من المنتظر أن تحتضن العاصمة النمساوية فيينا لقاء غير رسمي بين المغرب والبوليساريو وفق ما أعلنه ميغيل أنخيل موراتينوس، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإسباني. وكان الأمريكي كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، قد عبر عن أمله في عقد لقاء غير رسمي بين الطرفين من أجل تدارس العقبات التي تحول دون التقدم في المفاوضات حول مصير الصحراء. وكان من المقرر أن يعقد هذا اللقاء في الأسبوع الأخير من شهر يوليوز الماضي، إلا أن المغرب طلب تأجيله إلى شهر غشت، نظرا إلى تزامن التاريخ المعلن عنه مع احتفالات المغرب بعيد العرش. وقالت مصادر مطلعة ل«المساء» إن اللقاء سيجرى في إحدى القرى التي تبعد عن العاصمة النمساوية فيينا بنحو 14 كلم، موضحة أن هدف هذا اللقاء «هو تلطيف الأجواء بين الطرفين في محاولة لكي يراجع كل طرف مواقفه». غير أن تلك المصادر أردفت قائلة: «يبدو أن الأممالمتحدة غير صائبة في مسعاها» على اعتبار أن المغرب، الذي تقدم بمقترح يمنح الأقاليم الجنوبية الصحراوية حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية، لا يمكنه أن يقدم تنازلات أخرى وينتظر من الطرف الآخر، أي جبهة البوليساريو، أن يقدم تنازلات تخرج المفاوضات من عنق الزجاجة. ومن جهة أخرى، استبعدت تلك المصادر أن يطرأ أي تغيير على تشكيلة الوفد المغربي الذي شارك في الجولات الأربع السابقة من المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو بمنتجع مانهاست بالولايات المتحدةالأمريكية، والتي لم تسفر عن أي تطور بالنظر إلى تصلب مواقف جبهة البوليساريو، في الوقت الذي تقدم فيه المغرب بمقترح الحكم الذاتي الذي اعتبره الملاحظون مقترحا جديا وواقعيا لحل قضية الصحراء. وكان الوفد المغربي، حينها، يتكون من وزير الداخلية شكيب بنموسى، والطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون، وخليهن ولد الرشيد رئيس الكوركاس، وياسين المنصوري مدير لادجيد، والممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة. وقال بعض المصادر: «ليس هناك أي جديد حتى يتغير الوفد المفاوض، وليس هناك أي بديل عن هذا الوفد» الذي شارك في الجولات السابقة. وأوضحت المصادر ذاتها أن الوفد المغربي كان يتشكل، خلال المفاوضات السابقة، من الوفد الرسمي المفاوض ومرافقين يمثلون أغلب القبائل الصحراوية والذين كان عددهم كبيرا. وأضافت قائلة إنه في لقاء فيينا سيكون الوفد المغربي صغيرا ولن يتعدى خمسة إلى ستة أشخاص في الغالب.