تركز اهتمام الصحف العربية، الصادرة اليوم الاثنين، على عدة مواضيع، أبرزها الاتفاق النووي الإيراني، والقمة المرتقبة بين الرئيسين الأمريكي والكوري الشمالي، وزيارة وزير الخارجية الأمريكي لبعض دول المنطقة، والانتخابات النيابية في لبنان. ففي مصر، كتبت صحيفة (الأهرام) بقلم أحد كتابها، أن وزير الخارجية الأمريكية الجديد مايك بومبيو، بدأ نشاطه الجديد بدعوة المجتمع الدولي إلى "إقرار سلسلة من العقوبات الجديدة على إيران بسبب برنامج تطوير صواريخها البالستية الذي يشكل تهديدا للأمن والسلم الدوليين". وأضاف كاتب المقال، أن الدول الأوروبية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) "لا تزال تعتقد بضرورة استمرار الاتفاق النووي الذي جرى توقيعه عام 2015، مع بذل المزيد من الجهد لتعديل بعض بنوده بدلا من إلغائه (...)، فالمعروف أن ترامب سيصدر قراره بشأن مصير الاتفاق النووي الإيراني في 12 ماي المقبل، والمعروف أيضا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتحمس لفكرة إنشاء ملحق جديد يخاطب مشكلات برنامج الصواريخ الإيرانية ومشكلات أخرى بدلا من تدمير الاتفاق النووي الإيراني". لكن الواضح، يضيف الكاتب، "أن الحملة الأمريكية على صواريخ إيران البالستية تزداد حدة مع اقتراب الرئيس الأمريكي من موعد 12 ماي، الذي سيقرر فيه ترامب مصير الاتفاق النووي الإيراني بما يشير إلى احتمال أن يكون ترامب قد قبل بالفعل اقتراح الرئيس الفرنسي بإمكانية أن يكون هناك ملحق للاتفاق النووي الإيراني يغني عن تمزيق الاتفاق ومضاعفاته المحتملة إذا أصر الأوروبيون وباقي الدول الموقعة على الإبقاء على الاتفاق". وكتبت صحيفة (الجمهورية)، في مقال لأحد كتابها، بخصوص القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، أن ترامب "دخل في سجال عنيف مع رئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون، وتبادلا عبارات السخرية والاستهزاء والاتهام بالجنون علنا وفي كل وسائل الإعلام، وكان رئيس كوريا الشمالية في طريقه ليشعلها حربا نووية نكاية في ترامب والغرور الأمريكي، ولكنهما اتفقا على أن يلتقيا ويتحاورا وأن يبذلا جهدا للتوافق وإنهاء الأزمة، ويختلفان الآن على مكان اللقاء، هل سيكون في منغوليا أم في سنغافورة". وأضاف "أيا ما كان مكان اللقاء، فإن مشاهدة ترامب يصافح رئيس كوريا الشمالية سيكون حدثا تاريخيا صعب التكرار، فالرجل الذي اتخذ أشد المواقف تصلبا ضد واشنطن أرغم ترامب على لقائه والاستماع إليه من منطلق الند للند، ورئيس كوريا الشمالية نجح في ذلك لأن بلاده استطاعت امتلاك السلاح النووي، واستطاعت أن تنضم لنادي الكبار، وأن تفلت من النفوذ والهيمنة الأمريكية. إن رئيس كوريا الشمالية منح العالم كله الأمل في أن الدول الصغيرة أيضا يمكن أن تكون لها كلمتها واحترامها بالعمل والأمل ووضوح الرؤية". وفي الإمارات، كتبت صحيفة (الاتحاد) في مقال لأحد كتابها، أن "لا خبر أكبر دوليا في الأيام الماضية من خبر اللقاء التاريخي بين رئيسي الكوريتين الجنوبية والشمالية الذي ي راد به إنهاء عقود من الصراع السياسي والعسكري بين الدولتين، وهو خبر لا يخص الدولتين فحسب بل هو خبر يحمل أبعادا عالمية كبرى"، مضيفة ان لا أحد يدري على وجه الدقة كيف يمكن لوقف إطلاق نار دام عقودا طويلة أن يتحول بين عشية وضحاها إلى "عملية سلام وأمل، وهو ما سيتضح في المستقبل، ولكن هذا التوجه الجديد له هدف واحد هو سقوط النموذج الكوري الشمالي في الدولة المارقة على النظام الدولي". وأضافت الصحيفة قائلة "في منطقتنا ظل النظام الإيراني يستلهم النموذج الكوري الشمالي ويعتبره ملهما وقدوة ، مع مراعاة الفروقات بين النظامين، وبسقوط هذا النموذج سيتوجب على إيران السير منفردة في بناء نموذجها الخاص مع كل المتغيرات الكبرى" على الساحة العالمية، متوقعة انه إذا تم النجاح في إسقاط النموذج الكوري الشمالي بشكل كامل فإن العالم سيكون إزاء "حقبة دولية جديدة في تاريخه، وهو أمر لم يكتمل بعد، فهو ليس مثل سقوط جدار برلين الذي كان نتيجة، بل هو أمر برسم البناء والمتابعة والمراقبة، وأكثر المتضررين منه هو النظام الإيراني". وفي موضوع آخر، أشارت صحيفة (الخليج) في افتتاحيتها الى أن لبنان يعيش "معركة انتخابية ضارية،" بدأت في الخارج، ومن المنتظر أن تبلغ ذروتها يوم السادس من الشهر المقبل، معتبرة أن المتتبع لسير الحملات الانتخابية والمنحى الذي تأخذه في الداخل بين مختلف الفرقاء، يمكن أن يلحظ أن الديمقراطية التي من المفترض أن تشك ل رافعة لهذه الانتخابات، "تحو لت إلى منافسة في اللعب على الوتر الطائفي والمذهبي، وإثارة كل الغرائز الدفينة لشد العصب السياسي من أجل كسب المزيد من الأصوات، وهو أمر لا ي ستثنى منه أي طرف أو حزب". واكدت الصحيفة أن استخدام الدين والمذهب والطائفة لأغراض سياسية يعني "وضع الوقود، تمهيدا لإشعال النار في الوطن، وفتح أبواب جهنم على مصاريعها لتحرق الجميع " مضيفة "يدرك هؤلاء حجم الإثم الذي يرتكبونه بحق الوطن، ويدركون أكثر أنهم يلعبون بالنار من أجل مصالح لا علاقة للمواطن المسكين بها، فهو مجرد أداة للاستغلال في لعبة طائفية ومذهبية وضيعة". وخلصت إلى أن ألأمر يتعلق في هذه الحالة ب "الهويات القاتلة التي لا تزال قادرة على هزيمة الهويات الوطنية الجامعة". وفي الأردن، كتبت صحيفة (الغد) في مقال بقلم أحد كتابها بعنوان "بومبيو في عمان.. اختبار النوايا"، اعتبر فيه زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الأولى للأردن تمثل فرصة لاختبار المواقف والنوايا، لكن الاختبار الأهم، يضيف الكاتب، هو الكيفية التي ينظر من خلالها للملف الفلسطيني. وأشار كاتب المقال إلى أن بومبيو، وبحكم قربه من الرئيس ترامب، قادر على توضيح الموقف الأمريكي للجانب الأردني بشكل أفضل من سلفه تيلرسون، والرد على عديد الأسئلة الأردنية بشأن الصفقة المفترضة، مبرزا أن المباحثات تبدو إذا فرصة ملائمة لعرض المخاطر المترتبة على تقديم خطة للسلام لا تستجيب لمتطلبات السلام العادل، ومحاولة التأثير على موقف الإدارة الأمريكية ولو في الربع الأخير من الساعة، لتجنيب عملية السلام مزيدا من الفشل والتعثر. وفي السياق ذاته، علق مقال لصحيفة (الدستور) على معلومات مسربة حول صفقة سلام أمريكية جديدة، تتضمن دفع تعويضات مالية للفلسطينيين، مقابل قبولهم لهذه الصفقة، وأشار كاتب المقال إلى أنه إذا صحت هذه المعلومات، أو لم تصح، فإن المشكلة الأساس، تكمن في اعتقاد واشنطن، أن بإمكانها تسوية القضية الفلسطينية، تحت وطأة الضغوطات أو الإغراءات، لكن الذي لا تريد واشنطن تصديقه، يضيف الكاتب، يتعلق بملفات مهمة جدا، أبرزها القدس، وقضية حق العودة، وشكل وخارطة الدولة الفلسطينية. وبرأي الكاتب فإن الشهر المقبل، سيكون حساسا جدا، على القضية الفلسطينية، لاعتبارات كثيرة، مشيرا إلى أنه ما يمكن قوله منذ الآن، أن أي خطة سلام أمريكية، بهذا الشكل، أو مجدولة بحيث يتم تأجيل أبرز ملفاتها إلى ما بعد القبول بها، وضمن جدول زمني طويل، خطة فاشلة مسبقا، تضاف إلى سلسلة طويلة من المبادرات الأمريكية، التي أدت غاية وحيدة، هي منح إسرائيل المزيد من الوقت، لتنفيذ خططها الاستيطانية، وتغيير هوية القدس، وديموغرافيا الضفة والقدس أيضا. وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (الرأي) في مقال لأحد كتابها، أن القمة الكورية بين زعيمي البلدين المتناحرين في الشمال والجنوب التي جرت الجمعة الماضية، تشكل بارقة أمل كبيرة بإنهاء النزاع، كونها تختلف عن القمم السابقة، وتغير المعطيات الدولية والإقليمية، والتدخل الصيني لصالح التسوية السلمية. ويرى كاتب المقال أنه من المبكر الحكم على نجاح القمة الكورية، إلا أن هناك في الخفاء إرادة حقيقية لدى روسيا والصين وكوريا الشمالية بنجاحها وإنهاء ملف التوتر التاريخي، لتشكيل تكتل سياسي اقتصادي عسكري في مواجهة الولايات المتحدة وسحب البساط من تحت أقدامها في شبه الجزيرة الكورية. وفي البحرين، كتبت صحيفة (أخبار الخليج)، في مقال رأي، أن موقف "العجز العربي" أسهم بشكل وبآخر في قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وهو ما أفسح الطريق أمام الدول الأخرى للسير على النهج الأمريكي. وأوضحت الصحيفة أن خطوة جمهورية التشيك في نقل سفارتها إلى القدس الشريف "تمثل اختبارا جادا ومهما للدول العربية ومصداقية موقفها من وضع مدينة القدس المحتلة" وما إذا كانت على استعداد لأن تذهب بعيدا في الدفاع عن هذه المدينة التي تحتل موقعا حساسا ومهما ليس لدى العرب فقط وإنما لدى عامة المسلمين، مضيفة أنه إذا كانت الدول العربية غير قادرة، بحكم الخلل الكبير في ميزان القوة، بكافة فروعها، على مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، فإن الوضع يجب أن يختلف في الموقف تجاه جمهورية التشيك. من جهتها، وتحت عنوان" الإعلام الإيراني في خدمة أهداف الهيمنة"، أبرزت صحيفة (البلاد) أن إيران مافتئت تستخدم في خطاباتها الإعلامية والرسمية تعبير "قوى الاستكبار العالمية"، إذ تخاطب بذلك عواطف ووجدان كافة الشعوب المسلمة وليس أهل الإعلام والكتاب وحدهم، موضحة أن هذه الدولة "تريد من وراء هذا التعبير مثلا استقطاب الذين يشعرون بالظلم هنا وهناك من السياسة الأمريكية في العالم العربي، وتريد أن تعلن نفسها متحدثا رسميا باسم المظلومين". وأضافت اليومية أن مجال الحديث عن المصطلحات الإعلامية في الإعلام الإيراني أو غيره "مجال واسع جدا وخطير جدا"، مؤكدة أن "مشكلة العرب هو الوقوع دائما في موقع المستقبل للرسائل الإعلامية من مختلف أنحاء العالم بما تتضمنه من مفردات ومصطلحات تضر بمصالحهم"، لكن الأسوأ من ذلك ، حسب الصحيفة، هو أن "الكثير منهم يقعون في فخ استخدام هذه المصطلحات ويتخذونها كشيء مسلم به فيعطون وجودها شرعية وثباتا رغم أنها تستهدفهم في الأساس". وفي لبنان، اهتمت (الجمهورية) بالانتخابات النيابية، وكتبت أنه أقفل أمس اليوم الانتخابي الطويل في القارات الأوروبية والأمريكية والإفريقية والأسترالية، ليفتح اليوم في لبنان أسبوع انتخابي حار مع بدء العد العكسي لاستحقاق السادس من ماي في ظل استنفار سياسي وشعبي غير مسبوق. وأشارت (الجمهورية) إلى أن الأوساط السياسية تأمل أن تبدأ في يوم سابع ماي، اليوم التالي للانتخابات، مرحلة جديدة ينتظم خلالها الجميع في حوار لتأليف حكومة وفاق وطني، إلا أن هذه المصادر، تضيف الصحيفة، توقعت حصول تعقيدات في الملف الحكومي من شأنها تأخير تأليف الحكومة بالسرعة اللازمة، مبرزة أن التأليف قد يستغرق أشهرا، في ضوء التصعيد السائد في الخطاب السياسي وتعريج بعض أصحابه على رأيهم في الحكومة المقبلة وإعلان طرف سياسي رفضه أن يأخذ الطرف الآخر حقيبة معينة، وإعلان الآخر أنه سيرفض أن يأخذ غيره حقيبة معينة. وفي الشأن السوري، كتبت (الديار) أنه لأول مرة منذ اندلاع الحرب في سورية على مدى سبع سنوات وتدخل الجيش التركي والقصف الأمريكي وهجوم مئات آلاف من الإرهابيين والتكفيريين، قام الجيش السوري النظامي بمهاجمة قرى الجنينة والجيعة والحصان وحويقة المعيشية شرقي الفرات بعد أن كانت تخضع ل"قوات سورية الديمقراطية" المدعومة من أمريكا في ظل بدء وصول قوات فرنسية إلى شمال سورية واعتبار الرئيس الأسد أن ذلك اعتداء على سيادة البلاد وأنه سيواجه الجيشين الأمريكي والفرنسي في شمالي سورية. ونقلت اليومية عن وسائل إعلام سورية، أن الجيش العربي السوري سيطر، عبر هجوم، على مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" في دير الزور الغربي وكذا على عدة قرى حتى الوصول إلى مسافة كيلومتر واحد من الجيش الأمريكي، مشيرة إلى أن قرار الرئيس الأسد ليس سهلا أن يعطي الأوامر بالاقتراب من المواقع الأمريكية وتلك التي سيأتي إليها الجيش الفرنسي حيث قد تبدأ معارك بين الجيشين السوري والأمريكي.