بدت الصورة واضحة على أن حزب العدالة والتنمية وحزب الاستقلال وحزب التقدم والاشتراكية ماضون في التنسيق القبلي من أجل تشكيل تحالف ما بعد 7 أكتوبر، ظهر ذلك جليا من خلال الرسائل السياسية المتبادلة بين زعماء الأحزاب الثلاثة. وفي هذا السياق أثنى الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الاله بنكيران، مساء أمس في بوزنيقة، على المواقف التي أعلن عنها حزب الاستقلال عندما اعتبر أن حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال انتبه إلى أن حزب العدالة والتنمية لا يمكن أن يكون خصمه. وأضاف بنكيران، أن حزب علال الفاسي شرع في تصحيح مسار الحزب الذي شقه لنفسه غداة انتخاب حميد شباط على رأس الحزب، والذي كان من تجلياته أن أعلن انسحابه من حكومة عبد الاله بنكيران. ونبه بنكيران في اللقاء المفتوح الذي عقدته معه شبيبة حزبه مساء اليوم السبت 25 يونيو ، في الملتقى الوطني للكتاب المجاليين، إلى أن حزب العدالة والتنمية وقياداته لم تهاجم حزب الاستقلال ولم تسيء إليه، رغم الاصطدام السياسي الذي حدث بين قيادات حزب « المصباح » وزعيم حزب الميزان، وبيّن بنكيران أن تجنب مهاجمة حزب علال الفاسي كان لأنه يعلم أن هذا الحزب حزب وطني كبير. ولم يثن بنكيران على المواقف التي أعلن عنها مؤخرا حزب الاستقلال فقط، بل أثنى مرة أخرى، وكما هي العادة، على ما سماه « الزعيم الشاب نبيل بنعبد الله »، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، حليفه في الحكومة. وأشار بنكيران إلى أن بنعبد الله اتخذ مواقف بطولية سيذكرها التاريخ السياسي، وأوضح أن أبرز موقف سياسي بطولي أصر عليه زعيم ال pps هو تصديه لحزب التحكم، في إشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة، بعدما ظهر له أن مواجهة التحكم هو الطريق الصحيح و »لو كلفه ذلك ما كلفه »، بتعبير بنكيران. وخصص بنكيران حصة الأسد من كلامه في ذات اللقاء لشباب حزبه، والذي شدد فيه على ضرورة التشبث بالمرجعية التي يتبناها الحزب، وتمثل قيم « صدق القول »، و »أداء الأمانات »، و »الوفاء »، و »عدم التآمر »، وغيرها من القيم، التي يجب أن تكون من صميم القيم السياسية أيضا. وأشار إلى أن قيادات حزب العدالة والتنمية تعاملت مع الحلفاء السياسيين بهذه القيم، مما مكنها من الحفاظ على تحالفاتها ووفت لها. واعتبر أن لا معنى لأي انتصار يحققه الحزب إذا لم يمتثل لهذه القيم.