وصفوا قرار استدعاء السفير المغربي بدكار للتشاور "بالقرار المتسرع"، وأكدوا على عراقة العلاقات السنغالية المغربية المتميزة على مر العصور "" عبر عدد من الطلبة السنغاليين الذين يتابعون دراستهم بمختلف الكليات والمعاهد العليا سواء الحكومية منها أو الخاصة عن قلقهم إزاء ما وصفوه "بالقرار المغربي المتسرع باستدعاء السفير المغربي بدكار من أجل التشاور". وعبروا عن خشيتهم لانعكاسات مثل هذه القرارات على مستوى العلاقات بين الرباط ودكار والتي ظلت إلى عهد قريب تتسم بالتميز والتعاون المثمر بين الإخوة الأشقاء على جميع الأصعدة والمجالات حتى صار يضرب المثل بها والتي صارت مرجعا يحتدا به على مستوى العلاقات العربية الإفريقية. وقد اعتبر الطلبة السنغاليون بأكادير على أن مثل تلك الإجراءات المتسرعة لن تكون في مصلحة الطرفين خصوصا وأن الحكومة بدكار أحست بنوع من المهانة عقب قرار الرباط المفاجئ باستدعاء سفيرها المعتمد بدكار للتشاور الشيء الذي دفع بهذه الأخيرة إلى اتخاذ نفس الخطوة حيث قامت باستدعاء سفيرها المعتمد بالرباط للتشاور، خصوصا وأن السفير المغربي على حد علمهم ليس معتمدا لدى "جاك بودوان" سكرتير الحزب الاشتراكي السنغالي المعارض. بل هو ممثل المغرب لدى حكومة الرئيس السنغالي الحالي "عبدو اللاي واد". وكان على الرباط أن تبادر إلى عقد جلسة تأملية لتحليل الأسباب الكامنة وراء التغيير المفاجئ في موقف كبار مسؤولي الحزب الاشتراكي المعارض من قضية الوحدة الترابية للمغرب بدل ارتكاب خطأ دبلوماسي جسيم قدمت من خلاله الرباط فرصة ذهبية للأعداء وحدتها الترابية للاصطياد في الماء العكر. لقد أدرك الطلبة السنغاليون خطورة الرد المغربي المتسرع وعبروا عن خشيتهم لما اعتبروه "التداعيات الممكنة بفعل الانزلاقات الخطيرة على مستوى العلاقات السنغالية المغربية" وجددوا دعوتهم إلى الحكومتين المغربية والسنغالية بضرورة ضبط النفس وعدم الوقوع في شراك الاندفاع والتصرع كونهما سيجران الطرفين إلى مرحلة غير مسبوقة من التوترات الله وحده يعلم مدى حجم نتائجها ليس فقط على مستوى العلاقات بين البلدين بل على صعيد المنطقة بأكملها. وقد أعربوا عن أملهم في أن يتم تجاوز هذه المرحلة بشكل سريع، وأن تعود مياه العلاقات بين البلدين إلى مجاريها. كما جددوا ثقتهم في حكمة وبصيرة أمير المؤمنين الملك محمد السادس وثقتهم في الأسرة الملكية المشهود لها بكثير من المبادرات الأخوية تجاه الشعب السنغالي. وفي نفس الإطار قام أزيد من 3000 مواطن سنغالي بالتظاهر خلال الأسبوع الماضي أمام مقر الحزب الاشتراكي السنغالي بدكار، احتجاج على التغير المفاجئ في موقف كبار مسؤولي الحزب تجاه قضية الوحدة الترابية للمغرب من خلال الإدلاء بتصريحات غير مقبولة في شخص سكرتير الحزب "جاك بودوان" خلال مؤتمر ما يعرف ب"جبهة البوليساريو" بتيفارتي. ورفع المتظاهرون شعارات تشيد بالعلاقات السنغالية المغربية وهتفوا بحياة أمير المؤمنين الملك محمد السادس. هذا وقد صرح الناطق باسم الخليفة العام للتجانين "عبد العزيز سيرجنيور" في تصريح أدلى به إلى ممثلي وسائل الإعلام السنغالية والدولية التي جاءت لتغطية أطوار هذه المظاهرة "إن التجانيين بالسنغال يدينون تصريحات سكرتير الحزب الاشتراكي "جاك بودوان"" وأضاف على "أن المغرب والسنغال تجمعها روابط أخوية عريقة، ونحن لا نقبل في جميع الأحوال تعكير صفو هذه العلاقات من قبل الحزب الاشتراكي".