دافع محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، عن حليفه الأول في الساحة السياسية، رئيس الحكومة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، مؤكدا على ضرورة أن يتم تشكيل الحكومة مع ضمان مكانة رئيسها. وقال بنعبد الله، الذي كان يتحدث خلال اختتام الدورة الثامنة للجنة المركزية لحزبه اليوم الأحد بالرباط، إن "الوصول إلى تشكيل الحكومة، لابد أن يكون نتيجة الاعتماد على الدور الذي سيقوم به رئيس الحكومة"، مشددا على ضرورة أن يكون "المسؤول عن الحكومة معززا مكرما للقيام بدوره؛ لأن حكومة قوية تعني رئيس حكومة قوي متجاوز لبعض الاعتبارات التي على الجميع عدم الالتفات إليها". وشدد الأمين العام لحزب "الكتاب" على أهمية "أن ترتقي الطبقة السياسية ليكون المغرب معبأ بحكومة قوية محترمة للإرادة الشعبية، ومتجاوزا للحسابات الثانوية التي لا يليق أن تكون معرقلة لهذا المسار"، داعيا إلى "تعزيز الجبهة في شقها المؤسساتي والاقتصادي". بنعبد الله برر موقفه بكون عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، "التي تعد تحولا كبيرا بالنسبة لبلادنا لمدة أربعين سنة، تتطلب مواقف موحدة على جميع المستويات"، معتبرا أن الانخراط في القارة الإفريقية، بالإضافة إلى المجهود الكبير الذي يقوم به الملك محمد السادس، "يلزم مؤسسات داخلية قوية، وفِي مقدمتها حكومة قوية". وفِي الوقت الذي تمنى فيه قائد المكون الثاني في التحالف بعد حزب العدالة والتنمية أن "تكون الأيام المقبلة حاسمة لتجاوز الوضع الحالي في إطار التعامل الإيجابي بين المكونات المعول عليها لتشكيل حكومة قوية"، عاد ليذكّر بأن "هناك تحديات بالنسبة للمغرب، وهي ضرورة أن نكون جبهة داخلية متينة، التي تعني مؤسسات قوية واقتصادا متطورا وعدالة اجتماعية، وهذا يدخل في المشروع السياسي لحزب التقدم والاشتراكية". وعلاقة بالشأن الداخلي لحزبه، أوضح بنعبد الله أن "ما عشناه في انتخابات السابع من أكتوبر، نعلم أن هناك عوامل كثيرة ساهمت في ما وصل إليه الحزب"، مشددا على أهمية "مراجعة الذات الجماعية، وتجاوز ما هو شخصي؛ لأن الأمر لا يرتبط برفيق أو رفيقة، بل بضرورة السهر بشكل جماعي على الحفاظ على إرث من الرعيل الأول". وأكد في هذا السياق أن "مراجعة الذات تتطلب رجة حقيقية وأن نكون قادرين على جعل ما قبل هذه الدورة ليس ما بعدها"، مشيرا إلى أن "التوجه العام الصادر عن هذه الدورة هو توجه إصلاحي، ومراجعة الذات ليس معناه أننا لم نقم بشيء". وأعلن المتحدث نفسه أن "لحزب الكتاب باع طويل رغم النتائج التي نسبت لنا، سواء بشكل سلبي أو إيجابي، لكن يشار للحزب في مساهمته للخروج من الوضع الحالي"، وخاطب من وصفهم بخصوم الحزب بالقول: "من هو متواجد في المجتمع فإن المغاربة يلتفتون له رغم التضييق والضربات التي يتلقاها؛ لأن اللّي عندوعندو"، مبرزا أن "الحزب ينظر إليه رغم الخصوم الذين يكنون له العداء، والحديث عنه لأنه موجود وإلا لماذا تتحدث عنه إذا لم يكن يمثل شيئا؟"، يتساءل بنعبد الله. زعيم ال"PPS" أكد أن قيادة الحزب غير راضية عما حققت، وخصوصا في الانتخابات، معتبرا أنه "لو قمنا بما يجب على جميع المستويات، لكان ذلك سيتيح لنا التوفر على فريق برلماني للقيام بالواجب البرلماني"، قبل أن يوضح أنه "خلال الأربع سنوات التي تفصلنا عن الانتخابات التشريعية والجماعية والمستشارين، نكون قد راجعنا ما يمكن مراجعته". وفي هذا الاتجاه، أبرز بنعبد الله أن "العالم الحضري تهيمن عليه أفكار محافظة رغم أننا نتحالف مع أصحابها"، مشيرا إلى أن "المسؤولية جماعية؛ لأننا لم نستطع تجذير الحزب في المدن الكبرى، وأن تكون له تنظيمات قادرة على التفاعل مع المجتمع وأن يكون له حضور من خلال التعاقد".