عبرت إسبانيا، أمس الثلاثاء، عن دعمها للجهود التي يبذلها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، كريستوفر روس، من أجل خلق مناخ إيجابي للحوار بين الأطراف المعنية بملف الصحراء. وصرح ناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية الإسبانية، لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "إسبانيا تدعم جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، كريستوفر روس، لعقد اجتماعات من أجل تعزيز الثقة وخلق مناخ إيجابي للحوار". وأشار المصدر ذاته إلى أن "إسبانيا تقيم بشكل إيجابي الاجتماع غير الرسمي المصغر المنعقد بفيينا بين الأطراف، والهادف إلى تخفيف حدة التوتر وتعزيز مناخ الثقة". وأكد الناطق أن "من شأن هذا الاجتماع أن يساهم في إحراز تقدم نحو إيجاد حل لمشكل الصحراء في إطار قرارات الأممالمتحدة". من جهتها، أعربت فرنسا، أول أمس الاثنين، عن دعمها لخطوة المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء، كريستوفر روس، القائمة على جمع الأطراف المعنية بملف الصحراء من أجل محادثات غير رسمية بالنمسا. وصرح متحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية "إننا ندعم كريستوفر روس في هذه الخطوة" و"نعتبر أن الهدف من هذه المحادثات يتمثل في خلق دينامية جديدة بعد أربع جولات رسمية من المفاوضات بمانهاست". وأضاف أن هذه المحادثات غير الرسمية ستمكن أيضا من "التحضير لجولة خامسة من المفاوضات الرسمية من أجل التوجه نحو حل سياسي عادل، ودائم ومقبول لدى جميع الأطراف في إطار الأممالمتحدة". وأشار المتحدث إلى أن "الأمر يتعلق بمرحلة مهمة من أجل تمكين الأطراف من استئناف الحوار والمضي قدما نحو حل سياسي متفاوض بشأنه". وذكر بأنه، ومن خلال المصادقة على القرار 1871، فإن مجلس الأمن دعا الأطراف إلى تبني "روح التوافق لتمكين المفاوضات من دخول مرحلة مكثفة وجوهرية". وتواصلت، أمس الثلاثاء، بالعاصمة النمساوية فيينا، أشغال الاجتماع المصغر غير الرسمي، المنعقد بين 9 و11 غشت الجاري، بدعوة من كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء. و قال متحدث مساعد باسم منظمة الأممالمتحدة، إن الاجتماع انطلق أول أمس الاثنين بالعاصمة النمساوية فيينا، وأوضح المتحدث الأممي بنيويورك، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "جميع الوفود حلت والمحادثات بين الجانبين انطلقت (الاثنين)". وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه "بدعوة من المبعوث الشخصي للأمين العام إلى الصحراء، كريستوفر روس، وبدعم كامل من مجلس الأمن، وباستضافة كريمة من جمهورية النمسا، ستعقد أطراف النزاع حول الصحراء وكذا البلدان المجاورة ، في النمسا يومين من الاجتماعات غير الرسمية يومي 10 و11 غشت". وأضاف المصدر ذاته أن هذه الاجتماعات تتوخى "إعطاء دينامية جديدة لمسلسل المفاوضات، الذي كان دعا إليه مجلس الأمن، واستكشاف مجالات محتملة ذات الاهتمام المشترك، والتحضير لجولة خامسة من المفاوضات الرسمية، بهدف التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم يحظى بقبول الأطراف". وأضاف المتحدث باسم الأمين العام أن " روس اعتبر أن النتائج المتواضعة التي تمخضت عن الجولات الأربع من مفاوضات مانهاست، تفرض إجراء جولة خامسة يجري الإعداد لها بشكل جيد"، مشيرا إلى أنه "سيجري التقليص من الوفود التي ستضم شخصيات رسمية من مستوى عال". وكان مجلس الأمن تبنى، في قراره الأخير حول الصحراء في أبريل الماضي، اقتراح روس من أجل تنظيم محادثات "غير رسمية ومصغرة" في أفق عقد جولة خامسة من المفاوضات. كما طلب الأعضاء الخمسة عشر من الأطراف "مواصلة المفاوضات تحت إشراف الأمين العام للأمم المتحدة دون شروط مسبقة وبحسن نية، مع الأخذ بعين الاعتبار الجهود التي جرى تحقيقها منذ سنة 2006، والمستجدات التي حدثت منذ ذلك الحين من أجل التوصل إلى حل سياسي وعادل ودائم يحظى بقبول الجميع". يذكر أن الوفد المغربي المشارك في هذا الاجتماع المصغر غير الرسمي، يتكون من الطيب الفاسي الفهري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، ومحمد ياسين المنصوري، المدير العام للدراسات والمستندات، وماء العينين بن خليهن ماء العينين، الأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية. وأفاد بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية، السبت الماضي، أن هذا الاجتماع غير الرسمي المصغر سينعقد في إطار تطبيق القرار 1871 لمجلس الأمن وبمشاركة الجزائر، والمغرب، وموريتانيا وبوليساريو. وكانت وفود تمثل كلا من المغرب وبوليساريو والجزائر وموريتانيا شاركت، منذ يونيو2007 بمانهاست، في أربع جولات من المفاوضات، وهو مسلسل جرى إطلاقه بفضل مبادرة الحكم الذاتي لجهة الصحراء، التي تقدم بها المغرب. وأشاد مجلس الأمن الدولي، والمجتمع الدولي برمته، بهذه المبادرة، التي تعتبر ثمرة مجهود جدي وذي مصداقية من أجل وضع حد للنزاع الإقليمي حول الصحراء.