قرر المغرب والسنغال اللذان استدعيا ممثليهما الدبلوماسيين اثر ازمة بين البلدين، "عودة فورية" لسفيريهما الى مركزيهما، على ما اعلنت وزارة الخارجية المغربية الجمعة. "" وفي دكار، اوضحت وزارة الخارجية السنغالية ان الحكومتين اتخذتا هذا القرار اثر "لقاءات اخوية" بين وزيري خارجيتهما، الشيخ تيديان غاديو )السنغال) والطيب الفاسي الفهري (المغرب)، بحسب بيان نقلته وكالة الانباء السنغالية الرسمية.ولم يحدد مكان هذه "اللقاءات" وجدولها الزمني. وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية والتعاون المغربية في الرباط "قررت الحكومتان المغربية والسنغالية العودة الفورية لسفيري البلدين الشقيقين الى منصبيهما، وذلك بهدف مواصلة مهامهما خدمة للعلاقات المتميزة والجيدة التي وحدت، عبر قرون، البلدين والشعبين". وتم في 19 دجنبر استدعاء السفير المغربي في السنغال اثر تصريحات ادلى بها مسؤول في الحزب الاشتراكي السنغالي اعتبرت "غير ودية" للمغرب اذ ايدت جبهة البوليساريو في مطالبتها باستقلال الصحراء الغربية التي ضمها المغرب عام 1975. واستدعت السنغال بدورها سفيرها في الرباط في انتظار "توضيحات" من المغرب. عودة وشيكة للسفير المغربي إلى إسبانيا من جهة ثانية يصارع الوزير الأول الإسباني لويس ثاباثيرو الزمن ويحاول بكل إمكانياته إقناع ملك المغرب محمد السادس بعودة السفير قبل دخول حزبه إلى الانتخابات التشريعية التي ستنظم هذه السنة، لأنه يعرف أن عدم العودة ستستغل جيدا من قبل اليمين. وعرف على ثاباتيرو علاقته الوطيدة بالمغرب منذ أن كان في المعارضة على عهد حكومة خوسي ماريا أثنار، إذ زار المغرب على خلفية قضية "جزيرة ليلى"، وحاول رأب الصدع، كما أن العلاقات بين البلدين خلال حكم الاشتراكيين كانت متميزة على كافة المستويات، غير أن زيارة الملك خوان كارلوس نهاية السنة الماضية إلى مدينتي سبتة ومليلية أعادت العلاقات إلى سابق عهدها (بخصوص التوثر) إذ استدعى المغرب سفيره وظل هذا السفير في الرباط إلى حدود اليوم. الوزير السابق والدبلوماسي المغربي الخبير في العلاقات المغربية الإسبانية العربي المساري، قال في تصريح صحافي، إن إسبانيا غير مستعدة لأن تتحمل القطيعة الدبلوماسية مع المغرب، وأضاف في حوار مع "المساء" "المغرب نفسه غير مستعد" لتحمل هذه القطيعة، وأضاف أن على المغرب أن يبذل مجهودات لتطويق أية أزمة بين البلدين. التفاؤل بعودة السفير عبر عنه الطيب الفاسي الفهري خلال ندوة مشتركة عقب انتهاء زيارة موراتينوس، فبعد أن أقر أن العلاقات المغربية الإسبانية شهدت تدهورا بسبب زيارة خوان كارلوس للمدينتين، قال الطيب الفاسي الفهري أن مباحثاته مع موراتينوس أكدت على ضرورة العمل سويا في نطاق الاحترام المتبادل، وعدم المس بالمشاعر الوطنية لشعب جار"، وأضاف "بهذه الروح ينبغي العمل على تطوير العلاقات الثنائية المتميزة، حتى تسير في اتجاه إيجابي سواء بالنسبة لحفظ السلم والأمن في المنطقة، أو لخدمة المصالح العليا للبلدين الجارين. وتفادى موراتينوس، من جهته توظيف كلمة "أزمة" واكتفى بالحديث عن "الحالة الصعبة" لتوصيف العلاقات بين البلدين، وعبر عن أمله بأن يعمل الطرفان على تطوير العلاقات في إطار الحوار. زيارة موراتينوس إلى المغرب جاءت قبل أيام من حادثة طريفة كان ضحيتها وزير الخارجية واستغلها اليمين المعارض سياسيا، فخلال رده بالبرلمان على سؤال لغوستافو دي أرستيغي، الناطق الرسمي في الشؤون الخارجية للحزب الشعبي، يتعلق بتداعيات زيارة ملك اسبانيالسبتة ومليلية، رد موراتينوس قائلا "يا سيد غوستافو في عهد من زار ملك اسبانيا المغرب"، ثم أردف "سبتة ومليلة". هذا الخطأ الذي لا يغتفر في إسبانيا، اعتبر من قبل اليمين إقرارا من رئيس الدبلوماسية بمغربية مدينتي سبتة وميليلية المحتلتين، فكان أن تعرض الوزير لحملة كبيرة.