انصب اهتمام الصحف الصادرة بمنطقة أمريكا الشمالية على الأيام الأولى من رئاسة دونالد ترامب، علاوة على العلاقات الأمريكية الكندية في عهد الإدارة الأمريكيةالجديدة. وهكذا، كتبت يومية (نيويورك تايمز) أنه خلال أول عطلة نهاية أسبوع من رئاسته، ظل دونالد ترامب وفيا لأسلوبه وتصريحاته التحريضية، من خلال تغريداته على (تويتر) بشأن الأحداث والوقائع التي لا تعجبه، معتبرة أن هذه الطريقة كانت ناجحة في الحملة الانتخابية، لكن واقع البيت الأبيض يتطلب شيئا آخر. وأوضحت أن هذه المنهجية أقلقت حتى أشخاصا داخل دائرته الخاصة، والذين دعوا الرئيس الأمريكي إلى التحلي بضبط النفس وعدم الدخول في مواجهة، لاسيما مع وسائل الإعلام، مشيرا إلى أن ترامب يبدو عازما على الحفاظ على أسلوبه رغم إكراهات البيت الأبيض. وتحت عنوان (ثأر البيروقراطيين)، أبرزت صحيفة (بوليتيكو)، من جهتها، أن الموظفين الاتحاديين تعهدوا بمواجهة القاطن الجديد للبيت الأبيض، الذي وعد ب"تجميد" التوظيف وتقليص عدد العاملين في القطاع الحكومي. وسجلت اليومية أن إدارة ترامب تعد خططا في هذا الاتجاه، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي سيوقع خلال هذا الأسبوع مرسوما تنفيذيا سيوقف عملية التوظيف، مؤكدة أن مخططات يجري تطويرها حاليا لتقليص عدد العاملين بعدة وكالات فيدرالية، التي تعمل في مجال السياسة الداخلية. ولاحظت الصحيفة، في هذا الصدد، أن مهمة الإدارة الجديدة لن تكون سهلة في مواجهة الموظفين، العازمين على الانتقام، مشيرة إلى أن هؤلاء الموظفين قادرون على إرسال معلومات إلى الكابيتول وإلى الصحافة بخصوص تعيينات سياسية في مناصب فيدرالية. من جهة أخرى، ذكرت (واشنطن بوست) أنه بمجرد التوقيع على أول مرسوم تنفيذي حول إصلاح النظام الصحي، المعروف باسم (أوباماكير)، سيلقي دونالد ترامب نوعا من الغموض على سوق التأمينات، التي تظل هشة، مبرزة أن تأثير هذا المرسوم، الذي يطالب الوكالات الفيدرالية بتخفيف التنظيمات المتعلقة بقانون التأمين الصحية، بدأ استشعاره بجميع أنحاء البلاد. وأوضحت اليومية أن التداعيات السياسية لهذا القرار واضحة، خصوصا أن الرئيس والجمهوريين في الكونغرس عازمون على تفكيك أجزاء هامة من هذا الإصلاح الرئيسي لباراك أوباما، لكن هذا القرار سيقلب، في الواقع، سوق التأمين على المرض. وفي كندا، ذكرت يومية (لا بريس) أن العلاقة الكبيرة القائمة بين رئيس الوزراء جوستان ترودو والرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أصبحت من الماضي، مشيرة إلى أن ترودو وحكومته الليبرالية مدعوون إلى مواجهة واقع رئاسة جديدة يشغلها الجمهوري دونالد ترامب. وأكدت الصحيفة أنه إلى حدود الآن كانت الحياة سهلة نسبيا بالنسبة لترودو في علاقات كندا مع الولاياتالمتحدة، بالنظر إلى أن أوباما كان حليفا طبيعيا على مستوى تغير المناخ، مضيفة أن الليبراليين يستعدون لعهد مغاير تماما في واشنطن. وذكرت الصحيفة، نقلا عن مستشار سابق لترودو في السياسة الخارجية، أن الليبراليين اعتمدوا إلى حدود الساعة مقاربة معقولة من خلال التواصل مع فريق ترامب بهدف الشروع في تقييم أهمية الشراكة الاقتصادية بين البلدين ومصلحة الولاياتالمتحدة في الحفاظ عليها، مشيرة إلى أن العمل الحقيقي لازال في بدايته، كما أن نهج الإدارة الأمريكيةالجديدة قد يكون غير مسبوق وغير مشابه لما كان عله الحال من قبل في واشنطن. وفي موضوع آخر، تناولت يومية (لو دوفوار) نوايا التصويت في الانتخابات الكيبيكية، مشيرة إلى تسجيل نسبة عالية من عدم الرضا على حكومة فيليب كويار. وأوضحت الصحيفة أن نسبة عدم الرضا على الحكومة انخفضت بواقع 4 نقاط منذ دجنبر الماضي، لكنها تظل مرتفعة جدا في حدود 62 في المئة، في وقت عبر فيه ربع الناخبين الليبراليين تقريبا (24 في المائة) عن خيبة أملهم إزاء فترة تولي حزبهم للحكم. وببنما، نقلت صحيفة (لا برينسا) عن الرئيس خوان كارلوس فاريلا قوله إن الحكومة قررت منع الشركة البرازيلية المتخصصة في البناء والأشغال العمومية (اودبريشت) من المشاركة في الصفقات العمومية مستقبلا، موضحة أن هذا القرار جاء إثر تورط الشركة في منح عمولات ورشاوى بملايين الدولارات للحصول على عقود في عدد من البلدان، من بينها بنما. وأضافت الصحيفة أن الرئيس شدد على أنه إلى جانب محاربة الفساد والتحقيق في الصفقات التي حصلت عليها الشركة، يتعين حماية "الاقتصاد الوطني ومصالح المواطن البريء"، مبرزة أن التحقيقات شملت إلى حد الساعة أربعة من كبار الموظفين في الحكومتين السابقة والحالية. من جانبها، تطرقت صحيفة (لا إستريا) إلى انعكاسات تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة على بلدان أمريكا الوسطى، مبرزة في هذا الصدد أن هذه الأخيرة مطالبة بتغيير نموذجها المالي والاقتصادي للتأقلم مع "السياسات الراديكالية" التي قد يتبعها ترامب، خاصة في ما يتعلق بالهجرة والتجارة والاستثمار. وبالمكسيك، كتبت صحيفة (لاخورنادا) أنه بعد يوم واحد على تحدثه مع الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، قام الرئيس انريكي بينيا نييتو بإجراء اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الكندي، جوستان ترودو، أكدا خلاله على أهمية جعل أمريكا الشمالية "منطقة للتجارة والتدفق الحر للاستثمار ". وأضافت الصحيفة أن الزعيمين شددا على ضرورة بذل جهود مشتركة لمواصلة تعزيز التكامل والاندماج في منطقة أمريكا الشمالية.