، مشيرة إلى "أن ذلك سيكون فرصة للمرأة المغربية لتثبت قدراتها على تحمل هذه المسؤولية وفاء للشعار الخالد: الله، الوطن، الملك". من جانبها، أكدت مونية السحباني، مؤطرة ميدانية بالأكاديمية العسكرية بمكناس برتبة ملازم ثان، أن تكوين التلاميذ الضباط بالسنة الأولى يتم دون تمييز بين الجنسين؛ إذ تخضع التلميذات الضباط للتكوين عينه على المستويات الأكاديمية والمهنية والعسكرية مقارنة بزملائهن الذكور. المؤطرة العسكرية ذاتها، التي أوضحت في تصريح لهسبريس أنها خريجة الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس، أكدت أن الفوج الأول للتلميذات الضباط يحقق في السنة الأولى النتائج نفسها مثل الذكور على مستوى الأداء والانضباط والقدرة على التحمل. المتحدثة ذاتها أوضحت أن "التلميذات الضباط بالفوج الأول اخترن الانخراط في صفوف القوات المسلحة الملكية عن حب، وذلك تعلقا منهن بالدفاع عن الوطن طبقا لتوجيهات الملك محمد السادس نصره الله، القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية". يشار إلى أن الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس تسهر، أيضا، على تكوين وإعداد ضباط مؤهلين، من الجنسين، في صفوف القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والقوات المساعدة، ويدوم التكوين بالأكاديمية 4 سنوات في شعب مختلفة، وذلك بوسائل وتقنيات من الجيل الجديد، ليحصل الخريج بعدها على شهادة الدراسات الجامعية والعسكرية، وعلى رتبة ملازم ثان.