اعتبر حسن أوريد، الناطق الرسمي باسم القصر الملكي سابقا، أن التغييرات العميقة التي عرفها المجتمع المغربي انعكست على النصوص المؤسسة للبلد، من بينها الدستور، وبالتالي غيرت مفهوم "تمغربيت". أوريد المستضاف من قبل متحف التراث الثقافي اليهودي بالدارالبيضاء، اليوم الأربعاء في إطار فعاليات الدورة الثانية من المهرجان الثقافي المنظم تحت شعار :"مساهمة اليهود الأمازيغ وتأثيرهم في الفسيفساء الثقافي المغربي"، قال: "لا يمكن أن نرتكن إلى تعريف كان جاريا، وبالتالي فالحديث عن البعد اليهودي شيء مهم، رغم أنه كان متفاعلا مع الأبعاد الأخرى". وأشار المؤرخ نفسه إلى أن "الرسالة الملكية في إطار ندوة انعقدت بمدينة مراكش سنة 2016 تم التركيز فيها على الانتماء للوطن والمواطنة، مع الإحالة على نموذج الأندلس الذي هو نموذج التسامح". وأورد صاحب رواية "ربيع قرطبة" أن ما يزكي كون الشخصية المغربية متكاملة ومتفاعلة بمكوناتها، بما فيها المكون اليهودي، "زيارة الملك الراحل محمد الخامس إلى محاميد الغزلان، التي تعد رمزا للوحدة، ويجب أن نذكّر بأن الملك استقبل كل القبائل وأيضا المغاربة اليهود"، مشددا على أن "هذا المكوّن متلاقح، وينبغي أن نركز على الجانب التفاعلي لأنه لا وجود لانفصال، وبالتالي الشخصية المغربية متكاملة". وحول حضور اليهود الأمازيغ في المجتمع المغربي، أكد الأستاذ الجامعي أن "الأمازيغية هي القاعدة التي انبنت عليها طبقات أخرى، فيمكن للإنسان أن يكون أمازيغيا مسلما، أو أمازيغيا يهوديا، ولا ينبغي أن تقرأ قراءة ايديولوجية، بل موضوعية، فنحن نتحدث عن المغاربة والانتماء للمغرب والوطن". وبخصوص ما كان علال الفاسي، مؤسس حزب الاستقلال، يؤكد عليه من أن المغربي هو الذي يتحدث بالعربية ويدين بالإسلام، اعتبر الروائي أوريد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "هذا التعريف أصبح متجاوزا". وأوضح والي جهة مكناس تافيلالت سابقا أن "الإنسان ابن عصره قبل أن يكون ابن أبيه، وينبغي أن نلوم أنفسنا إن بقينا حبيسي تصور صار متجاوزا"، مشددا على أنه "لا يجب حصر أن تكون مغربيا بضرورة أن تكون مسلما وناطقا بالعربية". من جهته، الأستاذ الجامعي جوزيف شتريت، تحدث في اللقاء المذكور عن لغة سرية كان يعمد اليهود إلى استعمالها في الأسواق، موردا أن هذه اللغة لا يفهمها الزبون المسلم العربي بالنظر إلى توظيف كلمات من العبرية. واستدل المتحدث على ذلك بكون الزبون "عندما يحضر لشراء بلغة، مثلا، يدخل في مساومة مع البائع اليهودي، غير أنه لا يتقبل الثمن، فيغادر صوب محل آخر، إلا أن البائع الأول يخاطب زميله ب (قوف أو زعوق) التي تعني أن يطلب منه مبلغا يفوق المئة، الشيء الذي يجعل الزبون يعود أدراجه صوب المحل الأول"، موضحا أن هذه اللغة السرية تعني "لاشونية"، أو "تاقوليت" لأن اليهود يتحدثون بحرف القاف، أو "تاحراميات". وتحدث سيرج بيرديغو، الكاتب العام لمجلس الطائفة اليهودية بالمغرب، عن دور اليهود في صيانة المقابر بالمغرب، مشيرا إلى أنه تمت إعادة الاعتبار للعشرات منها بكل من الدارالبيضاء، أصيلة، طنجة، قلعة السراغنة، الراشيدية وغيرها. وأكدت زهور رحيحل، أمينة متحف التراث الثقافي اليهودي بالدارالبيضاء، أن تنظيم هذا اللقاء يوضح سياسة انفتاح المؤسسة على محيطها الثقافي، مشيرة إلى أن التظاهرة ترمي إلى إعادة الاعتبار إلى المكون الأمازيغي اليهودي، الذي يعد أول هوية ثقافية دينية اعتنقها الأمازيغ.