إحسان الحافظي: لا دور للقيادي الهمة في تشكيل وفد المغرب المفاوض مع البوليساريو "" نفى مصدر إعلامي مغربي مطلع أن يكون لتولي وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري رئاسة وفد المغرب للمفاوضات غير المباشرة مع البوليساريو بالعاصمة النمساوية فيينا مطلع الأسبوع الماضي، أي دلالة سياسية عن وجود علامات استفهام حول أهلية وزير الداخلية شكيب بنموسى ورئيس المجلس الملكي للشؤون الصحراوية المعروف اختصارا ب "الكوركاس" خليهن ولد الرشيد، وأكد أن الأمر يتصل برؤية لطبيعة المفاوضات غير المباشرة وبارتباطات داخلية لوزير الداخلية تتصل باستحقاقات انتخابية حساسة. واستبعد الكاتب والإعلامي المغربي إحسان الحافظي في تصريحات خاصة ل "قدس برس"، وجود أي دور للقيادي في حزب الأصالة والمعاصرة فؤاد عالي الهمة في عملية تغيير عناصر وفد المغرب للمفاوضات غير المباشرة مع البوليساريو. وقال: "لم يكن هنالك إبعاد أصلا لا لوزير الداخلية شكيب بنموسى ولا لرئيس المجلس الملكي للشؤون الصحراوية المعروف خليهن ولد الرشيد من وفد المغرب للمفاوضات غير المباشرة التي جرت في فيينا مطلع الأسبوع الماضي، ولم يمارس فؤاد عالي الهمة أي دور في ذلك، فعالي الهمة كان عضوا في الوفد المفاوض يوم كان كاتبا في الداخلية باعتباره رجل ثقة لدى الملك، الآن بعد أن استقال وتحول إلى العمل الحزبي أصبح كباقي القيادات السياسية، صديقا للملك الذي هو ملك الجميع وصديق الجميع، وبالتالي لا علاقة له بتحديد أعضاء الوفد المفاوض المرتبط بالقصر الملكي مباشرة". وأشار الحافظي إلى أن تكليف الفهري برئاسة الوفد المغربي يتصل بأجندة سياسية داخلية تعني وزير الداخلية بنموسى المنشغل بنتائج الانتخابات المحلية والغرف المهنية والاعداد لانتخابات المجالس الإقليمية ثم الانتخابات الجهوية وتقسيم المغرب إلى 12 جهة بدل 32 ، وأيضا لأن طبيعة المفاوضات تقتضي تخفيض مستوى التمثيل باعتبار أنها مفاوضات غير مباشرة وليس فيها أي نقاش في التفاصيل والتنازلات المتبادلة، على حد تعبيره. وكانت صحيفة "المساء" قد نقلت عن مصدر وصفته ب "المطلع" أنه تم إبعاد وزير الداخلية شكيب بنموسى ورئيس المجلس الملكي للشؤون الصحراوية المعروف اختصارا ب "الكوركاس" خليهن ولد الرشيد من تشكيلة الوفد المغربي، الذي قاد المفاوضات حول نزاع الصحراء مع البوليساريو بالعاصمة النمساوية فيينا يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين. وحسب الصحيفة فإن قرار إبعاد بنموسى وولد الرشيد من تشكيلة الوفد المغربي اتخذ على مستويات عليا من الحسيمة بعد الانتهاء من الاحتفالات بعيد العرش بتطوان، وقالت: "حمل قرار إبعاد بنموسى، الذي ترأس الوفد المغربي أربع جولات في مفاوضات مانهاست الأمريكية، عدة تفسيرات، أولها يرتبط بإلإقالة المفاجئة لواحد من كبار مساعديه ومصدر كل معلوماته في ملف الصحراء. ويتعلق الأمر هنا برشيد الركيبي، مدير العلاقات الخارجية بوزارة الداخلية، الذي كثيرا ما نبه بنموسى في التقارير السرية التي يضعها على مكتبه في ملف الصحراء إلى "أن هناك محاولات في غاية الحساسية من طرف البوليساريو تدفع في اتجاه عودة مكثفة لصحروايين من تندوف إلى المغرب من أجل الاستفادة من مشروع الحكم الذاتي بأراضي النزاع، لأن هذا المشروع، في نظر البوليساريو، هو انتصار لإرادة الصحراويين". أما التفسير الثاني لقرار إبعاد بنموسى من وفد المفاوضات مع البوليساريو فيرتبط برأي الصحيفة بتوتر علاقته مع فؤاد عالي الهمة منذ بضعة أشهر على خلفية الانتخابات الجماعية الأخيرة. بينما يرتبط ثالث التفسيرات لإبعاد بنموسى برغبة الهمة في الدفع بالكاتب العام للوزارة سعد حصار، المعروف بخلافه مع ولد الرشيد، خاصة أن إسمه أخذ يتردد لخلافة بنموسى، الذي لم تعد له قنوات الوصول إلى تقارير ملف النزاع حول الصحراء بعد رحيل الركيبي. وبالنسبة لقرار إبعاد خليهن ولد الرشيد، بحسب مصادر صحيفة "المساء"، فلها علاقة بحجم الانتقادات الموجهة إليه بخصوص الكيفية التي يعرض بها مشروع الحكم الذاتي، وقالت: "خليهن ولد الرشيد متهم ب "أنه يقدم مضامين هذا المشروع، ليس وفق الرؤية المغربية التي تريد، في الأصل، حكما بصلاحيات محدودة وإنما وفق رؤية أخرى تريد حكما ذاتيا بصلاحيات موسعة كما يردد في الإعلام وفي الخطاب الرسمي".