يغيب وزير الداخلية شكيب بنموسى ورئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية خليهن ولد الرشيد عن الوفد المغربي المصغر الذي سيشارك في المفاوضات غير الرسمية بين المغرب وجبهة البوليساريو بالعاصمة النمساوية فيينا ابتداء من يومه الاثنين. وتهدف هذه الجولة الجديدة من المفاوضات غير الرسمية، التي يشرف عليها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس، إلى إخراج المفاوضات بين المغرب والبوليساريو من مرحلة الجمود. ويتكون الوفد المغربي من ثلاثة مسؤولين سامين هم وزير الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري، والمدير العام للدراسات والمستندات ياسين المنصوري، والأمين العام للمجلس الاستشاري الملكي للشؤون الصحراوية ماء العينين بن خليهن ماء العينين. وكان الوفد المغربي في الجولات السابقة يتكون من أربعة مفاوضين رسميين هم الطيب الفاسي الفهري وشكيب بنموسى وياسين المنصوري وولد الرشيد ومستشارين اثنين هما صالح التامك وماء العينين بن خليهن ماء العينين. وشكل الإعلان عن تشكيلة الوفد المغربي المصغر مفاجأة كبرى، وبدأ يتناسل عدد من الأسئلة والاستفهامات: هل يتعلق الأمر بإبعاد وزير الداخلية ورئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحرواية هل هناك رسائل وإشارات موجهة إلى هذين المسؤولين. وفي الوقت الذي اعتبر فيه بعض المتتبعين لملف الصحراء أن الأمر لا يتعلق إلا بإجراء تقني شكلي وعادي لا يحتمل تأويلات سياسية، على اعتبار أن قضية الصحراء قضية وطنية، فإن مصدرا من المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، فضل عدم الكشف عن اسمه، قال إن إسناد رئاسة الوفد المغربي إلى وزير الشؤون الخارجية هو أمر طبيعي ومنطقي على اعتبار أن المشكل أو الملف يدخل في صميم العلاقات الخارجية التي تسهر عليها هذه الوزارة. غير أنه أكد، بالمقابل، أنه في الجولات الأربع من المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو بمنتجع مانهاست كان يترأس الوفد المغربي حينها وزير الداخلية شكيب بنموسى بالرغم من تواجد الطيب الفاسي الفهري. وبالتالي، فإن غياب بنموسى عن رئاسة الوفد المغربي يطرح، حسب نفس المصدر، تساؤلا حول الأسباب والدوافع التي كانت وراءه. غير أن المفاجأة الكبرى، في رأي المتتبعين، هي غياب رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية خليهن ولد الرشيد عن الوفد المفاوض. وقالت مصادر مطلعة إن غياب خليهن ولد الرشيد قد يفهم منه أنه «رسالة موجهة إلى ولد الرشيد لكي يعود إلى حجمه الطبيعي». وقلل مصدر من المجلس الاستشاري الملكي للشؤون الصحراوية، فضل عدم الكشف عن اسمه، من فرضية أن يكون الصراع بين الهمة وخليهن ولد الرشيد هو السبب في إبعاد خليهن ولد الرشيد عن المفاوضات المصغرة في فيينا. وقال: «ولد الرشيد ليست له خلافات فقط مع الهمة، بل له خلافات مع الجميع، لأنه شخص لا يحتمل». وأضاف أن إبعادَه رسالةٌ إليه، مفادُها، حسب نفس المصدر، أنه «ليس ضروريا أن تكون حاضرا في المفاوضات، بل هناك مسؤولون صحراويون آخرون بإمكانهم أن يقوموا بنفس الدور». ومن جهة أخرى، قالت مصادر مطلعة ل«المساء» إن وفد جبهة البوليساريو لن تطرأ عليه أية تغييرات، اللهم أن الوفد سيتشكل خلال هذه المفاوضات غير الرسمية من ثلاثة مسؤولين وهم رئيس الوفد المحفوظ علي بيبا (وهو الذي ترأس وفد جبهة البوليساريو خلال جولات مانهاست الأربع)، وأحمد البوخاري ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة، ومحمد خداد منسق البوليساريو مع المينورسو. وكان وفد جبهة البوليساريو في الجولات السابقة يتشكل من المحفوظ علي بيبا وإبراهيم غالي ومحمد خداد وأحمد البوخاري باعتبارهم مفاوضين رسميين، في حين كان يحضر المفاوضات أيضا البشير الصغير وسيدي محمد عمار باعتبارهما مستشارين.