عاشت مدينة مكناس يوم الاحد 2 فبراير الجاري حدثا استثنائيا ومتميزا يتجلى في استقبال 97 طالبا وطالبة مقيمين بالصين كانوا يتابعون دراستهم بمنطقة ووهان، غادروها بعد انتشار فيروس كورونا وتنفيدا لتعليمات صاحب الجلالة تلبية للنداء الذي أطلقه الطلبة وذويهم، واستجاب له سريعا الملك وكان له أثر كبير في نشر أجواء الفرح وتبديد كل مشاعر الخوف والتوجس والشكوك التي كانت منتشرة. 1_ترقب واستنفار بمستشفى سيدي سعيد: ساعات قبل قدوم الحافلتين اللتين تقلان الطلبة القادمين من الصين عبر طائرة حطت بمطار ابن سليمان وعلى متنها 167 طالبا، 97 منهم ستتوجه لمدينة مكناس، انتشرت أمام المستشفى وداخله جل تلاوين الأمن و الدرك الملكي والسلطات المحلية والاقليمية باختلاف رتبهم ومهامهم. كما عرف المستشفى استنفارا طبيا وتمريضيا كبيرا غير مسبوق، ضم أطقما محترفة ومدربة تدريبا خاصا تابعة لوزارة الصحة والطب العسكري. وكان بانتظار الطلبة مدير مديرية الأوبئة و مراقبة الصحة التابعة للوزارة، والمدير الجهوي لجهة فاسمكناس، والمندوب الاقليمي لمكناس ومديري مستشفى سيدي سعيد ومحمد الخامس، بالاضافة الى عامل عمالة مكناس ومسؤولين يمثلون مختلف الاجهزة الامنية. هذا في الوقت الذي كان بانتظار الطلبة أسرهم وعائلاتهم القادمين من مناطق مختلفة من المغرب " سوس، الدارالبيضاء، مكناس ..."مرابطين ببوابة ومحيط مستشفى سعيد يترقبون وصول فلذات كبدهم. 2- عائلات الطلبة يشكرون الملك: في أجواء عنوانها الترقب والانتظار الممزوجة بمشاعر الرضا والفرح البادية على محيا أفراد أسر الطالبات والطلبة الذين سيستقبلهم مستشفى سيدي سعيد، عبروا في تصريح ل"أحداث أنفو" بلسان منسقتهم الوطنية مع الجهات والادارات المعنية وعضوة أخرى بالتنسيقية، عن "حجم سعادتهم وامتنانهم للالتفاتة المولوية تجاه رعاياه الذي تدخل وأعطى أوامره وتعليماته السامية من أجل إحضار أبنائهم لوطنهم، وإبداء جلالته اهتمامه الكبير برعاياه وإن تواجدوا بأبعد نقطة بهذا العالم...". كما أفصحوا عن ارتياحهم بعد زيارة مرافق مستشفى سيدي سعيد الذي سيحتضن فلذات كبدهم لمدة 20 يوما، الذي سيوفر لهم كل ظروف الراحة والاستقبال المتميز، سيما أن المستشفى خضع لعملية تأهيل منذ سنتين ولم يفتح أبوابه حتى يوم الاحد من خلال استقبال الطلبة المعنيين. 3- وصول الطلبة تحت أصوات الزغاريد والصلاة على الرسول:
عند الساعة الرابعة و15 دقيقة من عصر الأحد، ووسط أجواء الترقب والانتظار ، تسللت الى مسامع الجمهور منبهات سيارات الشرطة والدراجات النارية التابعة لعناصر الدرك الملكي امشكلة لموكب مهيب، وبدأ صوتها يرتفع إيذانا بوصول حافلتين تقلان الطلبة القادمين من مطار ابن سليمان. بعد خضوعهم لفحص أولي بالمطار وتقسيمهم لمجموعتين، الاولى ستقصد المستشفى العسكري الدراسي بالرباط، والمجموعة الثانية التي تضم 97 طالبا من أصل 167، ستتوجه الى مدينة مكناس. فتحت للحافلتين الأبواب الموصدة لتلجان المستشفى، تحت أصوات الأمهات اللواتي رددن عبارات الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصدحت حناجرهن بالزغاريد تعبيرا عن فرحهن بقدوم أبنائهن وبناتهن من دولة الصين، حاملات رفقة صغارهن وازواجهن لافتة يشكرون من خلالها صاحب الجلالة، "الذي أعطى تعليماته السامية بإعادتهم الى ارض الوطن وتوفير كل الوسائل اللازمة والملائمة الخاصة باستقبالهم في أحسن الظروف . كما وقف على ذلك قبل أيام وزير الداخلية ووزير الصحة والجنرال حرمو شخصيا قبل وصول واستقبال الطلبة. 4- غرف وقاعات مجهزة لاستقبال الطلبة: من أجل إنجاح العملية، وفرت إدارة مستشفى سيدي سعيد والمسؤولين الصحيين محليا ووطنيا الظروف الملائمة لاستقبال 97 طالبا وطالبة، تم توزيعهم على ثلاثة أجنحة بشكل اختياري، جناحان للذكور، وجناح خاص بالاناث البالغ عدهن 35 طالبة. كما تم جمع طالب متزوج مع زوجته بغرفة واحدة مراعاة لحالتهما الاجتماعية، كما وفر المستشفى قاعة لاستقبال أسر الطلبة وقاعة للالعاب والترفيه والترويح عن النفس خلال مدة الإقامة. فبمجرد نزولهم من الحافلتين قصدوا غرفهم بغية أخذ قسط من الراحة بعد رحلة سفر طويلة وشاقة، ليتناولوا بعدها وجبة الغذاء وفق نظام غذائي خاص تستلزمه مدة اليقظة والمراقبة الطبية التي يخضعون لها، ثم استفادتهم من فحوصات بسيطة وروتينية. 5- مدير مديرية الأوبئة ومراقبة الأمراض يوضح ويطمئن المغاربة: أكد محمد اليوبي مدير مديرية الأوبئة ومراقبة الأمراض بوزارة الصحة أن عملية نقل الطلبة والطالبات المغاربة من مدينة وهام الصينية تنفيذا للتعليمات الملكية التي أمنتها طائرة تابعة للخطوط الملكية الجوية استغرقت 11 ساعة تحت إشراف أطقم طبية وتمريضية تابعة لوزارة الصحة والصحة العسكرية مرت في ظروف جيدة. وعند وصول الطائرة إلى مطار بنسليمان تم إخضاع الطلبة والطالبات البالغ عددهم 16 افحص ثان قبل توزيعهم إلى مجموعتين تم المجموعة الأولى البالغ عددها 70 طالبا وطالبة إلى المستشفى العسكري الدراسي بالرباط. فيما نقلت المجموعة الثاني المتكونة من 35 طالبة و62 طالبا بواسطة حافلتين جديدتين إلى مستشفى سيدي سعيد بمكناس، حيث تم توزيعهم داخل ثلاثة أجنحة حسب اختيارهم جناحان خصصا للطلبة الذكور وجناح للطالبات الإناث . واعتبارا لحالة اجتماعية لطالب متزوج تم جمعه وزوجته وابنهما داخل غرفة خاصة. وأضاف ذات المسؤول خلال حديثه مع " أحداث آنفو" أن حالات جميع الطلبة سليمة وهم الآن مرتاحون ويتناولون حاليا وجبة غذائهم المحضرة لهم.