علمت »العلم « من مصادر متواترة أن العضو القيادي بجبهة الانفصاليين و المرشح المحتمل المنافس لعبدالعزيز المراكشي على منصب قيادة الجبهة البشير مصطفى السيد قد تعمد مقاطعة الاجتماع الأخير لقيادة البوليساريو الذي انعقد منتصف الشهر الجاري ، و هو ما يؤشر على اتساع رقعة الانشقاقات و الشروخ داخل قيادة الجبهة التي يديرها المراكشي بقبضة من حديد و يسخر حاشيته و مقربيه لإجهاض أي محاولة أو مسعى فردي أو جماعه لاقالته من منصب القيادة الذي خلد فيه منذ زهاء 35 سنة حتى أضحى يلقب بأقدم زعيم بالعالم . الى ذلك جدد زعيم تيار خط الشهيد المعارض لقيادة البوليساريو اتهاماته الى مجموعة عبد العزيز المراكشي واصفا إياها بالقيادة الفاسدة والمرتشية، والتي تعيش و تتمتع على حساب معاناة ساكنة بالمخيمات و هدفها الأساسي بدل التحرير هو البقاء في السلطة مهما كان الثمن . و شدد المحجوب السالك في حوار صحفي نشرته مجلة الصحراء اليوم أن مبعث خلاف تياره مع القيادة الراهنة للبوليساريو تحولها الى المتاجرة بمعاناة الصحراويين وتبديل هدفها الأساسي من التحرير الى البقاء في السلطة مهما كان الثمن . و كشف زعيم تيار خط الشهيد الى سلوك قيادة البوليساريو الهادف الى تدجين المعارضين لها ومحاولة ارشائهم بالأموال المشبوهة و المناصب في حين تتعمد في الوقت نفسه تشويه صورة من يعارضها الرأي و لا تسمح له بحرية الحركة والتنظيم داخل المخيمات . و أبرز المحجوب السالك أنه و منذ إعلان وقف إطلاق النار، حولت قيادة البوليساريو مؤتمرات الجبهة إلى مسرحيات الهدف منها بقاؤهم في السلطة لمدة أربع سنوات أخرى تحت تصفيقات الحاشية التي تتشكل أساسا من لائحة إنتخابية تتجاوز 700 مؤتمر يعتمدها بالتعيين عبد العزيز المراكشي مشددا على أنه و في غياب مشرات مؤتمر ديمقراطي، حر نزيه وشفاف للجبهة ، فإن هذه القيادة، لا شرعية لها، وبالتالي فليس لها الحق للتفاوض حول مصير شعب تنكرت له، وتريد ان تجعله مطية لتحقيق مآربها الشخصية عبر مؤتمرات مسرحية محددة النتائج مسبقا . و شدد ولد السالك أن قيادة البوليساريو، لا يهمها الحل الذي يخدم الشعب الصحراوي ولكن يهمها الحل الذي يخدم امتيازاتها السياسية والمالية بعد أن حولت الجبهة الى إلى ملكية خاصة، الهدف منها ليس تقرير المصير والاستقلال وإنما المتاجرة بمعاناة الأهالي في أرض اللجوء الذين يشكل كل يوم يمر على معاناتهم في المخيمات جريمة في حق الإنسانية ملفتا الى أن عبد العزيز يحاول أن يحول مخيمات لحمادة الى بديل عن الوطن و أن قيادة البوليساريو، تسيطر على المخيمات، وتعيش في بحبوحة نعيم، قرب شعب يعيش في الجحيم و مبرزا أن اكبر إنتهاك لحقوق الإنسان، هو الحرمان من المشاركة في القرار الذي يعني مصير الإنسان وحياته ومستقبله، والتنظيم الحر عبر تنظيمات سياسية، خارج وصاية قيادة البوليساريو . و فيما يمكن توصيفه بلحظة المكاشفة الصريحة أكد زعيم خط الشهيد أن الجزائر دولة قوية ويحسب لها حسابها في المنطقة، وموقفها إلى جانب الصحراويين، ليس من أجل عيون الصحراويين، ولكن من اجل المصالح العليا لدولة الجزائر , مشيرا في الوقت نفسه الى أن الجزائر مطلعة بالتفاصيل على فساد قيادة البوليساريو و أن مسؤوليها الرسميين بمنطقة تندوف يتلقون رشاوى من طرف قيادة البوليساريو، مقابل صمتهم على فسادهم الصارخ و هو ما يفسر درجة إحتقار الصحراويين من طرف السلطات الجزائرية في العديد من المراكز الأمنية بالتراب الجزائري و حول المخيمات .