جل الذين استوزروا في المغرب، وحملوا حقائب السلطة، واتكؤوا على كراسيها الرخوة، غيروا جلودهم وأفكارهم ومواقفهم، "اتسيفوا" على الشعب وتنكروا له، ونقول "جل" تفاديا لكل تعميم لن يخدم موضعنا في الصميم (...) كأنهم اتفقوا وبدون أن يضربوا لذلك موعدا على تأكيد صحة وحكمة الفيلسوف الألماني "نيتشه" حين قال في إحدى شذراته من مؤلفه الشهير (أفول الأصنام) على أن : "الأفعى إذا لم تغير جلدها تهلك"!! "" وتصوروا معي كم من أفعى "مجازا" التفت على عنق هذا الشعب البسيط، المتواضع والكادح المسالم ونفتت سمها في عروقه. ومع ذلك يصر على الوقوف منتصبا، بكبرياء وعزة في أصعب الظروف وأهونها، يقاوم عن أجل الحياة وكرامته في الحقول والمعامل، تحت الأرض في المناجم، بين لجج الموج في أعالي البحار، تصوروا معي هذا الشموخ المغربي الذي بدأت تنال منه هذه السموم ينبطح على أسرة العار جسدا عاريا بلا كرامة، ومختوما بعبارة "لحم طري صنع بالمغرب"! سلعة رخيصة تنهشها خنازير النفط، يمتهن الدعارة، وأعراضا بأقل من دولار... تصوروا المهزلة ! الكرامة العمومية للمغاربة تهدر حتى لا نقول هدرت، ولا حياة فيمن تنادي ... ومن ستنادي؟! شبابنا ورجالنا مجرد جثت تتقادفها أمواج البحر، وبناتنا وأعراضنا تدوسها مافيات الرقيق في سوق الرذيلة العالمية، فماذا تبقى لنا أن نعتز به؟! باعوا الأرض وزادوا العرض، ومع ذلك يصرون على نفث سمومهم في مجاري الدماء والهواء لشعبنا، وماذا تبقى لنا أن نقول" أليس الصمت أبلغ من ضجيج كل صوت؟!