ذكرت مصادر مغربية مقربة من المحادثات غير الرسمية بين المغرب والبوليساريو، التي تحتضنها العاصمة النمساوية، فيينا، أن اتفاقا حصل مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، كريستوفر روس، يقضي بألا يقوم الطرفان بتصريحات لوسائل الإعلام، مادام أن الهدف من هذا اللقاء هو البحث عن كيفية مواصلة المفاوضات التي توقفت في جولتها الرابعة. ومن المقرر أن ينتهي أمس اللقاء غير الرسمي في فيينا، و الذي جاء بعد أن توقفت المفاوضات التي كانت تجري تحت مظلة الأممالمتحدة،بعد أن وصل الممثل الشخصي السابق للامين العام، فان فالسوم، الى خلاصة تعتبر أن مطلب انفصال الصحراء عن المغرب «أمر غير واقعي». ووجد كريستوفر روس، الذي تم تعيينه في يناير 2009، بعد ان رفضت الجزائر والبوليساريو فالسوم، صعوبة في مواصلة المفاوضات في إطار «حل سياسي» كما ورد في القرارات الأخيرة لمجلس الأمن الدولي. ومن جهته اعتبر المغرب أن استئناف الحوار من البداية ، يعني الابتعاد عن منطق الحل السياسي و العودة الى أكثر من ثلاثين سنة الى الوراء، في الوقت الذي حصل فيه تراكم كبير في هذه القضية، وانتهى بتوصل الأممالمتحدة الى قناعة مفادها استحالة تنظيم استفتاء لتقرير المصير. اقترح كريستوفر روس حلا « وسطا « يقضي بدخول الطرفين في محادثات غير رسمية من أجل التباحث حول كيفية مواصلة المفاوضات. واشترط المغرب لحضور هذا اللقاء ألا يتم استعراضه أمام وسائل الإعلام، حيث أن وفد الانفصاليين كان يستغل دائما مثل هذه المناسبات للقيام بتصريحات دعائية تنسف المفاوضات قبل بدايتها. واعتبر المغرب أن التعبير عن حسن نية الأطراف، المشاركة في لقاء فيينا، يقتضي الإحجام عن إعطاء تصريحات لوسائل الإعلام، حتى لا يتحول الى مجرد مناسبة دعائية، في الوقت الذي تسعى فيه الأممالمتحدة الى أن يكون مناسبة جدية للبحث عن مخرج لاستئناف مفاوضات هدفها حل النزاع، في إطار سياسي متفق عليها. و يتكون الوفد المغربي من الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون، ومحمد ياسين المنصوري المدير العام للدراسات والمستندات، وماء العينين بن خليهن ماء العينين الأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية. و كان بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية المغربية ذكر يوم السبت الماضي، أن هذا الاجتماع غير الرسمي المصغر سينعقد في إطار تطبيق القرار 1871 لمجلس الأمن. و عبرت كل من اسبانياوفرنسا على دعمهما للحل السياسي في إطار الأممالمتحدة، هكذا صرح ناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية الاسبانية، لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن « إسبانيا تدعم جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لعقد اجتماعات من أجل خلق مناخ إيجابي للحوار، وتخفيف حدة التوتر وتعزيز مناخ الثقة»، وأكد الناطق أن «من شأن هذا الاجتماع أن يساهم في إحراز تقدم نحو إيجاد حل لمشكل الصحراء وفي إطار قرارات الاممالمتحدة». كما أعربت فرنسا، يوم الاثنين الأخير، عن دعمها لخطوة كريستوفر روس، وصرح متحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية «إننا ندعم هذه الخطوة» و»نعتبر أن الهدف من هذه المحادثات هو التحضير لجولة خامسة من المفاوضات الرسمية من أجل التوجه نحو حل سياسي عادل، ودائم ومقبول لدى جميع الأطراف في إطار الأممالمتحدة». وأشار المتحدث إلى أن «الأمر يتعلق بمرحلة هامة من أجل تمكين الأطراف من استئناف الحوار والمضي قدما نحو حل سياسي متفاوض بشأنه».