على غير عادته، استدعى مكتب الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو أعضاء الوفد المفاوض، الذين توجهوا إلى مانهاست للمشاركة في المفاوضات برسم الجولة الثالثة التي ستحتضنها هذه المدينةالأمريكية ابتداء من 7 يناير الجاري. وحسب مصادر مطلعة، فإن هذا الاجتماع الذي ترأسه زعيم الجبهة، محمد عبد العزيز، وحضره شقيق مؤسس الجبهة الراحل مصطفى الوالي السيد إلى جانب أعضاء الوفد المفاوض الستة، يعد الأول من نوعه خلال سلسلة المفاوضات الجارية مع المغرب، علما بأن مكتب الأمانة الوطنية لم يجتمع بهؤلاء المفاوضين خلال الجولتين السالفتين. وكشفت المصادر ذاتها أن دافع الجبهة إلى عقد هذا اللقاء هو الانطباع السائد في أوساط البوليساريو أن هذه المفاوضات لن تسفر عن أي نتيجة تذكر. ولم تعمد البوليساريو هذه المرة إلى إحداث أي تغيير في تركيبة الوفد المفاوض، حيث أبقت على نفس التركيبة السابقة التي فاوضت باسم الجبهة خلال المحطتين السابقتين. وأوضحت المصادر المشار إليها أنه كان متوقعا أن تسند رئاسة الوفد إلى شقيق مؤسس الجبهة البشير مصطفى السيد، الذي استعاد مكانته التنظيمية بعد المؤتمر الأخير للجبهة، حيث ساد الاعتقاد أنه هو الذي سيتولى رئاسة وفد الجبهة خلال الجولة الثالثة من عمر المفاوضات. وكشفت المصادر ذاتها أن لقاء مكتب الأمانة الوطنية مع المفاوضين الستة استعرض خلاله المجتمعون تقييماً عاماً لمسار المفاوضات في الجولتين السابقتين، إضافة إلى توجيهات بخصوص الجولة القادمة، بناء على قرارات المؤتمر الثاني عشر للجبهة الذي انعقد مؤخرا بتفاريتي. وحث مكتب الأمانة الوطنية المفاوضين على ضرورة التمسك بكافة فرص السلام بالرغم من الانطباع السائد بفقدان أي بصيص أمل في أن تسفر هذه الجولة عن انفراج محتمل. وحسب المصادر ذاتها، فإن مفاوضي الجبهة يتوجهون هذه المرة إلى تفاريتي على مضض، تماشيا مع التزاماتهم مع الأممالمتحدة، وقد تم التذكير بأن الطرف الصحراوي سيشارك في الجولة القادمة من أجل تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1754، القاضي بإجراء المفاوضات بين طرفي النزاع، جبهة البوليساريو والمملكة المغربية، مع ترديد نفس اللازمة: «تمكين الشعب الصحراوي من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال». وقد أسندت رئاسة الوفد إلى المحفوظ اعلي بيبا، عضو الأمانة الوطنية للجبهة، وهو رئيس البرلمان الصحراوي الحالي ومن مؤسسي الجبهة، وسبق له أن شغل منصب نائب الأمين العام للجبهة في عهد الراحل الوالي مصطفى السيد، كما شغل منصب رئيس الحكومة الصحراوية في التسعينيات. ويضم الوفد كذلك إبراهيم غالي، عضو الأمانة الوطنية للجبهة، وسفيرها لدى الجزائر الذي سبق له أن شغل لفترة طويلة منصب وزير الدفاع خلال فترة الحرب، وأمحمد خداد، عضو الأمانة الوطنية للجبهة، وأحد الكوادر الأساسية في أجهزة الاستخبارات الصحراوية، وهو أحد الموقعين على اتفاقية السلام بين الجبهة وموريتانيا في غشت من سنة 1979، كما كان من بين القيادات التي كانت بجانب الوالي مصطفى السيد، وهو يعتبر وزير الخارجية الفعلي في الحكومة الصحراوية خلال المرحلة الأخيرة. وإلى جانبه يوجد البخاري أحمد، عضو الأمانة الوطنية للجبهة، وأحد أبرز الركائز الدبلوماسية للجبهة بإسبانيا، وقد تم اعتماده ممثلا لجبهة لدى الأممالمتحدة نظرا لتمرسه السياسي. ويضم الوفد أيضا، إلى جانب هؤلاء، مستشارين لمحمد عبد العزيز وهما من الوجوه الشابة: سيدي محمد عمار، ويتولى منصب مستشار تقني ضمن وفد الجبهة، وهو مختص في شؤون النزاعات الدولية، بالإضافة إلى البشير الصغير، الذي سبق له أن شغل منصب ملحق دبلوماسي بكل من الدنمارك والهند ولندن والجزائر، وتم إلحاقه مؤخرا بتمثيلية الجبهة بالأممالمتحدة.