بعدما نجحت السلطات المحلية والمنتخبة بمدينة خريبكة، منذ أيام قليلة، في إخلاء الشوارع الواقعة وسط المدينة من الباعة الجائلين، وتثبيت 468 منهم بالسوق النموذجي 20 غشت لتجارة القرب، أطلق عدد من سكان المدينة حملة لمطالبة السلطات ذاتها بالانتقال إلى المرحلة الموالية من تحرير الملك العمومي. انطلاق الحملة من "فيسبوك" مجموعة من متتبعي الشأن المحلي بمدينة خريبكة لجأت إلى موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث أطلق عدد من النشطاء حملة بعنوان "من حقي نْمْشي فوق الرّصيف بخريبكة"، في إشارة منهم إلى ضرورة تحرير أرصفة الأزقة والشوارع من كل مظاهر الاحتلال غير القانوني، خاصة تلك الواقعة أمام المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم. وتفاعلا مع الحملة "الفيسبوكية"، لجأ عدد من الشبّان والشّابات إلى نشر صور توثّق أوضاع الأرصفة المحتلة من لدن أرباب المقاهي والمحلات التجارية بأحياء متفرقة من المدينة، مطالبين المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي بإعمال وتطبيق القانون في حق جميع المخالفين دون استثناء، من أجل تمكين الراجلين من حقهم في استعمال الرصيف وفق ما يخوّله القانون لهم. صور وتعليقات المتفاعلين ونشر عدد من المتفاعلين مع الحملة صورا تظهر فيها مجموعة من كراسي المقاهي وقد احتلت الرصيف كاملا؛ وهو ما دفع الراجلين إلى استعمال الطرق والممرات الخاصة بالسيارات، فيما عمل ناشرو الصور على التعليق على الأوضاع التي تشهدها الأرصفة، من أجل التنبيه إلى خطورة إجبار الراجلين على مزاحمة السيارات والدراجات النارية، وتعريضهم بذلك لأخطار حوادث السير. واستنكر متفاعلون مع الحملة وضع أصحاب المحلات التجارية والمقاهي على السلع والكراسي والموائد على قارعة الطريق، مشيرين إلى أن استفحال الاحتلال التام للرصيف في غياب تدخل السلطات المعنية دفع البعض إلى اقتطاع جزء من الطريق المعبدة لوضع سلعه وعرضها للبيع في الشارع العام؛ فيما علّق آخرون بالقول: "هناك أناس في بُلدان أخرى يفكرون في كيفية السير على المرّيخ، فيما المواطن الخريبكي لا يزال يبحث عن حقه في السير على الرصيف". مخاطر تتربص بالراجلين محسن صفوان، فاعل جمعوي وأحد متتبعي الشأن المحلي بخريبكة، قال إن "الراجلين أصبحوا ممنوعين من استعمال الرصيف بسبب زحف المقاهي والمحلات التجارية، ووجدوا أنفسهم، في كثير من الأحيان، مضطرين لاستعمال الطريق إلى جانب السيارات والدراجات النارية والعادية والعربات المجرورة". وعن سياق إطلاق الحملة "الفيسبوكية"، قال صفوان، بصفته أحد الداعين إلى المشاركة فيها، إنه "خلال تنشيط الحملة الوطنية التحسيسية الأخيرة للوقاية من حوادث السير، تم الوقوف على حجم الضرر الذي يطال الراجين بسبب احتلال الرصيف من طرف المقاهي؛ وهو ما دفعنا إلى التفكير في كيفية دقّ ناقوس الخطر، انطلاقا من إطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي". في انتظار تدخل المسؤولين وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن "الوضع التي تعرفه الأرصفة، خاصة أمام المحلات التجارية والمقاهي وسط المدينة، يتطلب من المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي بخريبكة التدخل العاجل، من أجل وقف هذه الظاهرة وتمكين الراجلين من حقهم في السير على الرصيف تجنبا لحوادث السير المحتملة". وبصفته أحد الداعين والمشاركين في حملة "من حقي نمشي فوق الرصيف بخريبكة"، أشار محسن صفوان إلى أن "الحملة ستعطي أكلها إذا تفاعل معها جميع أو أغلب سكان المدينة وزوارها، خاصة إذا أعقبتها مراسلات وشكايات وعرائض تُوجّه إلى السلطات الإقليمية والمحلية والمنتخبة بمدينة خريبكة". ومن جانب آخر، أوضح مصدر من السلطة المحلية أن مدبّري الشأن المحلي، سواء السلطات الإقليمية والمحلية أو المصالح الجماعية بخريبكة، واعون بحجم الظاهرة وعازمون على التعاطي معها بالجدية المطلوبة؛ بعد الانتهاء من العمليات التي تهدف في الوقت الراهن إلى تثبيت الباعة الجائلين بالسوق النموذجي 20 غشت، وتنظيم بائعي الخضر والفواكه بعيدا عن وسط المدينة.