ارتفعت، في الآونة الأخيرة، حدة المعارضة اللاذعة لحركة "خط الشهيد"، التيار المنشق عن تنظيم "البوليساريو" الانفصالي، تجاه هذا الأخير، بوصف قيادته ب"القيادة الفاسدة بقبليتها ومحسوبيتها" واعتمادها ل"مناورات للبحث عن انتصارات وهمية"، والحفاظ على الأوضاع كما هي ل"خدمة أسيادها بالجزائر". ففي تعليق على التعيينات الأخيرة التي أصدرها إبراهيم غالي، الأمين العام للجبهة، همّت مسؤولين في "أمانة التنظيم السياسي" والجيش و"وزراء" في مجالات "الداخلية" و"البناء" و"اللواء الاحتياطي"؛ قال "خط الشهيد" إن هذا التحرك يبصم على إغلاق باب "التجديد والتغيير والسماح للشباب بتولي المسؤولية بدل هؤلاء الكهول الذين بدؤوا يموتون في مناصبهم". نشطاء التيار المعارض، الذي يصف نفسه ب"الحركة السياسية الإصلاحية"، انتقدوا لجوء زعماء البوليساريو إلى تعيينات ذات صبغة قبلية ومصلحية على مستوى مراكز القرار؛ فقد دعت وثيقة تحت عنوان "الرئيس الجديد، والتعيينات الجديدة" الصحراويين إلى "أن يصلوا صلاة الغائب على تنظيمهم السياسي الذي اغتالته هذه القيادة الفاسدة بقبليتها وفسادها ومحسوبيتها". "فهل تأكدتم، يا أهل الصحراء، أن لا شيء تغيّر في البوليساريو؟ مات الرئيس وجاء الرئيس ولا جديد يذكر"، يشدد "خط الشهيد" الذي أكد أن ما وصفها بقضية "التحرير والعودة" يبقى وفقه "آخر ما يمكن أن تحدث عنه هذه القيادة، التي تضيع الوقت والتفكير في تعيينات بمناصب في إمارة جنوب تندوف يريدون لها أن تبقى إلى ما لا نهاية له كبديل عن الوطن". واستمر "خطّ الشهيد" في مهاجمة القيادة الجديدة للبوليساريو، التي خلفت محمد عبد العزيز بعدما وافته المنية نهاية شهر ماي المنصرم؛ بالقول إن خطابها متكرر وممل، ويدل على "مدى انحراف البوصلة القيادية عن ترتيب بيت العسكر للاستعداد لواقع حرب يمكن أن تفرضه الظروف في أية لحظة"، على حد تعبير التيار الانفصالي المُنشقّ. أما بخصوص موقف قيادة التنظيم من التحركات المغربية الأمنية الوقائية في منطقة الكركارات، الواقعة خلف الجدار الدفاعي في اتجاه الحدود المغربية الموريتانية، انتقد "خط الشهيد" قيام الزعيم الانفصالي بمراسلة الأمين العام للأمم المتحدة يتهم فيها المغرب بخرق وقف إطلاق النار، "بدأت الجماهير في المخيمات تغلي، ومعظمهم من أصحاب السيارات التي تمت مصادرتها من طرف المغرب.. بعد اجتماعات ماراطونية لمكتب الأمانة ومشاورات مع الجزائر، جاء رد القيادة متأخرا ب18 يوما كاملا". وتابع المصدر ذاته بالقول إن حقيقة قيادة البوليساريو ظهرت "ومناوراتها للبحث عن انتصارات وهمية ومواصلة سياسة الكذب على الناس وبيع الأحلام، إذ إن كل ما طالبت به هذه القيادة المينورسو هو إرجاع الوضع إلى ما قبل 10 غشت، والترجي بفتح المفاوضات مع المغرب"، مشددة على أن التنظيم الانفصالي يحاول الحفاظ على ما أسماه "وضع اللاحرب واللاسلم.. لأنه يخدم القيادة وأسيادها بالجزائر، فالقيادة تعيش في بحبوحة نعيم قرب شعب يعيش في الجحيم".