في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الشؤون الخارجية و التعاون أول أمس السبت عن تشكيلة الوفد المصغر الذي سيمثل المغرب في الاجتماع التحضيري غير الرسمي للجولة الخامسة من المفاوضات التي تحتضنها عاصمة النمسا إبتداء من أمس الأحد بدعوة من المبعوث الشخصي للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة السيد كريستوفر روس , تأخرت على غير عادتها جبهة البوليساريو الانفصالية في الاعلان عن ممثليها الى الاجتماع المذكور وهو ما أعتبر بمثابة مؤشر على حالة التطاحنات والخلافات الداخلية التي تعصف بأجهزة الجبهة القيادية وتعكس الوضع التنظيمي المهتز للمجموعة الانفصالية. وكانت معلومات قد أكدت أن اجتماعات عاصفة لقيادة الجبهة الأسبوع الماضي لم تستطع الحسم في تركيبة الوفد الذي سيحل بفيينا ، و الذي يرغب روس أن يكون على رأسه شخصية لها قدرة على اتخاذ القرار أملا في أن تقود جلسة المباحثات المغلقة الى كسر الجمود الذي يعتري مسار المفاوضات بفعل تعنت البوليساريو وحليفتها الجزائر . الى ذلك أفاد بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية أن الوفد المغربي يتشكل من السيدين الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون، ومحمد ياسين المنصوري المدير العام للدراسات والمستندات، والسيد ماء العينين بن خليهن ماء العينين الأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوي، وأضاف البلاغ أن هذا الاجتماع غير الرسمي المصغر سينعقد تطبيقا للقرار 1871 الصادر عن مجلس الأمن والذي تضمن تنويها بجهود المغرب "الجدية وذات المصداقية" لإيجاد حل للنزاع المفتعل. و كما كان متوقعا بادرت الجزائر و البوليساريو الى ردة فعل استعراضية لامتصاص آثار صدمة عودة قيادي بارز بالجبهة الانفصالية الى المغرب، و نسبت مصادر صحفية جزائرية مقربة من جهاز المخابرات العسكرية الجزائرية الى محمد يسلم بيسط الذي ترددت أخبار موثقة عن نيته الالتحاق بالمغرب حوارا " مخدوما " يحمل تناقضات في مسؤولية القيادي الانفصالي وينفي من خلاله وضعه رهن الاقامة الجبرية بثكنة جزائرية علما بأن ظهور المعني بالأمر في اللقاءات التهريجية للجبهة انعدم بالمرة منذ مدة. وفي الوقت الذي تحاول مصادر إعلامية جزائرية التنقيص من قيمة أحمد ولد سويلم في الهرم القيادي للجبهة الانفصالية توصلت العلم بوثيقة رسمية صادرة عن البوليساريو تضع العائد الى الوطن الأم في الموقع الثاني في ترتيب مسؤولي خارجية الجمهورية الوهمية بمنصب وزير مستشار لدى الرئاسة.