أعلنت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" عن تصنيف المغرب في المرتبة الأولى عالميًا في مجال حفظ القرآن الكريم. يعد هذا التكريم شهادة جديدة على عراقة وتقاليد المغرب في مجال العناية بكتاب الله، مما يبرز مكانته البارزة بين الدول التي تهتم بتعليم وحفظ القرآن. ويأتي هذا التصنيف تتويجًا لجهود المملكة المستمرة في تشجيع حفظ القرآن الكريم وتعليمه. ويعيش في المغرب ما يقارب مليون ونصف المليون حافظ لكتاب الله، وهو رقم يعكس الاهتمام العميق والراسخ الذي يوليه الشعب المغربي للقرآن الكريم. هذه الأرقام تجسد التزام المغرب بتعليم وتثبيت القيم الإسلامية، وتعكس دور المؤسسات الدينية والتعليمية في تعزيز هذه القيمة الروحية. على مر العصور، ظل المغرب مركزًا حضاريًا وثقافيًا هامًا في العالم الإسلامي، حيث تحرص الدولة على إنشاء مؤسسات دينية وتعليمية تهدف إلى نشر تعاليم القرآن الكريم. من أبرز هذه المؤسسات "مراكز التحفيظ" المنتشرة في كافة أنحاء المملكة، والتي تساهم بشكل كبير في الحفاظ على هذا الإرث الديني من خلال تعليم الأطفال والكبار كيفية حفظ وتلاوة القرآن الكريم بطريقة صحيحة. كما أن المغرب يشتهر بتنظيم المسابقات القرآنية الكبرى، التي تجمع حفظة القرآن من جميع أنحاء العالم، مما يساهم في إبراز أهمية هذا الجانب الديني في حياة الشعب المغربي. هذه المسابقات لا تقتصر فقط على مستوى الحفظ، بل تشمل أيضًا التلاوة والترتيل، وهو ما يعزز من مكانة المغرب على الساحة العالمية في هذا المجال. إن هذا التصنيف العالمي لم يأتي من فراغ، بل هو نتيجة لجهود مستمرة من المؤسسات الحكومية والدينية في المغرب، والتي تواصل دعمها للبرامج التعليمية التي تهتم بالقرآن الكريم. هذا الإنجاز يعتبر بمثابة فخر واعتزاز للشعب المغربي وللأمة الإسلامية بشكل عام، ويؤكد أن المملكة المغربية ستظل دائمًا حاضنة لكتاب الله، ولا خوف عليها في ظل هذا الاهتمام المستمر بحفظ التراث الديني وتعليمه للأجيال القادمة. يعد تصنيف المغرب الأول عالميًا في حفظ القرآن الكريم لحظة فخر لكل مغربي، ويعكس الدور الكبير الذي تلعبه المملكة في نشر قيم التسامح والاعتدال في العالم.