انتهت أول أمس المحادثات غير الرسمية بين المغرب و البوليزاريو، قرب العاصمة النمساوية، فيينا، حول قضية الصحراء، بالاتفاق المبدئي على استئناف المفاوضات، و التي كانت توقفت في جولتها الرابعة، حسب ما ذكره السيد كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء، في ختام الاجتماع المصغر غير الرسمي، حول الصحراء. و أضاف روس إن « المحادثات جرت في جو من الانخراط الجدي والصراحة والاحترام المتبادل»، مؤكدا أن الأطراف جددوا عزمهم على مواصلة المفاوضات في أقرب وقت ممكن، و موضحا أنه سيحدد لاحقا تاريخ ومكان انعقاد اللقاء المقبل. و علق وزير الخارجية المغربي، الطيب الفاسي الفهري، ان هذا اللقاء كان « فرصة سانحة للوفد المغربي ليبرهن عن جدية مبادرة الحكم الذاتي وعن شرعية هذه المبادرة». وقال في تصريح صحفي عقب اختتام الاجتماع ، الذي انعقد على مدى يومين بدورنشتاين قرب العاصمة النمساوية، « لكن مع الأسف لاحظنا أن الطرف الآخر لايزال متشبثا ببعض الميكانيزمات التي أثبتت فشلها في السابق. لقد حاولنا تطبيقها لكن أثبتت فشلها»، في تلميح إلى نظرية استفتاء تقرير المصير. ولاحظ وزير الشؤون الخارجية والتعاون أنه « لأول مرة كانت الجزائر ممثلة بعضو في الحكومة « في هذا الاجتماع، مشددا على « أن الصحراء مغربية وستظل مغربية». وبعدما ذكر بأن هذه المحادثات تمت في إطار الجهود المبذولة من طرف الأممالمتحدة لإيجاد حل سياسي لقضية الصحراء، أبرز أنها تعد الأولى التي تنعقد تحت إشراف كرستوفر روس منذ تعيينه في يناير 2009 ممثلا شخصيا للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء. كما ذكر الفاسي الفهري بأن الأمين العام ومجلس الأمن طلبوا من المبعوث الشخصي أن يواصل جهود المجتمع الدولي، وأن يطبق القرارين الأخيرين لمجلس الأمن 1813 الصادر في أبريل 2008 والقرار 1871 الصادر في أبريل 2009 . و ينص القراران على ضرورة إيجاد حل سياسي لهدا النزاع، و هو ما بلوره المغرب في مبادرة الحكم الذاتي. وأوضح الوزير، في هذا السياق، أن هذين القرارين يوضحان خارطة الطريق للتوصل إلى حل سياسي لهذا الخلاف الجهوي ، ويعطيان التميز للمبادرة المغربية للحكم الذاتي والتي تحترم الثوابت الوطنية ومنها الوحدة الترابية للمغرب» كما « يطالبان جميع الأطراف بأن تنخرط في مفاوضات جدية عميقة وبروح من الواقعية والتوافق». وفيما لم يعلق الانفصاليون لحدود منتصف نهار أمس حول اللقاء، تحرك البشير مصطفى السيد، المعروف بخلافاته مع قيادة البوليساريو، و صرح في تيفاريتي بأن «الشعب الصحراوي متشبث بالكفاح ضد المغرب»، على حد زعمه. وقد ضم الوفد المغربي الذي شارك في الاجتماع غير الرسمي المصغر، السيدين الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون، ومحمد ياسين المنصوري المدير العام للدراسات والمستندات، والسيد ماء العينين بن خليهن ماء العينين الأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية. كما شارك الى جانب المغرب و البوليساريو، كل من الجزائر وموريتانيا.