استقبل مستشفى “سيدي سعيد” بالعاصمة الإسماعلية مكناس، أمس الأحد، 97 طالبا مغربيا بإقليم ووهان بجمهورية الصين الشعبية، بعد عودتهم بتعليمات ملكية، مباشرة بعد انتشار فيروس “كُورُونَا”، الذي أودى بحياة المئات من الأشخاص. وشهد المستشفى حالة استنفار غير مسبوقة، استعدادا لاستقبالهم، وفق إجراءات احترازية كبيرة بوشرت منذ الساعات الأولى من صباح أمس الأحد، ومازالت متواصلة حماية للطلبة وعائلاتهم وكل المرتفقين، وخوفا من أي طارئ محتمل. قافلة الإنقاذ: في تمام الساعة الرابعة عصرا حلت حافلتين محملتين بهذا العدد من الطلبة من مجموع 167 مغربيا أخلوا من إقليم “ووهان”، ونقلوا على مثن طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية، قبل وصولهوم إلى مطار بن سليمان، ونقلهم برّا عبر مجموعتين، واحدة بمكناس والثانية بالمستشفى العسكري بالرباط. الحافلتان كانتا تحت حراسة أمنية جد مشددة على طول المسافة بين بن سليمان ومكناس، من قبل عناصر من الدرك الملكي، ومرفوقتا بسيارة إسعاف تابعة للوقاية المدنية، كما أنها مجهزة بالأجهزة اللاّزمة، وحافلة صغيرة أقلت الطاقم الطبي المكلف بالتدخل في أي طارئ. أمام باب المؤسسة الصحية المذكورة ضربت حراسة مشددة، ورابطت عائلات الطلبة طيلة ساعات، قبل أن تستقبل الوفد بالزغاريد وعبارات الانشراح لنجاة أبنائهم من شبح الموت المخيم بسبب الانتشار الكبير لفيروس “كُورُونَا”. إجراءات احترازية: قبل الإقلاع من مطار بن سليمان أخضع العائدون من “ووهان” إلى إجراءات طبية احترازية للتثبت من سلامة أبدانهم من طرف طاقم طبي وتمريضي مدرب ومكون خصيصا لهذا الغرض، وهي المواكبة والتتبع التي رافقت موكبا في الطريق من بن سليمان إلى مكناس، وأثناء إيوائهم بمسشفى سيدي سعيد. وأشار محمد اليوبي مدير مديرية الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة، في تصريحات صحفية، إلى سلامة الطلبة. وأوضح أن المراقبة الطبية ستستمر طيلة 20 يوما للتتبث من حالتهم الصحية، وفي حالة ضبط أي حاجة مشكوك فيها سيتم التعامل معها بالاحتراز اللاّزم وعزلها عن باقي العائدين. وأوضح المسؤول نفسه أن التحاليل المخبرية اللاّزمة بوشرت بمجرد عودة الطلبة واستراحتهم، كما كل الإجراءات المفروض اتخاذاها في مثل هذه الحالات، تحسبا لأي طارئ وحماية للمعنيين ولأفراد عائلتهم. ارتياح عائلي: في ثلاث قاعات مجهزة بالأسرة والأفرشة الجديدة والوسائل الطبية اللازمة، تم إيواء الطلبة العائدين، فيما خصصت قاعة أخرى جهزت بالأرائك لاستقبال العائلات، وتوفير كل ظروف الراحة والاستراحة لاستعادة توازن حالتهم النفسية التي اهتزت جرّاء الخوف الشديد الذي عاشوه طيل حذر التجول عليهم بجمهورية الصين. وتم إيواء الذكور، حسب مصادر “كود”، في قاعتين، مقابل قاعة واحدة تم فيها إيواء 35 طالبة. وفي مبادرة استحسنها الجميع تم جمع طالبة وزوجها وابنها في غرفة واحدة، حفاظا على التلاحم العائلي، وحرصا من مسؤولي قطاع الصحة على توفير الظروف الأسرية الملائمة. كل هذه الإجراءات لقيت استحسان عائلات الطلبة التي وفدت على المدينة من مدن مختلفة للاطمئنان على الحالات الصحية لابنائهم، شاكرة كل من ساهم في عودتهم السيلمة إلى أرض الوطن بعدما عاشوا جحيما جراء حذر التجول ومنعهم من مغادرة مقرات سكناهم، في ظل الجوع والخوف الشديدن. وزير الصحة ل”كود”: البروفيسور خالد آيت الطالب، وزير الصحة، قال أنه تم تنفيذ واحترام التعليمات الملكية حرفيا في ما يخص نقل هؤلاء الطلبة الذين وضعتهم السلطات الصينية تحت الحجر الصحي بسبب فيروس “كورونا”. وأكد الوزير آيت الطالب أن اختيار مستشفى “سيدي سعيد” جاء لتوفره على كل وسائل الراحة من أرائك وأفرشة ووسائل الترفيه، مما خلف ارتياحا كبيرا في صفوف الطلبة وعائلاتهم التي لم تخفي فرحتها لإنقاذ حياة أبنائها ونجاتهم من الخطر. وأوضح أن العائدين هم طلبة وليسوا مرضى، مؤكدا أن كل الفرقاء المتدخلين، خاصة على مستوى وزارات الصحة والداخلية والخارجية، ومصالح الدرك الملكي والأمن الوطني، ساهموا كل من جهته في نقل الطلبة إلى من “ووهان” إلى المغرب، وتأمين نقلهم برا على مستوى التراب الوطني.