وصلت الطائرة التي أمر جلالة الملك محمد السادس بتخصيصها من أجل إعادة المغاربة المقيمين بمدينة ووهان الصينية إلى أرض الوطن، فيما أفادت وزارة الصحة، أن عملية إعادة المواطنين المغاربة تم تنظيمها كما هو مخطط لها، تنفيذا للتعليمات السامية لجلالة الملك محمد السادس، وبتنسيق تام بين جميع القطاعات المتدخلة. وحطت، أمس الأحد، طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الملكية، بمطار بنسليمان، وعلى متنها الطلبة المغاربة العالقين بمدينة “ووهان”، فيما أشارت مصادر متطابقة أن الطائرة كان على متنها 167 راكبا، ضمنهم 53 امرأة والطاقم الطبي الذي رافقهم خلال الرحلة التي استمرت لأزيد من 13 ساعة. إلى ذلك، أوضحت الوزارة في بلاغ لها، أنه تم تخصيص فريق مكون من أطباء وممرضين، مدنيين وعسكريين، لمرافقة العائدين من مدينة ووهان الصينية حتى مواقع استقبالهم بمستشفى سيدي سعيد بمكناس والمستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط، مشيرة إلى أنه سيتم وضعهم تحت المراقبة الطبية الدقيقة لمدة 20 يوما من طرف فرق طبية وتمريضية مكونة ومدربة لهذا الغرض. ومن أجل الحفاظ على أمنهم الصحي وأمن عائلاتهم، وتوفير ظروف راحة مثلى لهم خلال فترة المراقبة الطبية، فقد تم -بحسب البلاغ – إعداد هذه المواقع بعناية بالغة وتجهيزها بكل الوسائل الطبية اللازمة، مؤكدة أنه لم يتم لحد الآن تسجيل أي حالة إصابة بهذا المرض بالمغرب، مضيفة أنها ستواصل بانتظام إبلاغ المواطنين عن التتبع الطبي للأشخاص العائدين، وكذا بتطورات الوضعية الوبائية المرتبطة بهذا الإنذار العالمي. وكان الديوان الملكي قد قال إن جلالة الملك محمد السادس قد أمر بإجلاء 100 مواطن معظمهم من الطلاب، من مدينة ووهان الصينية التي توصف بأنها بؤرة تفشي فيروس كورونا المستجد، واتخاذ الإجراءات اللازمة على مستوى المطارات والموانئ لمنع تفشي هذا المرض في المملكة. وتأتي خطوة جلالة الملك محمد السادس بعد النداءات المستعجلة من المغاربة في ووهان وعدد من المراكز الحقوقية، التي طالبت بإيجاد حل لهؤلاء المغاربة، الذين كانوا محاصرين في بيوتهم بسبب الإجراءات الاحترازية التي قامت بها السلطات الصينية من أجل محاصرة فيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة عشرات الأشخاص وأصاب الآلاف عبر العالم. إلى ذلك، دخلت القوات المسلحة الملكية على الخط واستنفرت مصالحها الصحية بكل من مكناس والرباط تحسباً لأي طارئ يقتضي الاستعانة بمستشفياتها العسكرية. ورغم أنه لم يتم تسجيل أي إصابة في صفوف المغاربة المتواجدين بإقليم ووهان، إلا أن الإجراءات الطبية تفرض وضعهم تحت الحجر الصحي وعزلهم عن العالم الخارجي لفترة محددة، لأن الفيروس يمكن أن يظهر فيما بعد، أو تحسبا لوجود أي إصابات أو الاشتباه في أعراض المرض القاتل.