استقبل عدد من الآباء والأمهات حافلتي النقل، اللتين وصلتا، مساء الأحد، إلى مستشفى سيدي سعيد بمكناس وعلى متنهما أبناؤهم الطلبة العائدون إلى المغرب من مدينة ووهان الصينية، بالزغاريد و"الصلاة على النبي"، فيما ذرفت أمهات الدموع فرحا بإجلاء أبنائهن من بؤرة فيروس "كورونا المستجد" المتفشي بإقليم خوبي الصيني. وتم تأمين وصول الطلبة المغاربة انطلاقا من مطار بنسليمان نحو موقع استقبالهم بمدينة مكناس، كما عاينت ذلك هسبريس، عبر حافلتين من الجيل الجديد، رافقتهما مجموعة من سيارات الإسعاف، ومركبات ودراجات نارية تابعة لمصالح الدرك الملكي، التي قامت بخفر وتأمين الموكب الذي اتجه نحو العاصمة الإسماعيلية عبر الطريق السيار. وتمت عملية ولوج الحافلتين، وعلى متنهما 97 راكبا، ضمنهم زوجان وطفلاهما، إلى مستشفى سيدي سعيد، حيث سيخضعون للمراقبة الطبية الاحترازية لمدة 20 يوما، وسط تعزيزات أمنية وطبية مكثفة، حيث تم منع دخول الصحافيين وآباء وأمهات الطلبة إلى المستشفى. وكان آباء وأمهات هؤلاء الطلبة قد حجوا إلى باب المستشفى منذ الصباح الباكر، ورفعوا لافتة عبروا فيها عن شكرهم للملك على تدخله لإعادة أبنائهم إلى أرض الوطن. وشوهد حضور مكثف للفرق الطبية والتمريضية، وهي تجوب ساحة المستشفى واضعة الكمامات والألبسة الواقية، فيما أكدت مصادر طبية لهسبريس أنه تم إجراء الفحوصات اللازمة على الطلبة العائدين، وأخذ العينات اللازمة منهم من أجل إخضاعها للتحليلات الضرورية للتأكد من خلوهم من الفيروس المتسبب في الإصابة بهذا الوباء الفتاك. إلى ذلك، أكد مدير الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة، محمد اليوبي، أن الخطة التي تم وضعها من أجل استقبال المواطنين العائدين من مدينة ووهان الصينية تسير كما كان مخططا لها مع جميع القطاعات المتدخلة، من مصالح وزارات الخارجية والداخلية والصحة، ومصالح الصحة العسكرية، ومصالح الدرك الملكي. وأضاف اليوبي، في تصريحه لهسبريس، أن العائدين خضعوا لفحص طبي أولي في ووهان، وأن رحلتهم مرت في ظروف جيدة ولم يُسجل خلالها أي عارض صحي، مشيرا إلى أن الفحص الثاني على أرضية مطار بنسليمان أظهر خلو الجميع من أي علامات للإصابة بفيروس "كورونا المستجد". وأكد المسؤول الطبي ذاته أن مستشفى سيدي سعيد، الذي خصص، إلى جانب المستشفى العسكري بالرباط لاستقبال العائدين، جاهز لتوفير جميع ظروف الراحة للمواطنين المعنيين طيلة فترة إخضاعهم للمراقبة الطبية، بعد أن تمت، مؤخرا، إعادة تهيئته وهيكلته وتجهيزه بالمعدات الحديثة. مدير الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة أوضح أنه تمت مراعاة هدفين في عملية إخضاع الطلبة العائدين للمراقبة الطبية، هما سلامتهم الصحية، وسلامة عائلاتهم والمحيط ككل، مشيرا إلى أن وزارة الصحة على استعداد كامل وجاهزية تامة للتعامل مع أي طارئ.