اختتمت، مساء أول أمس الثلاثاء، المحادثات غير الرسمية حول الصحراء، التي انعقدت قرب فيينا بالنمسا. وصرح كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء، أن "المحادثات جرت في جو من الانخراط الجدي والصراحة والاحترام المتبادل". الفهري يدلي بتصريح صحفي عقب اختتام المباحثات غير الرسمية (ماب) وأضاف روس أن الأطراف جددوا عزمهم على مواصلة المفاوضات في أقرب وقت ممكن، موضحا أنه سيحدد لاحقا تاريخ ومكان انعقاد اللقاء المقبل. وقال الطيب الفاسي، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، مساء أول أمس الثلاثاء، إن الاجتماع المصغر غير الرسمي حول الصحراء، كان "فرصة سانحة للوفد المغربي ليبرهن عن جدية مبادرة الحكم الذاتي وعن شرعية هذه المبادرة". غير أن الفاسي قال في تصريح صحفي، عقب اختتام الاجتماع المصغر غير الرسمي التحضيري للجولة الخامسة من المفاوضات حول الصحراء، الذي انعقد على مدى يومين بدورنشتاين قرب العاصمة النمساوية، "لكن مع الأسف، لاحظنا أن الطرف الآخر مازال متشبثا ببعض الميكانيزمات، التي أثبتت فشلها في السابق، لقد حاولنا تطبيقها، لكن أثبتت فشلها". ولاحظ وزير الشؤون الخارجية والتعاون أنه "لأول مرة كانت الجزائر ممثلة بعضو في الحكومة" في هذا الاجتماع، مشددا على "أن الصحراء مغربية وستظل مغربية". وبعدما ذكر بأن هذه المحادثات جرت في إطار الجهود المبذولة من طرف الأممالمتحدة لإيجاد حل سياسي لقضية الصحراء، أبرز أنها تعد الأولى التي تنعقد تحت إشراف كرستوفر روس، منذ تعيينه في يناير 2009، ممثلا شخصيا للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء. كما ذكر الفاسي الفهري بأن الأمين العام ومجلس الأمن طلبوا من المبعوث الشخصي أن يواصل جهود المجتمع الدولي، وأن يطبق القرارين الأخيرين لمجلس الأمن 1813، الصادر في أبريل 2008، والقرار 1871 الصادر في أبريل 2009. وأوضح الوزير، في هذا السياق، أن هذين القرارين اللذين يوضحان خارطة الطريق للتوصل إلى حل سياسي لهذا الخلاف الجهوي، "يعطيان التميز للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي تحترم الثوابت الوطنية ومنها الوحدة الترابية للمغرب"، كما "يطالبان جميع الأطراف بأن ينخرطوا في مفاوضات جدية عميقة وبروح من الواقعية والتوافق". وضم الوفد المغربي الذي شارك في الاجتماع غير الرسمي المصغر، الطيب الفاسي الفهري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، ومحمد ياسين المنصوري، المدير العام للدراسات والمستندات، وماء العينين بن خليهن ماء العينين، الأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية. شارك في هذا الاجتماع غير الرسمي المصغر، الذي انعقد في إطار تطبيق القرار 1871 لمجلس الأمن، كل من الجزائر، والمغرب، وموريتانيا، وبوليساريو. وكانت إسبانيا، عبرت أول أمس الثلاثاء، عن دعمها للجهود، التي يبذلها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، كريستوفر روس، من أجل خلق مناخ إيجابي للحوار بين الأطراف المعنية بملف الصحراء. وصرح ناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية الإسبانية، لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "إسبانيا تدعم جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، كريستوفر روس، لعقد اجتماعات من أجل تعزيز الثقة وخلق مناخ إيجابي للحوار". وأشار المصدر ذاته إلى أن "إسبانيا تقيم بشكل إيجابي الاجتماع غير الرسمي المصغر المنعقد بفيينا بين الأطراف، والهادف إلى تخفيف حدة التوتر وتعزيز مناخ الثقة". من جهتها، أعربت فرنسا، يوم الاثنين المنصرم، عن دعمها لخطوة المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء، كريستوفر روس، القائمة على جمع الأطراف المعنية بملف الصحراء، من أجل محادثات غير رسمية بالنمسا. وصرح متحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية "إننا ندعم كريستوفر روس في هذه الخطوة" و"نعتبر أن الهدف من هذه المحادثات يتمثل في خلق دينامية جديدة بعد أربع جولات رسمية من المفاوضات بمانهاست". وأضاف أن هذه المحادثات غير الرسمية ستمكن أيضا من "التحضير لجولة خامسة من المفاوضات الرسمية من أجل التوجه نحو حل سياسي عادل، ودائم ومقبول لدى جميع الأطراف في إطار الأممالمتحدة". وكان مجلس الأمن تبنى، في قراره الأخير حول الصحراء في أبريل الماضي، اقتراح روس من أجل تنظيم محادثات "غير رسمية ومصغرة" في أفق عقد جولة خامسة من المفاوضات. كما طلب الأعضاء الخمسة عشر من الأطراف "مواصلة المفاوضات تحت إشراف الأمين العام للأمم المتحدة دون شروط مسبقة وبحسن نية، مع الأخذ بعين الاعتبار الجهود التي جرى تحقيقها منذ سنة 2006، والمستجدات التي حدثت منذ ذلك الحين من أجل التوصل إلى حل سياسي وعادل ودائم يحظى بقبول الجميع".