بأمر من صاحب الجلالة الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية ترأس الجنرال دو ديفيزيون المفتش العام للقوات المسلحة الملكية عبد الفتاح الوراق، أول أمس الثلاثاء، بالأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس حفل تخرج الفوجين 91 من السلك العادي والعاشر من السلك الخاص للطلبة الضباط برسم السنة الدراسية 2016 / 2017. وأشاد الجنرال دو بريكاد عبد السلام بوحريبة مدير الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس في كلمة بالمناسبة بالعناية الخاصة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية لهذه المؤسسة العريقة، وكذا حرص جلالته باستمرار على أن يحظى التلاميذ الضباط بتكوين متميز وفي ظروف جيدة. ونوه مدير الأكاديمية الملكية العسكرية بالنتائج المشجعة التي حصل عليها التلاميذ الضباط بكافة الأفواج سواء على مستوى التكوين العسكري أو التعليم الجامعي، مشيدا بالنتائج المتميزة التي حققها تلاميذ الثانوية بمستوييها أولى وثانية بكالوريا. وأكد أن النتائج الممتازة التي حصل عليها التلاميذ الضباط هي باكورة سنة من الجد والعمل الدؤوب الذي حرصت خلالها إدارة هذه المؤسسة العريقة على بذل أقصى الجهود حتى يتلقى التلاميذ الضباط تكوينا عسكريا وجامعيا يتميز بالجودة العالية تماشيا مع مستجدات العصر كما هو الشأن في أحدث الكليات العسكرية على الصعيد العالمي. وأوضح الجنرال دو بريكاد عبد السلام بوحريبة أن الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس قامت خلال هذه السنة بغية تحقيق الأهداف المحددة من طرف القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية بمجهودات كبيرة سواء على مستوى إعادة تأهيل بعض المرافق الحيوية لتوفير ظروف عيش أفضل أو على مستوى التكوين بدعم وتأهيل التلاميذ حتى يتسنى للضباط الجدد القيام بمهامهم المستقبلية بكل إتقان وتفان سواء لخدمة الوطن والدفاع عن وحدته الترابية أو القيام ببعض المهام الخارجية في إطار العلاقات الثنائية للمملكة أو المشاركة في التجريدات العسكرية تحت لواء الأممالمتحدة. وأضاف أن هذه المؤسسة العريقة واصلت خلال هذه السنة في إطار الجهود المبذولة لتوفير الظروف الملائمة لتكوين التلميذ الضابط وتمكينه من استيعاب الدروس النظرية حتى يتمكن من تطبيقها على أرض الواقع بطريقة سليمة إنجاز مشروعين مهمين يتمثل الأول في استكمال بناء جناح جديد لإيواء فوج التلاميذ ضباط السنة الرابعة مع كل مستلزماته بينما يتمثل المشروع الثاني في بناء مركز لأنظمة المحاكاة التقنية والتكتيكية الذي يتضمن مجموعة من التخصصات، مشيرا إلى مجموعة من المشاريع الأخرى التي يجري تنفيذها بالأكاديمية والتي تروم الرفع من مستوى التكوين سواء العسكري أو الجامعي. وأشاد مدير الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس بالمفتشية العامة للقوات المسلحة الملكية ورؤساء مكاتب ومفتشيات أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية على دعمهم المتواصل للأكاديمية حتى تتمكن من القيام بمهامها النبيلة في أحسن الظروف، منوها بالتعاون المثمر الذي يجمع الأكاديمية الملكية العسكرية بمؤسسات التعليم العالي وتكوين الأطر خاصة جامعة مولاي إسماعيل بمكناس وجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس وكذا جامعة محمد الخامس بالرباط بالإضافة إلى المعهد الفرنسي بمكناس. بعد ذلك قام الجنرال دو ديفيزيون المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وعدد من كبار الضباط بتسليم مجموعة من جوائز التميز على عدد من التلاميذ الضباط المتفوقين بالفوجين 91 من السلك العادي والعاشر من السلك الخاص والذي يضم في المجموع 447 متخرجا من ضمنهم 19 من التلاميذ الضباط الذين ينتمون لبلدان صديقة وشقيقة كالبنين وبوركينا فاسو والكاميرون والكونغو برازفيل والكوت ديفوار والغابون وغينيا كوناكري ومالي وموريتانيا والنيجر والجمهورية الديموقراطية للكونغو والسينغال. وتميز هذا الحفل الذي حضره عامل مكناس عبد الغني الصبار وعدد من كبار الضباط ورجال القضاء وممثلو السلطات المحلية والمنتخبون بتنظيم مراسيم تسليم العلم والمشاعل من الطلبة الضباط الخريجين إلى طلبة الفوج المقبل في لوحة تعبيرية جميلة تعكس الروح الوطنية العالية ضمن تقليد تكرسه الأكاديمية الملكية العسكرية منذ تأسيسها تأكيدا على مواصلة الطلبة الضباط التشبث بالضوابط المعمول بها وتحملهم المسؤولية والتحلي بالانضباط وروح المسؤولية. يشار إلى أن تسليم علم الأكاديمية الملكية العسكرية خلال حفل التخرج من طرف الضباط المتخرجين من الأكاديمية إلى طلبة الفوج المقبل هو تقليد عريق دأب التلاميذ الضباط على المحافظة على طقوسه سنويا، ويعكس في ثناياه التشبث المطلق للطلبة الضباط بالمبادئ والقيم التي شكلت على الدوام مرجعية علم الأكاديمية الذي يحيل على ديمومة واستمرارية الفضائل الموروثة التي كانت ولا تزال هي الموجهة للشباب نحو مستقبل مشرق وغد أفضل تسود فيه قيم الكرامة والتضحية بالغالي والنفيس في سبيل شعارنا الخالد الله الوطن الملك.