علمت «المساء» من مصادر قريبة من المفاوضات التي بدأت بالعاصمة النمساوية فيينا بين كل من المغرب والبوليساريو، أمس الاثنين، أن وفد الجبهة الانفصالية دخل المفاوضات غير المباشرة على إيقاع مجموعة من «المناورات والاستفزازات»، التي يتوخى منها «إثارة الوفد المغربي وإفشال مسار المفاوضات برمتها»، لربح المزيد من الوقت على أمل ترميم «صفوفه المتصدعة» نتيجة انشقاق القيادي في صفوف الجبهة أحمدو ولد السويلم عشية بدء الاتصالات. وأضافت المصادر ذاتها في إفادتها ل«المساء»، أن «أطروحة استقلال الصحراء»، تكررت منذ الشروع في المفاوضات غير المباشرة، مما يعني رغبة الانفصاليين، في «تقويض» هذه المفاوضات، والعمل على التصدي للمقترح المغربي، القاضي بمنح حكم ذاتي موسع للأقاليم الجنوبية. في سياق ذلك، كشف رئيس جمعية مفقودي سجون جبهة البوليساريو، الداهي أكاي، عن فحوى الرسالة التي وجهتها جمعيته إلى الأمين العام الأممي، عشية بدء المفاوضات غير المباشرة، مؤكدا فيها وجود «مجرمي حرب ضمن وفد البوليساريو»، ذاكرا بالاسم كلا من المحفوظ علي بيبا وأحمد خداد وإبراهيم البخاري، الذين رفعت الجمعية دعوى قضائية ضدهم أمام المحاكم الإسبانية ومحكمة الجنايات الدولية بلاهاي. ويتكون وفد جبهة البوليساريو من المحفوظ علي بيبا، رئيس الوفد المفاوض ورئيس ما يسمى «البرلمان الصحراوي»، بالإضافة إلى أمحمد خداد، منسق الجبهة مع بعثة المينورسو، والبخاري أحمد، ممثل البوليساريو في الأممالمتحدة؛ وكلهم قياديون أعضاء في الأمانة الوطنية للجبهة، في حين يمثل المغربي وفد يترأسه وزير الخارجية المغربية الطيب الفاسي الفهري، إلى جانب كل من ياسين المنصوري، المدير العام للدراسات والمستندات، «لادجيد»، وماء العينين الأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية. ويخوض الطرفان اجتماعا مصغرا غير رسمي، استعدادا للجولة الخامسة من المفاوضات، الهادفة إلى إيجاد حل سياسي ونهائي للنزاع. وتنعقد هذه الجولة الجديدة من المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو في العاصمة النمساوية فيينا، بإشراف الممثل الأممي، كريستوفر روس، الذي يأمل أن تقود هذه الجولة التي ستعقد في اجتماعات مغلقة إلى كسر الجمود الحالي، خاصة بعد تقديم المبعوث السابق الهولندي فان والسوم استقالته، وهي الاستقالة التي رحب بها كل من البوليساريو والجزائر، في أعقاب تصريحات والسوم التي عبر فيها عن كون مقترح البوليساريو بمنح «الاستقلال» هو طرح «غير واقعي».