تركز اهتمام الصحف العربية الصادرة، اليوم السبت، على جملة من المواضيع، أبرزها القضية الفسطينية، والجولة الجديدة من مفاوضات سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان ، وخسائر ميليشيات الحوثي في اليمن، والملف السوري، والانتخابات التشريعية في العر اق. ففي مصر ، كتبت صحيفة (الأهرام) ، أنه في الوقت الذي تتعرض فيه القضية الفلسطينية لواحدة من "أكثر المراحل تعقيدا وغموضا" في تاريخها، نجح المجلس المركزي الفلسطيني في الاجتماع، وفي التوصل إلى قرارات مهمة، على رأسها إعادة انتخاب أبومازن رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية بالاجماع، وعلاوة على ذلك، تم بالاجماع أيضا انتخاب اللجنة التنفيذية للمنظمة، التي تتكون من 15 عضوا، فاجتماعات المجلس في حد ذاتها، التي استمرت 4 أيام، تعد "خطوة جديرة بالاعتبار"، حيث أكدت للجميع أن الفلسطينيين مازالوا قادرين على الاتفاق والجلوس معا وتحديد أولوياتهم في المستقبل. وأضافت الصحيفة، في افتتاحيتها، "ليس خافيا على أحد حجم التحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية هذه الأيام، وعلى رأسها التعنت الإسرائيلي، والانحياز الأمريكي الواضح لإسرائيل بشكل غير مسبوق تمثل في قرار الرئيس ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس، فضلا عن انصراف العالم العربي إلى مشكلاته الأخرى، سواء بداخل كل دولة، أو في التحديات الاقليمية الأخرى المحيطة بالعرب. وفي سياق آخر، كتبت الصحيفة ذاتها، أن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا تستضيف، اليوم ، جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة على مستوى وزراء الري والخبراء بالدول الثلات مصر وإثيوبيا والسودان، ولمدة يوم واحد فقط لاستكمال المباحثات الهادفة إلى الخروج من التعثر الحالي في المفاوضات المعنية بالجوانب الفنية للسد والتوصل إلى تفاهم مشترك حول البنود والنقاط العالقة واستكمال الدراسات المطلوبة وإزالة العقبات التي تعترض المسار الفني واعتماد صيفة نهائية للنقاط الحاكمة التي سيتم رفعها لاجتماع الوزراء التسع . وأضافت اليومية، أن مصر ستشارك في اجتماعات أديس أبابا الفنية "بعقل منفتح وبرؤية واضحة" تنفيذا للتكليفات الصادرة من قادة الدول الثلاث الواضحة والقائمة على ضرورة التوصل إلى حل للتعثر الفني على أساس التعامل كدولة واحدة والنظر للمصلحة المشتركة للجميع بالرغم من حالة القلق بسبب عدم إطلاق وتنفيذ الدراسات الفنية المطلوبة لوقوف الدول الثلاث بدقة على التأثيرات السلبية على مصر وشعبها من جراء بناء سد النهضة الأثيوبي. وكتبت صحيفة(الوفد)، في الموضوع ذاته، أن فعاليات الاجتماع الفني ال 18 للجنة سد النهضة تنطلق، اليوم، في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، بحضور وزراء المياه في الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا)، في محاولة للتوصل إلى توافق حول النقاط الخلافية في المسار الفني ، قبل الاجتماع التاسع لوزراء الخارجية والري ورؤساء أجهزة الأمن في منتصف الشهر الجاري والمقرر عقده في إثيوبيا. وأضافت، أن الاجتماع يعقد في إطار "سعي مصر لحل النقاط الخلافية في المسار الفني ، وتأكيدا لما تم الاتفاق عليه بين قادة الدول الثلاث بشأن أهمية الالتزام بتطبيق اتفاق إعلان المبادئ الذي تم توقيعه عام 2015" . وبخصوص الاتفاق النووي الإيراني، كتبت صحيفة (أخبار اليوم)، بقلم أحد كتابها، "أياما قليلة تفصلنا عن الموعد الذي حدده الرئيس الأمريكي لحسم موقفه من الاتفاق الخماسي الدولي مع إيران حول مشروعها النووي، وفي موقفه المنتظر سيحاول إظهار موقفه الداعم للعرب ضد إيران، والحقيقة أنه يخاطب الناخب الأمريكي اليهودي أولا". وفي الإمارات، كتبت صحيفة (الاتحاد) في افتتاحيتها أنه "لم يعد أمام ميليشيات الحوثي الإيرانية الانقلابية خيار سوى الاستسلام، والرضوخ للشرعية أو الموت والهزيمة النهائية، فقد ضاق الخناق على هذه الميليشيات ولم يعد لها مفر، وأصبحت مخابئ قادة ميليشيات الخراب بمعقلهم في صعدة في مرمى نيران الشرعية والتحالف ،وفقدوا أبرز قادتهم، وبالأمس، تم قصف مخبأ زعيمهم عبدالملك الحوثي". واضافت الصحيفة أن هذه الميليشيات خسرت "معظم الأراضي اليمنية التي سيطرت عليها منذ الانقلاب، ولم يعد لهم سوى جيوب صغيرة وكهوف متفرقة في الجبال ،وباستطاعة قوات التحالف والشرعية دخول العاصمة صنعاء وتحريرها في دقائق، لكنها تخشى أن يتعرض المدنيون لأي أذى، لأن الحوثي يتخذهم دروعا بشرية لحماية نفسه من النهاية المحتومة الآتية لا محالة ،ولم يعد هناك مجال للجهود الدبلوماسية بعد أن نسفها الحوثي تماما ، وأخذ فرصته كاملة من أجل العودة إلى الصف اليمني، لكنه أبى إلا العناد والمكابرة والمراهنة على إيران واختيار العمالة والخيانة". وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (الخليج) في افتتاحتها أنه يبدو من حال التصريحات الصادرة عن العواصم المعنية بالملف النووي الكوري الشمالي أن المواقف الإيجابية الصادرة عن المسؤولين الكوريين الشماليين "توفر قاعدة مقبولة "للقمة الأمريكية -الكورية الشمالية بين الرئيس دونالد ترامب وكيم جونغ أون المتوقعة خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وأكدت أنه يتضح من هذه الشروط المتبادلة أن القمة الأمريكية - الكورية الشمالية" لن تكون سهلة"؛ فواشنطن التي تتفاوض نيابة عن كوريا الجنوبية واليابان أيضا ستجد نفسها أمام موقف كوري شمالي "متصلب" مدعوم من الصين، التي "تتفهم مخاوفها"، ومن الصعب القبول به كلية، وهي لا تستطيع التنازل عن مصالحها الحيوية في المنطقة بالتنازل عن مصادر قوتها في المنطقة وخصوصا في اليابان وكوريا الجنوبية، ثم إنها في صراع مفتوح مع بكين على النفوذ في كل منطقة جنوب شرق آسيا والعالم. وخلصت الصحيفة الى وجود "أمل بالحلول الوسط، التي يمكن التوصل إليها؛ إذا كان هناك ثمة رغبة في طي صفحة الملف النووي في شبه الجزيرة الكورية، وتخليص العالم من مخاطره، وهذا أمر متاح؛ من خلال تفهم الطرفين لمخاوف بعضهما البعض". وفي الأردن، أشارت (الدستور) إلى تزايد التسريبات حول وصفة الحل الأمريكي للقضية الفلسطينية، واعتبرت في مقال أنه كلما اقترب موعد الرابع عشر من ماي، الموعد المحدد لافتتاح السفارة الأمريكيةالجديدة في القدس، تنهمر المعلومات عبر الإعلام، ربما بهدف تهدئة الفلسطينيين باعتبار أن هناك حلا عادلا مقبلا على الطريق، أو حتى الضغط عليهم ضمنيا، لإثارة قلقهم من حلول جائرة قد يتم فرضها عليهم. ويرى كاتب المقال أن مايمكن فهمه من كل التسريبات، أن إدارة ترامب، "تريد تسوية القضية الفلسطينية، كليا، وعلى حساب الفلسطينيين، بحيث يتم إجبارهم على هكذا تسويات لإنهاء هذه الأزمة"، وأهم سمات هذه التسوية، يضيف الكاتب، إنهاء ملف الفلسطينيين سواء على المستوى الديموغرافي داخل القدس، عبر إخراجهم فعليا منها، أو على مستوى اللاجئين في العالم، وإنهاء مطالباتهم بحق العودة. وفي السياق ذاته، وفي مقال بعنوان "حذار من يهودية الدولة والتعويضات..!"، كتبت (الرأي) أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وعد بطرح خطة سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد افتتاح السفارة الأمريكية في القدس المقررة في منتصف شهر ماي الحالي تتضمن دفع "تعويضات مالية" للفلسطينيين..!. ومن جهة أخرى، تضيف الصحيفة، صادق الكنيست قبل أيام قليلة وبالقراءة الأولى على مشروع قانون "يهودية الدولة" الذي يعتبر إسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي الذي يصفه الفلسطينيون بالقانون العنصري، مشيرة إلى أن الفلسطينين يرفضون قانون "إسرائيل دولة يهودية"، كما يرفضون التعويضات المالية لهم، فهي في نظرهم "بيع علني" لوطنهم فلسطين...!. وفي موضوع آخر، اهتمت (الغد) باليوم العالمي لحرية الصحافة (3 ماي)، مشيرة في مقال إلى أن المطالبة بإيجاد بيئة قانونية للحريات الصحفية والإعلامية، لا تعني بأي حال من الأحوال، وضع قيود تشريعية على هذه الحريات من منطلق ضبط الساحة الإعلامية والصحفية في هذا الزمن الذي يشهد تطورا تكنولوجيا أدى إلى تطور وسائل الإعلام. وأكدت الرغبة لإيجاد بيئة قانونية للعملية الصحفية والإعلامية، تحول دون حبس الصحفيين والإعلاميين وفق ذرائع مختلفة، وتحول أيضا دون التضييق على الحريات الصحفية (...)، وتتيح لوسائل الإعلام الوصول إلى المعلومات الصحيحة من مصادرها. وفي البحرين، كتبت صحيفة (أخبار الخليج)، في مقال رأي تحت عنوان "ديمقراطية العراق لا تبني وطنا"، أنه بالرغم من المظاهر الديمقراطية في المشهد العام للانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في 12 ماي الجاري فإن للعراق "ديمقراطيته" الخاصة . وأوضح كاتب المقال أن هناك سيطرة شبه مطلقة للأحزاب الدينية ذات الانتماءات الطائفية على المشهد السياسي في العراق في ظل غياب شبه تام للأحزاب الوطنية ذات التوجهات العلمانية الجامعة لمختلف مكونات الشعب العراقي العرقية منها والدينية، في وقت تستمر فيه عملية "اجتثاث" حزب البعث الذي يعتبر "أكثر الأحزاب العلمانية انتشارا جماهيريا" في العراق بحكم عدة عوامل في مقدمتها سيطرته الكاملة على المشهد السياسي في العراق منذ عام 1968 حتى إسقاط النظام في عام 2003 نتيجة الغزو الأمريكي. وأبرز الكاتب أنه عندما يستمر المشهد السياسي في العراق على حالته التي يعيشها منذ الغزو الأمريكي، فإن هذا البلد "سيبقى سنوات طويلة قادمة يرفل في ثوب الأزمات السياسية والاجتماعية وستكبر معها حالة عدم الثقة بين مختلف المكونات الدينية والعرقية"،مضيفا وهذا في حد ذاته يمثل تحديا خطيرا لمستقبل العراق وشعبها، وبالتالي فإن المخرج الوحيد من هذا المأزق هو " العمل على تصحيح المشهد السياسي من خلال الخروج من تحت عباءة الأحزاب الدينية والعرقية والعمل على إعادة بناء التكتلات والأحزاب الوطنية ذات التوجهات العلمانية القادرة على احتضان الجميع من دون النظر والاعتبار لانتماءاتهم العرقية أو الدينية". من جهتها، توقفت صحيفة (الوطن) عند الخسائر الضخمة في الأرواح والعتاد التي تكبدتها ميليشيا الحوثي في اليمن الشهر الماضي، جراء المواجهات المحتدمة مع قوات الجيش اليمني والضربات الجوية لطيران التحالف الداعم للشرعية. ووصفت الصحيفة تلك الخسائر، استنادا على تقارير دبلوماسية، بأنها الأكبر لهم منذ ثلاثة أعوام، مشيرة إلى أن "التكتيك الجديد الذي ينتهجه الجيش اليمني مؤخرا، من خلال فتح جبهات قتال جديدة وتفعيل الجبهات الراكدة، سيخلق إرباكا شديدا للميليشيات، وسيصيب قدراتهم القتالية بالشلل، ما قد يسرع في حسم الأمور عسكريا بشكل سريع". وأبرزت اليومية أن ميليشيا الحوثي تحيط خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد من الالتحاق بصفوفها، إلا أنها باتت في الفترة القليلة الماضية تجد نفسها مضطرة إلى الإعلان عن بعض خسائرها للتخفيف من حدة الضغوط التي تمارس عليها من قبل أهالي القتلى وبعض أنصارها. وفي لبنان، اهتمت الصحف بالشأن السوري، وفي هذا الصدد كتبت (الأخبار) أن عمليات "تسوية الأوضاع" التي تشهدها منطقتا الغوطة الشرقية والقلمون الشرقي، تتواصل لمن بقي من المسلحين والمدنيين، كجزء من اتفاقات التسوية الموقعة، فيما يتجه طوق دمشقالجنوبي بدوره ليكون محطة لمصالحات مماثلة، بمجرد انتهاء عمليات الإجلاء من بلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم، وختام العمليات العسكرية ضد (داعش) في اليرموك والحجر الأسود. وأضافت أن ريف حمص الشمالي سيكون بدوره على قائمة تلك التسويات، وقد يبقى عدد كبير من المسلحين ضمنه، من دون المغادرة إلى الشمال السوري. ومع اقتراب نهاية الوجود المسلح في محيط العاصمة دمشق ومناطق وسط البلاد وصولا إلى ريف حماة الشمالي، تتجه الأنظار إلى كل من درعا وإدلب (ومحيطهما) باعتبارهما تضمان "خطوط التماس الوحيدة بين الجيش السوري والفصائل المسلحة، عدا الخطوط المشتركة مع (داعش) ومع مناطق الوجود الأمريكي والتركي". وفي موضوع آخر ،أوردت (اللواء) أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حذر أمس الجمعة، من أن إقدام نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، على الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، قد يؤدي إلى "نشوب حرب حقيقية". وذكر ماكرون، تضيف الصحيفة، أن اتخاذ هذا القرار سيعني اندلاع حرب، مضيفا أنه لا يعتقد أن الرئيس الأمريكي يريد حربا.