من المعروف أنَّ المُسلِمَ يَبتدئ أفعالَه بالبسملة («بٱسم ٱللّهِ، ٱلرَّحمان ٱلرَّحيم») في الوقت نفسه الذي يبدأ آخرُون - من غير المُسلِمين أو من المُسلمين الغافِلين- كُلَّ ما يَأْتُونَه من أفعالٍ بِذِكْرِ أسمائهم أو تأكيد أَنَاهُم كأنّ نِسبةَ الأفعال إلى مُكتسبِها يُعبِّر حقيقةً عن جَريانها السببيّ على يَدَيْه و"بٱسمه" وليس مجرد عادةٍ يَكفُر النّاسُ بواسطتها فضلَ مُنْطِقهم الذي جعل "ٱللُّغةَ" تَسْتَعْمِلُهم من حيث إنَّهم يَظنُّون أنَّهم لها فاعِلُون! من هنا تَبْدأُ مُساءَلةُ "ٱلإسلام" ل"ٱلحداثة". فأنتَ الذي تَجِدُ نفسَك كما لو كُنتَ "ٱلفاعلَ ٱلحقيقيَّ" لِكُلّ ما يَصدُر عنك، إنَّك ما إِنْ تُحقِّقْ في أمر "ذاتِك" بالنِّسبة إلى شُروط ٱلوجود وٱلفعل في هذا ٱلعالَم حتى تَقِفَ على أُمِّ نقائصك: ما أنتَ سوى ٱلتّجلِّي الظاهر ل"بِنيَةٍ فاعِلةٍ" تُحدَّدُ، بواسطة "ٱلعِلْم"، في ما يُسَمَّى تارةً «نسق ٱلتّفاعُلات بين ٱلقُوى ٱلكُبرى وٱلصغرى في ٱلكون» (أو "نِظام ٱلعالَم") ؛ وتارةً أخرى في "ٱلبنيات ٱلتّاريخيّة وٱلِاجتماعيّة" (أو، بإيجاز، في "ٱلمُجتمع" و"ٱلتّاريخ")! تُرَى، ما "نِظام ٱلكون" وما "نظام ٱلمُجتمع/ٱلتّاريخ" الذي بِٱسم أحدهما أو بٱسمهما كِلَيْهما تَفعلُ وتَتحدَّث طَوْعًا أو كَرْهًا؟ يَهْدِينا "ٱلعِلْمُ ٱلحديث" (بل "ٱلعلم ٱلحَدَاثِيّ" في ظنِّ بعضهم) إلى أنّ الأمر يَتعلّق ب«نَسَقٍ من ٱلبِنْيات غير ٱلواعية ٱلمُحَدِّدة لإمكان ٱلفعل ٱلإنسانيّ في هذا ٱلعالَم كجُملةٍ من ٱلعَلاقات المَشروطة». فبِٱسْمِ هذه "ٱلبِنْيات" لا تَفْتأُ تَفعلُ وتتكلّمُ أنت الذي تُنْكِرُ على المُسْلِم تَسليمَه ٱبتداءً بأن كُلَّ ما كان ويكون في هذا العالَم إنّما هو «بِٱسْمِ ٱلكائنِ ٱلأَكْمَلِ ٱلمُتَعالِي»، أيْ « بِٱسم ٱللّهِ الذي لا إلَاهَ إِلَّا هُو»، وليس « بِٱسْمِ نَسقٍ من ٱلبنيات غير ٱلواعية ٱلتي تُمَكِّنُكَ - هكذا!- من ٱلفعل في هذا ٱلعالَم» ؛ إِلَّا أَنْ يكونَ هذا هو "ٱلِاسم ٱلآخر" الذي يَرتضيه "ٱلعِلمُ" للتّعبير عن "ٱللّه" عز وجَلَّ! فَأَيُّ "عقل" أو "تعقيل" يَستطيعُ أنْ يُقِيمَ المُفاضلَة الحَداثِيّةَ بين إيمانٍ ب«كائنٍ مُطلَقِ ٱلوُجود وٱلقُدرة وٱلإرادة وٱلعلم» وإيمان ب«بِنَاءٍ فِكْرِيٍّ يَجعلُ كل ٱلفعل في هذا العالَم مَعْلُولًا لعَلاقاتٍ غير واعية وغير مُتَعَيِّنة»؟! وكيف يجب، على مُستوى "ٱلحداثة"، أنْ تُضْمَنَ المَعْقُوليّةُ فقط لهذا ٱلإيمانِ ٱلأخير؟! إنّ الذي يَغِيب عن إدراك كثيرين أو يُتجاهَلُ عَمْدًا إنّما هو الأصلُ ٱلإيمانيُّ في كل ما يُنْسَب من تَفَرُّدٍ وسُمُوٍّ إلى "ٱلحداثة". فأهَمُّ ما يُقَوِّمُ "ٱلحداثةَ" يَتمثل في أنَّ "ٱلعَقْل"، كَكُلِّيٍّ بشريٍّ، حَقُّهُ أَنْ "يُفَعَّلَ" وَ"يُحَكَّمَ". فهل يُقْبَلُ "ٱلعقل" من لدن الإنسان الحَدَاثي من دُونِ إيمان؟ كيف يُمْكِنُك أنْ تُصَدِّقَ "ٱلحداثةَ" (وقِوَامها "ٱلعقل") من دون أنْ "تُؤْمِنَ" (ولو بِإِيمانٍ خَفِيٍّ في نفسك يَستعصي ظهورُه وإظهارُه على وعيك نفسه) ب"قيمة ٱلعقل" في ذاته؟ فإِنْ أنتَ آمَنْتَ أو كُنْتَ مُؤمنًا ب"ٱلعقل"، ماذا يُضِيرُك أنْ تَتَفَكَّر في وضعِ غَيْرك مِمَّنْ يُصَرِّحُ بإيمانه بأصلٍ آخرَ يَرى فيه الكِفايةَ في تأسيس كل ما هو ذُو قيمةٍ في عالَم البشر؟ ومن ثَمّ، فإنَّ إيمانَ المُسْلِم باللَّه لا يُمكنُ أنْ يَجعلَه "غَيْرَ حَدَاثِيٍّ" أو مُعارِضًا ل"ٱلحداثة" كما يَتوهَّم كثيرٌ من "ٱلمُتحادِثِين" الذين يَبْدُون مُتَحَفِّزِينَ لِمُساءَلةِ ٱعتقاداتِ غَيْرِهم ويُعْرِضُون عن التّساؤُل عن أساس ٱعتقاداتِهم نفسِها! وإِلَّا، فإنَّ ٱعتمادَ الحداثيِّ على "ٱلعقل" يَجعلُه "مُؤمنًا بأصلٍ" تمامًا كما يُؤمِن المُسلمُ بأصل، وبالتّالي فهو "قَدَامِيٌّ" و"مَاضَوِيٌّ" على النّحو نفسه الذي يُعدّ به المُسْلِم "قَدَامِيًّا" و"ماضويًّا" في نظر أدعياء "ٱلحداثة"! وبهذا تَعْلَمُ أنّ مُنَاهَضةَ "ٱلأصل ٱلإيمانيّ" في ذاته لا يُعْطِي "ٱلحداثةَ" أيَّ ٱمتيازٍ في مُساءَلتها إيمانَ المُسلم بِرَبِّه أصلا لكل ما سواه، بل بالعكس إنّ ٱلِامتيازَ كُلَّه حاصِلٌ للمُسلم في مُساءَلَتِهِ "ٱلحداثةَ" فيما تُخْفِي كَوْنَهُ أَصْلًا إيمانيًّا وتَبْنِي عليه، رغم ذلك، أفضليتَها تُجاه "ٱلإسلام"! ذلك بأنَّ "ٱلإيمانَ ٱلحَدَاثِيَّ" ب"ٱلعقل" يَحتاجُ أكثر من الإيمان الإسلاميّ باللَّه إلى الأصل المُقَوِّم، إذْ كيف تَستطيع أنْ تكتفي بالإيمان ب"ٱلعقل" أصلًا في التّوجيه إلى العمل من دون الإيمان بٱلصَّلاح الكُلِّيِّ للأمر أو ٱلإلزام العقلي؟ وهل يُمكنُكَ أنْ تُؤمن بإِمكانِ الأمر العقليّ من دون أنْ تُقِرَّ، في الوقت نفسه، بالأصل الدّينيّ لِمِثْل هذا الإيمان؟! ومَتَى كان يُقْبَلُ الأمْرُ أو الإلزامُ من دون قَبُول معنى "ٱلخُلُق" أو "ٱلدِّين" كأصلٍ للإلزام، أصل مُتَجَذِّرٍ ٱجتماعيًّا وتداوُلِيًّا؟! إنّك لَتَرَى، شيئًا فشيئًا، أنَّ المُساءَلة فِعْلٌ يَحِقُّ بِكُلِّ جدارةٍ للمُسلِم أنْ يُمَارِسَهُ على "ٱلحداثةِ"، فلا يبقى - إذًا- حِكْرًا لها ومَفْعُولُهُ أو موضوعُه دائمًا وبامتيازٍ "ٱلإسلام"! وأَكثر من ذالك، فليس من المُسَلَّم أبدًا أنْ تكون "ٱلحداثةُ" مَقصورةً فقط على "ٱلواقع ٱلغربيّ"، لأنَّ المُفْتَرض في "ٱلحداثة" أنْ تكون سَيْرورةً عالميّةً يَدخلُ فيها الفعل البشريّ المُتعلق بكُلِّ "ٱلعصر ٱلحديث". ولهذا، فإنّ جِمَاع الإنتاج البشريّ منذ القرن السابع عشر على مستوى الكرة الأرضيّة كُلِّها يُعَدُّ "حديثًا" أو "حَداثيًّا" بهذا القدر أو ذاك، من حيث إنّه يَخضع لشروط الإنتاج في العصر الحديث التي تَتحدَّد في ٱلِامتداد العالَميّ للاقتصاد، وٱزدياد ٱنفكاك الإنسان من رِبْقَة العبوديّة، وتنامي التّرشيد في التّنظيم والتّدبير ؛ مِمَّا يَجعلُ "ٱلحداثةَ" تتعارض، على الأصحّ، مع "ٱلجَداثَة" كاجْتِرَارٍ لِقِيَمٍ تُراثيّةٍ مَيِّتَةٍ وٱستمرارٍ في تقليد السّلف وعدم تحصيل وٱستعمال وسائل "ٱلإِحْدَاث" المُسْتَقِّل. لَكنَّها لا تتنافى مع "ٱستحياء ٱلتُّراث" و"ٱستلهام ٱلماضي"، لأنّ هذا هو الأصل في قيام "ٱلحداثة" الغربيّة نفسها. إِذًا، فلا "ٱلإسلامُ" يُعَدُّ بالتّحديد "جَدَاثَةً"، ولا "ٱلحداثة" خِلْوٌ من كل "آثار ٱلماضي" و"بقايا ٱلتُّراث"! غَيْرَ أَنَّ ما يجعل "ٱلإسلامَ" وعَالَمَه مَقْصِدًا للطّالِب والطّامِع، ومَثارًا للمُتسائِل والباحث، إنّما كَوْنُه يُعْرَضُ (ويُفْرَضُ) في معظم الأحيان - من قِبَل مُحْتَرِفِي الخطاب الغربيِّين والمُتَغَرِّبِين- كخَصْمٍ عَنِيدٍ ل"ٱلحداثة" (وهي تُعَدُّ بٱلتّحديد، في ظنِّهم، "غَربِيَّةً" و"مُتَغَرِّبَةً" مَعًا)، وكَوْنُه يُبْعَدُ ويُسْتَبْعَدُ كَنِدٍّ كُفُؤٍ أو مُفْتَرَضٍ لها. فهل هناك نوع من ٱلِاستعداد المُعْطَى والمَوْقُوف حَصْرًا لِلإِنسان الغربيّ ("اليُوناني/الرُّوماني" و"اليهوديّ/النَّصْرَانِيِّ") يَجعلُه بالأصالةِ مُبْدِعَ "ٱلعَقْل"، المُتَبَحِّرَ في "ٱلعِلْم"، المُتَفَنِّنَ في "ٱلتِّقَانَة"، عَاشِقَ "ٱلحريّة"، بانِيَ "ٱلسِّلْم"، رَاعِيَ "ٱلعدل" والماضي في "ٱلتّقدُّم" من دون كل العالَمِين؟ وبٱلعكس، هل ثَمَّةَ ضَرْبٌ من القَدَر الطبيعيّ الذِي يَحْكُم حصرًا طِبَاعَ الإنسان "ٱلعربيّ-ٱلمُسْلِم" فيَجعله أسيرَ "ٱلخُرافة"، هَائِمًا في أودية "ٱلشِّعر"، مَهْوُوسًا ب"ٱلتقاليد"، مُتَيَّمًا ب"ٱلفوضى" و"ٱلتَّسَيُّب"، حريصًا على "ٱلتّسلُّط" و"ٱلِاستبداد"؟ وكيف يكون "ٱلإسلامُ" - بما هو بالتّحديد، كما يَعتقد "ٱلمُتحادِثون"، نقيض "ٱلحَداثة" ما دام لم يَقبَلْ المصيرَ التّحديثيّ للدِّين كما قَبِلَتْهُ "ٱلنَّصْرَانيّة/ٱليهوديّة" من قَبْلُ- شَدِيدَ ٱلِامتناع عن مُقتضيات "ٱلتّحديث" ومُثِيرًا لِلاهتمامِ إلى الحدِّ المعروف، إنْ لم يَكُنْ يُسَائِلُ بعُمْقٍ "ٱلمشروعَ ٱلحداثِيَّ" في أُصوله كما في أبعاده ومآلاتِه؟ من اللافِت أنّ "ٱلإسلام" صار يبدو في العالَم المُعاصر كما لو أنّه لم يُوجَدْ إِلَّا لِيَكُون مُمَثِّلًا لِجِماعِ صِفاتِ النّقيض الذي يجب، في جميع الأحوال، تَفاديه وٱستحضارُه فقط كَشاهِدٍ يَصْلُح لِلتَّحْذيرِ منه! وقد يكون النّظرُ إلى "ٱلإسلام" على هذا النّحو عاديًّا جِدًّا ما دام يأتي من قِبَل الغربِيِّين المُتَشبِّعِين بمَفاخر "ٱلحداثة" وأمجادها. لكنْ أَنْ يُماثِلَهُ نَظَرُ المُتَغرِّبِينَ من المُسلمين وأبنائهم، وأنْ يَصيرَ في الغالِب نظرًا أَشَدَّ ٱنتقادًا وٱنتقاصًا لِ"ٱلإسلام"، فَأَمْرٌ يَدُلُّ في الحقيقة على أنَّ صفة النّقيض المُسْنَدَةَ إليه ليس فيها قَصْدُ الوصف وإنّما يُرادُ بها، في العُمق، الوَصْمُ الأَقْوَى: فهذا "ٱلإسلام" القُرُونِيُّ، المُمْتَدُّ في الأرض، والمُهَيْمِنُ على الجماهير عَامِّيِّها وخَاصِّيِّها، يُعَدُّ في الواقع عَقَبَةً كَأْدَاءَ أمام مشروع "ٱلحداثة" بما هو مشروعٌ تَنْويريٌّ-تَعْقِيليٌّ وتحريريٌّ-تَحديثيٌّ (وحَاشَا أن يكون، في زعمهم، مشروعًا ٱستيطانيًّا وٱستغلالِيًّا!). ولِهذا فإنّ "ٱلإسلامَ"، بصفته كذالك، ليس سوى «مَنَّاع لِلْخَيْرِ، مُعتدٍ، أَثِيم»، إِذْ هل هناك ما هو أَشَدُّ شرًّا وإِثْمًا من مَنْعِ نَشْر وٱنْتِشار الخَيْرات القادمة من "ٱلغرب" وحِرْمان الشعوب المُسَمَّاة "إسلامِيَّةً" من ٱلِاستفادة منها؟! وهكذا يُمْكِنُكَ أنْ تَتصوَّرَ حَجْمَ الآثارِ التي يُمكنُ أنْ تَتَرَتَّبَ على المُمَاثَلة بين "ٱلإسلام" و"ٱلتّخلُّف" (عن مَوْكِب "ٱلحداثة"). فَسُرْعانَ ما يُنْتَقَلُ إلى المُمَاثَلةِ الأُخْرَى التي يكون فيها "ٱلإسلامُ" عَدُوَّ "ٱلتقدُّم" و، من ثَمّ، عَدُوَّ "ٱلإِنسانيّة". وهل هناك نتيجةٌ منطقيّةٌ أكثرُ من هذه لذالك النّوع من التّناوُل الذي غَلَبَ بين المُهْتَمِّينَ والباحثينَ والصِّحَافِيِّينَ، الغربيِّين والمُتغرِّبِين، والذي لا يظهر فيه "ٱلإسلامُ" سوى بصفة الشّاهدِ السَّلْبِيِّ ل"ٱلحَداثة" الغربيّة والمُتغرِّبة؟! وبٱلتالي، ليس من الغريب في شيء أنْ يَتحوَّل "ٱلإسلامُ" بٱلنِّسبة إلى مُعْظَم الغربيِّين، وعند كثير من المُتغرِّبين، إلى خَصْمٍ مُتَّقًى من كل ناحية، وعَدُوٍّ مُحارَبٍ بكل ثمن! إنّ الكيفيّاتِ التي يُتَناوَلُ بها "ٱلإِسلامُ" مُتعدِّدةٌ ومُختلفةٌ ليس فقط لِتَعدُّد وٱختلاف الأهداف المُتَوخَّاةِ من كُلِّ تَناوُلٍ، ولكنْ أيضا، وبٱلخصوص، بٱلنِّسبة إلى الجوانب السَّلْبِيَّة التي يُشَدِّدُها التَّناوُل ٱلِاتِّهَامِيُّ الذي يَبقى المُثِيرَ أو المُسْتَثِيرَ الأَقوى لِكثِيرٍ من الأعمال المُتعرِّضة لِ"ٱلإسلام". وإِنَّ من أشد العوامل تعزيزًا لهذا التّناوُل مُواجَهة بعض المُسلِمين له بنوع من ٱلِاستماتة في دفع تُهَمِه التي تزداد ٱستحكامًا وٱلتصاقًا كُلَّما ٱزداد دفعُها، لأنّها في واقع الأمر ضَرْبٌ من الكائنات التي لا تَستطيعُ أنْ تَستمِرَّ في الوُجود إلَّا بِقَدْرِ ما تُدْفَعُ وتُنْفَى ؛ في حِينٍ أنّ السَّيْرَ الطبيعيَّ لِلأُمور يَقتضي تركَهَا تَأْكُلُ ذَاتَها أو تَتَّخِذُ حَيِّزًا في نُفُوس وأذهان من لا يَضْمَنُونَ وُجُودَهم نفسَه إِلَّا بإنتاج وإعادة إنتاج مِثْل تلك ٱلتُّهَمِ الممجوجة والشُّبَه المَكْرُورة! لذالك، ففي مُواجَهة المُساءَلة ٱلِاتِّهاميّة التي تَنْصبُّ على أبعاد القوة والمُقاوَمة وٱلِامتداد في "ٱلإسلام" مُشَدِّدَةً جوانبَ التّهديد والخطر ومُبْرزةً إمكانات العداء ووقائع الرّفض، ما فَتِئَت تتبلور المُحاولاتُ ٱلِاختزاليّةُ والتّبسيطيّةُ، حيث تُصبح "ٱلشّريعة" تعبيرًا عن حاجات ظرفيّة لمجتمع قَبَليّ أو، في أحسن الأحوال، مجرد قانون "وضعيّ" قديم ؛ ويَصيرُ "ٱلأمرُ بالمعروف والنّهيُ عن ٱلمنكر" وصايةً دينيّةً أو تفتيشًا كَنَسيًّا من قِبَل رجال الدِّين ؛ وتَتحوَّلُ "ٱلشُّورى" إلى آليّة لتشريع ٱلِاستبداد ؛ ولا يَعُودُ "ٱلجهادُ" سِوَى دِفَاعٍ عن النّفس أو ٱسترهاب سياسيّ ؛ ويُنْظَرُ إلى "ٱلدّعوة إلى ٱللّه" كٱحتكار لِلإسلام أو تعبير أُحاديٍّ عن ٱلحَقِّ ؛ وتُعتبَرُ مُناهَضةُ الظُلْم والعُدوان "إرهابًا" خَوَارِجيّا أو تَعصبًّا أعمى. وبهذا الصدد، قد لا يَعْدَمُ المرءُ وُجُودَ نوع من الكتابات التي تكاد تُفْرِغ "ٱلإسلام" من أهمِّ ما فيه ولا تحتفظ منه إلا بجوانب "ٱلمُسالَمة" و"ٱلوَدَاعة" و"ٱلسَّمَاحة"، بل لا يَتورَّع أصحابُها عن السُّكُوت التامِّ عن بعض أحكام "ٱلشّريعة" والذّهاب إلى حَدِّ ٱستبعاد بعض "ٱلأُصول" تمامًا ؛ وكل ذالك من أجل التّطابُق ٱلِامتثاليّ وٱلِانتهازيّ مع تَوَهُّماتِ خُصومه أو مَصالِح أدعيائه. ونجِدُ، من جهةٍ أخرى، أنّ الذين يَقَعُونَ تحت وطأة "ٱلنُّزوع ٱلنّظَريّ" يَأْخُذون في الصَّوْغِ الفِكْرَانِيِّ لِلإسلامِ بتخريجه على شكلِ أنْظارٍ مُجرّدةٍ وأفكارٍ مُتَّسِقة تَغِيبُ عنها تَرَدُّدَاتُ العملِ وتَنَاقُضَاتُ المُمارَسةِ. فَلا يَعُودُ الأمرُ مُتعلقًا ب"ٱلإسلام/ٱلدِّين" الذي يَشمَلُ مجموعَ أفعال المُسلمِ ٱلِاعتقاديّةِ وٱلمُعَامَلِيَّةِ على أساس أنّها أفعالٌ تَعَبُّديّةٌ وخُلُقِيَّةٌ وَفْقَ أُصول وأحكام "ٱلشريعة"، وإنّما يَصير فقط "ٱلإسلام/ٱلمِثال" كنَسَقٍ من الفِكَرِ المُجرّدة التي تَدُلُّ على النّظر الإِنسانيّ في عُمْقِه وٱتِّساعه وتحليقه، والتي لا تَقتضِي في عُمُومها أيَّ تَوجيهٍ للسُّلوك أو ٱلتزامٍ خُلُقيّ. ومثل هذا "ٱلإسلام" النَّظَرَانيّ أو الفِكْرَانيّ لا يعدو أنْ يَكون ٱشتغالا فنّيّا ولَهْوا ٱحْتِفَاليّا بصورة "ٱلإسلام/ٱلدِّين" في حُدود ألعاب هذا العالَم وحده. وإنّ هذا "ٱلإسلام" لهو الأَجْدَرُ بأنْ يُسَمَّى "عَلْمانِيًّا"، لأنّه ٱنشغالٌ لَاهٍ بهذا "ٱلعالَم" بما هو "عَلْمٌ/أَثَرٌ" قَائِمٌ بِذاتِه. أمّا الذين يَرَوْنَ أنَّ التّغييرَ في هذا ٱلعالَم لا يَكُونُ إلَّا تاريخيًّا وسياسيًّا، فيَذْهبُون في تأريخ و/أو تَسْيِيسِ "ٱلإسلامِ" كُلَّ مَذْهَبٍ، حيث يَجْعَلُونهُ نِتَاجًا تاريخيًّا لِشُروطٍ مُحدَّدةٍ في المكان والزّمان. ومن ثَمّ، فهو عقيدةٌ أو دعوةٌ ذاتُ مقاصدَ سياسيَّةٍ مُعَيَّنَةٍ مَحْكومةٍ تاريخيًّا بِمَنطقِ الصراعِ المَصلحِيِّ بين أحزابٍ وعَصَبِيَّاتٍ. وفي هذا المنظور، يَصْعُبُ أنْ يكون "ٱلإسلامُ" شيئًا آخرَ غَيْرَ عَامِلٍ ثقافيٍّ ثَبَتَ تاريخيًّا أنَّ له القدرةَ على ٱسْتِنْفَارِ الحُشُودِ العاميّة وقيادتها. وكُلُّ "ٱلطاقة ٱلرُّوحيّة" التي يُمْكِنُ أن يُمَثِّلَها "ٱلإسلامُ/ٱلدِّين" لا تُحَدَّدُ إلَّا من جهة كون تاريخ المجتمعات الإسلاميّة، قديمًا وحديثًا، قد أثبت نجاعتَه كعامل سياسيّ. حقًّا، إنّ "ٱلإسلام" لا يُمْكِنُه، في الواقع الفعليّ، إلَّا أنْ يكون تاريخيًّا وسياسيًّا معًا، لأنَّهُ يُوجد بالضرورة ضمن هذا العالَم حيث يَتِمُّ الفعلُ البشريُّ تَدَافُعًا وتَنَازُعًا بواسطةِ خُطَطٍ وَفْقَ شُرُوطٍ ٱجتماعيّةٍ وتاريخيّة مُحَدَّدةٍ. غير أنَّ تأريخَ وتَسْيِيسَ "ٱلإسلَامِ" على ذالك النّحو لا يَستطيعُ أنْ يُفَسِّرَ "ٱلتَّعَالِيَ ٱلرُّوحيَّ" فيه الذي يجعله يَتجاوزُ، في واقع التّجرِبة، المُحَدِّدَاتِ العاجلةَ المُتعلّقةَ بضروراتِ "ٱلتّاريخِ" ورِهاناتِ "ٱلسياسةِ" نحو المَطالِبِ الآجلةِ لِلحياةِ الآخِرةِ. ومن هُنا، فإنّه لا يَصِحُّ ٱلِاستسلام بِكُلِّ سُهولةٍ للمنظور الذي لا يُرِيدُ أنْ يَرَى في "ٱلإسلامِ" سِوَى "ٱنعكاسٍ ثقافيٍّ" لِشُروطٍ تاريخيَّةٍ وسياسيّةٍ مُعَيَّنَةٍ. إنّ كَوْنَ "ٱلإسلام" يُعَاشُ ضِمْنَ الشُّرُوطِ الواقعيّةِ لهذا العالَمِ يُوجِبُ على كُلِّ مَنْ يُرِيدُ أنْ يَتناولَهُ أنْ يَسعى، ما وَسِعَهُ الأمرُ، إلى أنْ يكون على بَيِّنَةٍ مِمَّا يَفْرِضُهُ عليه ٱلِانغِمَاسُ الطبيعيُّ والبديهيُّ في مجاله الخاص من تَحْرِيفاتٍ وتَضليلاتٍ. وهذا ما لا يَتأَتَّى إلَّا على أساسِ مُمارَسةٍ عِلْمِيَّةٍ تَعْرِفُ كيف تتجاوز ٱلِاستسهالَ السّاذجَ لِلْمُتَرسِّلِينَ، ولا تَكتفي بٱلِانزواء في "ٱلقَفَصِ ٱلحديديِّ" لِمَنْهجيّةٍ مَوضُوعَانِيَّةٍ لا تُلْقِي بَالًا إلى تَجليّاتِ "ٱلذّاتيّة" فتَكونُ، من ثَمّ، مَيَّالَةً إلى ٱحتقارِ ٱلِانعكاسيَّةِ النقديّة وما يُمْكِنُها أنْ تُسْهِمَ به في تسديدِ العملِ المعرفيّ والمنهجيّ بما هو عَمَلٌ يَبْتنِيه "فاعلٌ ٱجتماعيّ" مشروط وليس محض إنجاز تَصطنعه "ذاتٌ عارِفةٌ" مُقتدرِةٌ. فما يَلْزَمُ، إذًا، تَوْضِيعُهُ ليس هو فقط "ٱلإسلام/ٱلتّديُّن" بِٱلنسبةِ إلى شُرُوطِهِ الموضوعيَّةِ، وإنّما أيضا مَجموعُ العلاقاتِ التي تَرْبِطُنا به أو نُقِيمُها معه، أيْ من جهةِ كَوْنِنا مُسلِمِينَ في حالةِ ما إذا كُنَّا كذالك، ومن جِهةِ كَوْنِنا دَارِسِينَ لَهُ نَطْلُبُ معرفتَهُ بفعلِ أسبابٍ ودوافعَ لا نُعِيرُها، في كثيرٍ من الأحيانِ، كُلَّ ما تَسْتَحِقُّهُ من ٱهتمامٍ. ذاك هو الرِّهَانُ الموضوعُ أمامَ "دِراسات ٱلإسلامِ". وإنّه لَرِهَانٌ عظيمٌ لو كان "أنصافُ الدُّهاة" يَعلَمُونَ. إذْ مِنَ الضروريِّ أنْ نَعْرِفَ أَنَّ "ٱلإسلامَ" (بما هو واقعٌ حَيٌّ) وسَعْيَنَا لِتَوْصيفهِ وتفسيرِهِ (بما هو كذالك) كِلَيْهِمَا مُحَدَّدَانِ بِشُروطٍ واقعيَّةٍ يَجب تَوْضِيعُهَا على النّحو الذي يَجْعَلُنا نَتجاوزُ "ٱلمركزيةَ" بكل أنواعها وتَلْوِيناتها ويُمَكِّنُنَا، بالتّالي، من بناءِ خِطابٍ فكريٍّ ومعرفيٍّ أشدَّ كِفَايةً ونَجاعةً. وعلى أساس مثل ذالك العمل يُمكن تَعرُّف وتَفهُّم "ٱلإسلام" في إطار واقعِ "ٱلحداثة" الذي تَعِيشُهُ أُمَّةُ المُسلِمينَ كَرْهًا ويَتَطَلَّعُ بَعْضُ أبنائِهَا إلى أن يَعِيشُوهُ طَوْعًا بِمَزِيدٍ مِنَ الدِّرايَةِ والتَّمَكُّنِ لِكَيْ يُقِيمُوا حداثَتَهم إسلامًا على النحو الذي يَلِيقُ بِتَميُّزِ أُمَّتِهم ويَحفَظُ مَنْزلتها "أُمّةً وسطًا" و"أُمّة شاهدةً" بين أُمم العالَم. ومن حيث إنّ الأمر يَتعلَّق بإقامةِ "حداثةِ ٱلإسلام"، فإنّهُ لا مجال للتّرَدُّد في القول بِأنَّ الإسهامَ فيها يَتطلَّبُ جُرأةً على المألوفِ ويحتاجُ إلى سَنَدٍ من التَمَكُّنِ بعيدًا عن ٱدِّعَاءات المُفَرِّطِين من القَاعِدِينَ الذينَ قَنِعُوا مِنَ "ٱلإسلام" بمَظاهره ("ٱلتَّأَسْلُم")، وبعيدًا أيضًا عن آمَالِ المُفْرِطِينَ في التَّوَهُّمِ من الذين يَغْلُونَ في تقدير قوة "ٱلإسلام" وإمكاناته والذين يندفعون، بوعي أو من دونه، نحو جعل "ٱلإسلام" مجرد "مَثَل أعلى" يَنْزِل فوق الواقع، أيْ بالتّحديد فوق طاقة البشر ("ٱلإسلامانيّة"). ففيما وراء سُبُل هؤلاء وأولئك، ثَمَّةَ سَبِيلٌ يُمكِنُ أَنْ تَجْعَلَ "ٱلإسلام" يُضاهِي غيرَه من قُوَى العملِ في هذا العالَم، وذالك بصفته يُمَثِّلُ الرُّوحَ المُنَاسِبةَ لِلْوَضْعِ البَشرِيِّ في خُضوعِهِ لِكُلِّ الشُّروطِ المُحَدِّدَةِ لِوُجُودِ الإِنسانِ كَمَخلُوقٍ كَادِحٍ إلى رَبِّه كَدْحًا من أجل مُلاقاته. ف"ٱلإسلامُ" دينُ مُجاهَدةٍ/جِهادٍ يَخوضه المؤمن في سبيل ٱللّه للقيام بأمره على الحق وبحق. وبهذا التحديد، يُكوِّن "ٱلإسلام" مجالا رُوحيًّا للدخول في مُمارَسةٍ عَمَلِيّة ومُعَامَلِيّة تَقُومُ على "ٱلمُغَالَبَةِ في ٱلجُهدِ ٱلعُمرانِيِّ" بأرضِ ٱللّه الواسعة. ولذا، كان "ٱلجِهاد" - كما بيَّن رسول ٱللّه (صلّى ٱلله عليه وسلّم)- ذِروةَ سَنام "ٱلإسلام"، إِذْ حتّى حِينما تَقْضِي الضرورةُ المُكْرِهَةُ على خَوْضِه ك"قِتَالٍ"، فإنّه يبقى "مُغَالَبَةً في ٱلجُهدِ ٱلعُمرانِيِّ"، فَلَا قَتْلَ لِلأطفالِ أو الشيوخ أو العُبَّادِ أو العُزَّل من النّاس، ولا إفسادَ في الأرضِ بتخريبِ البُيُوتِ وإِهلاكِ الحَرْثِ والنَّسْلِ وتَدْنِيسِ المَعابِدِ والعِبادِ كما هو دَأْبُ المُفسدين/المُبطلين/الظالِمين، الذين لا يَجِدُونَ غَضاضةً في ٱسْتِرْهابِ النَّاسِ خارج كل شَرْعٍ وخُلُقٍ. ومن المؤسف أنّ "ٱلغربيين" كانوا ولا يزالون مُفسدِين/مُبْطلِين/ظالِمين بِكُلِّ المعاني التي ليس أقلّها التّحالُفُ مع مُفْسدِين/مُبْطِلين/ظالِمين في كل زمانٍ ومَكانٍ، ومن بَيْنِ المُسلِمِينَ أَنْفُسِهم. وليس هُناك ما هو أَبْعَدُ عُتُوًّا مِمَّا ٱرْتَكَبُوهُ ولا يزالون في "فلسطين" و"العراق" و"أفغانستان" و"الصومال" و"الشيشان". وما كان لَهُمْ أنْ يَفعلوا شيئًا من ذالك لو أنّ المسلمين كانوا قَائِمينَ حَقًّا بِأَمْرِ ٱللّه، لأنّ "ٱلإسلام/ٱلدِّين" هُوَ وَحْدَهُ الذي يُمْكِنُهُ أن يَقُومَ في وَجْهِ ٱلمُفسدين/ٱلمُبطلين/ٱلظالِمين، من حيث إنّه يَحْفَظُ "رُوحَ ٱلجهاد" قائمةً إلى يَوْمِ القيامة، وعليها يُرَبِّي فَيَصْنَعُ الإنسَانَ القائِمَ بالقسط وعلى الحَقِّ، مُلْزِمًا إيّاه أن يكون قَوَّامًا عَليهما بِكُلِّ ما آتَاهُ ٱللّه من قُوَّةٍ وما حُمِّلَهُ من أَمَانةٍ. وهذه هي "قَائِمِيَّةُ" الإنسانِ التي تجعلُه يَكْرَهُ "ٱلفسادَ" و"ٱلبَاطِلَ" و"ٱلظُّلْمَ"، فيَسْعَى مُجَاهِدًا (أيْ مُغالِبًا غيره في "ٱلجُهد ٱلإحسانيّ") لإقامة عُمْران الأرض وَفْق أصول "ٱلصّلاح" و"ٱلحقّ" و"ٱلعدل"، وهي الأُصول المُقوِّمة لشرع ٱللّه كما ٱكتمل في "ٱلإسلام/ٱلدِّين" وكما وَصَّى به - سبحانه- عبادَه المُسلمين المُخاطَبين تمييزًا بصفتهم مُؤمنين: «ولا تَهِنُوا ولا تحزنوا وأَنتم الأَعْلَوْنَ إنْ كُنتم مُؤمنين!» (آل عمران: 139). فالتّحقُّق بالإيمان يُعْلِي من هِمّة المُسلِم إذْ يَفُكُّ رقبتَه من الإذعان لغير ٱللّه فيَجعلُه لا يَكسِبُ أعمالَه بحصرها في طلب "ٱلحياة ٱلدُّنيا" وإنّما بتعليقها دومًا بمصيره في "ٱلحياة ٱلآخرة". ولذا، فليس ثمة ما هو أشدّ مُساءَلةً للحداثة من "ٱلإسلام" الذي يعمل على تحرير العباد من سطوة أهوائهم في ٱدِّعائها "ٱلإحداث" من دون ٱللّه، ومن سُلطان أرباب البشر في إرادتهم ٱغتصابَ حقِّ الإحياء ونعمةِ الإبقاء. ولأنّ "ٱلإسلام" إيمانٌ يُعاش ٱطمئنانًا إلى قضاء ٱللّه وقَدره وليس ٱستسلامًا لحوادث ٱلِابتلاء ومُحدَثات ٱلأهواء، فإنّه يبقى قوة إحياءٍ وتجديد بما لا قِبَل لغيره به، حتّى لو كان تلك "ٱلحداثة" المزعومة التي صارت إلى نقيضها فيما يُسمّى "ما بعد ٱلحداثة"، بل "ٱللّاحداثة" التي تُوشك أنْ تَجعل "ٱلإنسان" - من جرّاء سلسلة من أفعال ٱلنَّقْض- تجسيدًا/تجسُّدًا ل"ٱلشّيطان" بعد أنْ أُنجزَ "موتُ ٱلإنسان" تَدْهيرًا وتَدْنِيَةً وصُدِّق "موتُ ٱلإلاه" جُحودًا وتعطيلًا. «وٱللّه غالبٌ على أمره، ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون!» (يوسف: 21). [email protected]