بينما يستعد المغرب لاستضافة حدثين رياضيين كبيرين -كأس الأمم الإفريقية 2025 وكأس العالم 2030- شهدت المملكة المغربية خطوة هامة بإطلاق أول تكوين دبلوم في طب القلب الرياضي. مبادرة رائدة تقودها أخصائيتين في طب القلب بالمغرب، الأستاذة عائشة عواد والدكتورة حسناء بلغيتي، بشراكة مع الجامعة الدولية للرباط (UIR).
*دفعة أولى متميزة*
في أكتوبر الماضي، احتفلت الجامعة الدولية للرباط بتخرج الدفعة الأولى من هذا البرنامج، والتي تضم 36 طبيب قلب، من بينهم 25 امرأة و11 رجلاً.
وقد أشرف على هذا التكوين فريق من الخبراء المغاربة بمساندة مختصين دوليين بارزين.
حاليًا، تخضع دفعة ثانية للتكوين، مما يعزز طموح المغرب في الجمع بين الأداء الرياضي العالي والسلامة القلبية.
*لماذا يُعتبر طب القلب الرياضي ضروريًا؟*
في رياضات تتطلب مجهودًا كبيرًا مثل كرة القدم، حيث تُحدث كل حركة فارقًا، يلعب طب القلب الرياضي دورًا محوريًا على عدة مستويات:
الوقاية من الأمراض القلبية: الكشف المبكر عن اضطرابات القلب (مثل اعتلال عضلة القلب واضطرابات النظم) لمنع المآسي، خصوصًا بين الرياضيين الشباب.
تحسين الأداء: قياس الحد الأقصى لاستهلاك الأوكسجين (VO2 max)، تقييم التعافي، وتكييف التمارين الرياضية لتحقيق أقصى درجات التحمل والقوة.
إعادة التأهيل بعد الإصابات: دعم الرياضيين بعد الإصابة بأمراض مثل التهاب عضلة القلب أو العمليات الجراحية.
*رهان استراتيجي للرياضة المغربية*
مع تطور الرياضة عالية المستوى وزيادة انخراط المغاربة في المنافسات الدولية، يهدف هذا التكوين إلى تحقيق هدف مزدوج: حماية صحة الرياضيين وتعزيز أدائهم التنافسي.
وتؤكد أمثلة حديثة، مثل عودة اللاعب الدنماركي كريستيان إريكسن إلى الملاعب بعد تعرضه لسكتة قلبية بفضل جهاز مزيل الرجفان المزروع، على أهمية هذه التخصصات.
ويُتوقع أن يستفيد المغرب من هذه الخطوة بفضل بنياته التحتية الرياضية الحديثة ومواهبه الواعدة.
*رؤية للمستقبل*
يُجسد هذا البرنامج طموح المغرب في الجمع بين الطب المتقدم والأهداف الرياضية العالمية.
ومع تحول طب القلب الرياضي إلى ركيزة أساسية، فإنه سيساهم في تعزيز مكانة المغرب ليس فقط على الملاعب، بل أيضًا في المجال الطبي، مما يعكس انتصارًا مستدامًا لصحة وأداء أبطاله.