هاجم نشطاء صحراويون ضمن حركة "خط الشهيد"، التيار المنشق والمعارض لتنظيم "البوليساريو" الانفصالي، ما أسموه "اللوبي المتحكم الذي لا همّ له إلا الترفُّه والثراء في مخيمات تندوف"، مشددين على تدهور الأوضاع على كافة الأصعدة. وسارعت قيادات "خط الشهيد" إلى بث رسائل حادة ضد قيادة البوليساريو الحالية، التي يترأسها إبراهيم غالي، معتبرة أن الأمانة العامة للتنظيم الانفصالي "تروج للرأي العام الصحراوي والدولي إنجازات وانتصارات وهمية"، ومشيرة إلى أن آخر لقاء لقيادة التنظيم "لم تتحدث فيه عن الحل ولا عن المستقبل .. وكأن إمارة جنوب تندوف أصبحت أمرا واقعا ورحمة دائمة للسكان". وكشف التنظيم المعارض للبوليساريو، الذي يصف نفسه ب"الحركة السياسية الإصلاحية"، أن الزيارات الميدانية للقادة الانفصاليين، المروج لها إعلاميا، لا تعد انتصارات بقدر ما هي "تمتع بالخريف وشرب لبن الإبل"، مضيفا أن ما تتحدث عنه الجبهة من انتصارات ليست سوى وهمية، وزاد: "ثمنت الأمانة الوطنية الموقف البطولي لمعتقلي اكديم ازيك الذين يتاجرون بهم ويتخلون عنهم يعانون وحيدين". نشطاء التيار المعارض، ومن خلال موقعهم الرسمي، عروا حقيقة تحركات أتباع غالي بالقول إن من يطلق عليه "الشعب الصحراوي"، يعاني تحت الخيام "من دون أفق للحل، وفي جو من الانتظار الممل والقاتل"، ليعودا إلى قصة الانتصارات بالتأكيد على أنها "انتصارات وهمية لا وجود لها إلا في مخيلاتهم الدعائية"، وزادوا: "عشنا وشفنا الانتصارات التي لا وجود لها إلا في بيانات الأمانة الوطنية طيلة أكثر من ربع قرن من وضعية اللاحرب واللاسلم". ويرى "خط الشهيد" أن قيادة البوليساريو تستغل بشكل بشع معاناة صحراويي تندوف، "لتخلص الأمانة لمربط الفرس، وهو الدعم والمساندة والاستجداء باسم اللاجئين الذين يعيشون على حسابهم"، في إشارة إلى النداء الذي توجهه الجبهة إلى الجهات الدولية المانحة "لمراعاة الوضعية الإنسانية للاجئين الصحراويين واحتياجاتهم المتزايدة في مجالات التغذية والخدمات الاجتماعية"، على أن "القيادة مازالت تعيش بعقلية السبعينيات والثمانينات"، وفق تعبيره. وفي سياق ذي صِلة، كتب الناشط الصحراوي سيد احمد لعروسي، تحت عنوان: "أنقذوا وطنكم أيها الصحراويون"، رافعا الستار عن الوضعية "المتدهورة" التي يعيشها صحراويو مخيمات تندوف، إذ أورد: "كلما تواجه إنساناً صحراوياً إلا وتراه يلعن وضعية التدهوُر التي بلغناها على كل الأصعدة"، محملا البوليساريو مسؤولية تلك الأوضاع، ومتحدثا عن "وجود لوبيات انتفاعية مازالت تنكر وجود التدهور، وذلك لأمور في نفوس غير صادقة". وأورد الناشط المعارض أن قيادة في البوليساريو "تعمل الآن على إبقاء الوضع على ما هو عليه، لأن اللوبي المتحكم لا يرى لنفسه مصلحة"، على أنهم "يتمتعون الآن بمناصب وجاه لا يريدون تقاسمه مع أحد"، كاشفا "وجود حالة من التذمر والشكوى والسخط العارمة بين الصحراويين في المخيمات"؛ على أن "الوضع لم يعد يُحتمل ولا بد من التغيير والإصلاح على كافة الصُعد". وحث نشطاء "خط الشهيد" صحراويي تندوف على انتقاد ومعارضة "التدهور الذي وصلنا إليه الذي ليس مرشحاً إلا إلى الأسوأ إذا ما تابعنا في هذا الطريق المتلوي بفعلنا أكثر من غيرنا"، والانتفاضة في وجه "يد الإفساد التي تقوى عودها بع 42 سنة، انتعش فيها كل طالح واغتيل كل صالح أمامنا ولم نحرك ساكناً"؛ فيما أضاف المصدر ذاته: "لا تمدحوا المخطئين فتغالطوهم ويحسبوا أنهم على صواب.. بلِّغوهم بأن القبلية مُناقضة للوحدة، وبأن الإثراء من قُوتِ اللاجئين مناقض للأمانة".