شنّت السلطات بعمالة المحمدية حملة على الباعة المتجولين، وعملت على تحرير سوق الجملة بالمصباحيات وبعض الأزقة من محتلي الملك العمومي. وعملت السلطات المحلية، التي كانت مرفوقة بعناصر القوات المساعدة وأعوان السلطة المحلية، على وقف الفوضى التي يعرفها السوق المذكور، خاصة بسبب انتشار العربات المجرورة والخيام البلاستيكية. وطالت الحملة التي قادتها السلطات بالمحمدية، أيضا، حي النصر وساحة مسجد القدس، إذ عملت على الضرب بقوة على أصحاب العربات المجرورة والذين يخلفون أضرارا بجمالية الشوارع إلى جانب تلويثها وترك الأزبال مرمية بها. ورحّب عدد من الفاعلين الجمعويين بمدينة "الزهور" بهذه الحملة، التي من شأنها أن تعيد الحياة شوارع وفضاءات باتت محتلة من لدن الباعة وأصحاب العربات المجرورة. وإذا كانت هذه الحملة قد لقيت ترحيبا من العديد من النشطاء بالمدينة، فإنهم استغربوا من كون السلطات بمدينة المحمدية تتعامل بنوع من "الانتقائية" في محاربة احتلال الملك العمومي؛ ذلك أنها أتت على الصغار من الباعة، وتركت العديد من المحتلين "الكبار". وتشهد عدة شوارع بمدينة المحمدية تراميا ملحوظا من لدن أصحاب المقاهي الفارهة على الملك العمومي، واحتلالا واضحا للأرصفة الخاصة بالراجلين،؛ وهو الوضع الذي يدفع المارة إلى استعمال أماكن مرور السيارات، ما يهدد حياتهم ويعرضها للخطر لا سيما بالنسبة إلى الأطفال. وتواصل عدة مقاهٍ ومحلات تجارية وأصحاب السيارات المحملة بالسلع على مستوى شارع المقاومة وشارع واد الذهب احتلالها للملك العمومي في تحدّ صارخ للسلطات المحلية. ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب، إذ إن هناك مقاهٍ فارهة وبالقرب من مقر عمالة المحمدية، والتي تصدم زبناءها بأثمنة خيالية، استولت على الرصيف بأكمله؛ وهو ما يجعل المواطنين يسلكون الطريق الخاص بالسيارات أو استعمال حديقة "البارك"، من أجل العبور إلى الجهة الأخرى.