توقعات بحدوث أزمة حقوقية جديدة بين المغرب والبوليساريو بسبب زيارة ناشط للجزائر ذكرت تقارير صحافية مغربية أن معركةجديدة يتوقع اندلاعها في ميدان حقوق الإنسان بين المغرب وجبهة البوليساريو علىخلفية مشاركة ناشطين صحراويين في احتفالات الجبهة بالذكرى ال34 لإعلان الجمهوريةالصحراوية. وقالت يومية "أخبار اليوم" المغربية المستقلة إن مجموعة ممن يعرفونفي المغرب ب"انفصالي الداخل" توجهوا للجزائر للمشاركة في الاحتفالات التي تقامبمخيمات تندوف حيث المركز الرئيسي لجبهة البوليساريو. ونقلت الصحيفة عنمصادر مغربية مقربة من السلطات المشرفة على الملف أن الأمر يتعلق ب"تحرك استفزازيجديد يهدف إلى التسبب في موقف محرج آخر للمغرب" في إشارة إلى احتجاجات على اعتقالالسلطات المغربية بداية أكتوبر الماضي لسبعة ناشطين صحراويين مؤيدينلجبهة البوليساريو بعد زيارة مماثلة لمخيمات تندوف حيث نظمت الجبهة لهم احتفالاتضخمة كان جزءا منها ذا طابع عسكري، بالإضافة إلى أزمة الناشطة أميناتو حيدر التيتسبب إبعادها في نوفمبر الماضي من مطار مدينة العيون إلى مطارلانثاروتي بلاس بالماس الاسبانية في إحراج كبير للسلطات المغربية على الصعيدالدولي. وحسب نفس المصادر، فإن الناشطين الذين يمثلون جمعيات ومنظمات تقولبالنشاط الحقوقي هم عتيقو براي واحمد حمية من مدينة الداخلة واحمد السباعي ومحمدتنهلي وإبراهيم اسماعيلي من العيون وبوجدور وطرفاية الذين غادروا المغرب يوم الأحدعبر مطار الدارالبيضاء باتجاه مطار هواري بومدين بالجزائر إبراهيم الصبار والشيخبنكة وايزنة اميدان ومنت علي المختار وهم من كلميم وآسا وهي مدن تقع خارج منطقةالنزاع. وقالت وكالة أنباء جبهة البوليساريو أن المجموعة التي تتكون من احدعشر صحراويا منهم امرأة ورضيعها يشاركون بعد غد السبت في احتفالات الذكرى ال34لإعلان الجمهورية الصحراوية التي تجري بمنطقة بئر لحلو الواقعة خارج الحزام الأمنيالذي أقامه الجيش المغربي الصحراء منتصف الثمانينات لمنع وصول قوات جبهةالبوليساريو إلى المناطق الآهلة وتصف الجبهة هذه المناطق ب"المناطقالمحررة". ومن بين هؤلاء الناشط النعمة اسفاري رئيس اللجنة من اجل احترامالحريات وحقوق الإنسان في الصحراء الغربية (كوريلسو) المعروف باستفزازه للسلطاتالمغربية وتحويله أي حادثة شخصية إلى قضية تتعلق بموقفه من نزاع الصحراء. وندداسفاري الذي تحدث أول أمس الثلاثاء باسم المجموعة في لقاء مع ممثلي منظمات المجتمعالمدني الجزائري بما وصفه "الممارسات التعسفية" التي تقوم بها السلطات المغربية ضدالصحراويين. وقال النعمة الاسفاري "نحن نريد أن نقول بأننا ضقنا ذرعا منالأعمال التعسفية شبه اليومية التي تقوم بها السلطات المغربية التي تريدإسكاتنا." وقال محمد عبد العزيز الأمين العام لجبهة البوليساريو أن "انتهاكحقوق الإنسان المتكررة بالصحراء وإطلاق النار على المواطنين وتعزيز الدفاعاتالمغربية على طول الجدار العار بحضور الأممالمتحدة من بين أهم انشغالات جبهةالبوليساريو بالإضافة إلى الجوهر الأساسي للنزاع المتمثل في الحل النهائي لهذهالقضية التي تمتد على مدى 35 سنة من الزمن. وبالرغم من كل العراقيلوالتحجر الذي يطبع الموقف المغربي إلا أن اللقاء الأخير في نيويورك يعتبر إيجابياسيما وانه تم تحت إشراف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روسوبمشاركة طرفي النزاع. وجدد عبد العزيز مطالبة جبهته للأمم المتحدة "بتوسيعمهام بعثة المينورسو حتى تشمل حماية حقوق الإنسان وقيامها بتحضير استفتاء والسعيللحل النهائي لهذه القضية وليس فقط لمراقبة الوضع القائم. في سياق قريبنددت جمعية صحراوية مناهضة لجبهة البوليساريو بما وصفته ب"الحصار المفروض من قبلجبهة البوليساريو على اللاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف، ووجهت "نداء عاجلا" إلىالمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان من أجل "الوقوف على الانتهاكات الممنهجة لحقوقالإنسان في هذه المخيمات". وأدانت الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسانفى مؤتمر صحفى بمدريد ب"انتهاك جبهة البوليساريو للحق المشروع في التجمع والتنقلوتكوين الجمعيات" في مخيمات تندوف معربة عن "تضامنها المطلق" مع أفراد قبيلةالرقيبات العيايشة الذين قالت أنهم تعرضوا لاعتداء تعسفي عقابا لهم على وقفاتهمالاحتجاجية أمام الأمانة العامة لجبهة البوليساريو في الرابوني قرب تندوف "للمطالبةبجزء من المساعدات الإنسانية المخصصة لهم". وطالب مسعود رمضاني رئيس الجمعيةب"إجراء إحصاء للسكان في المخيمات" الذين تضخم الجبهة عددهم من أجل الحصول علىأكبر كمية من المساعدات الإنسانية". وقالت يومية أخبار اليوم أن مشاركةالناشطين الصحراويين في احتفالات جبهة البوليساريو يتزامن مع استعدادات لمناقشة ملفالمغرب أمام لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنيف في ربطت مصادر أخرىهذا الاستفزاز للمغرب بالجولة التي سيقوم بها كريستوفر روس المبعوث الشخصي للامينالعام للأمم المتحدة للمنطقة في الشهر القادم لاستكمال اتصالاته وتقييم المحادثاتغير الرسمية التي جرت في ارمنوك القرية من نيويورك بداية الشهر الجاري بين المغربوجبهة البوليساريو بحضور الجزائر وموريتانيا بهدف إحداث اختراق لجمود عملية السلامالصحراوي وتوقف المفاوضات الرسمية منذ يناير 2008.